صراع قارتَي أوروبا وأفريقيا

26 ديسمبر 2021
لطالما كانت أفريقيا مصدراً غنياً للمنتخبات الأوروبية وفرقها (Getty)
+ الخط -

شكّلت كرة القدم منذ أمد طويل المتنفس الوحيد للاعبين الأفارقة من أجل ضمان العيش الكريم والحلم بتحقيق غد أفضل. 

كان الاتجاه طبيعياً إلى القارة الأوروبية التي تعتبر مهد الكرة، لتستقطب أكبر المواهب الكروية الأفريقية.

الأندية الكبرى في القارة العجوز سارعت بالسيطرة على مسار اللاعبين الأفارقة بتحريضهم على التقاعس في اللعب لمنتخباتهم الوطنية في التصفيات التأهيلية، ما استوجب ضرورة تنظيم العلاقة بين الأندية واللاعبين المهاجرين، لتجنّب نزاعات قد تطول أكثر من اللازم. 

وزادت مناورات المسؤولين في القارة الأوروبية من أجل لعب ورقة التجنيس لأبرز الأسماء الكروية، وأصبحنا نشاهد منتخبات وطنية أوروبية بألوان وجنسيات أصلية مختلفة، ما زاد في اتساع الهوة بين القارتين، وتعالت الأصوات المنادية بوضع حد لهذا التغول الأوروبي، دون النجاح في إيقافه بالصفة الناجعة.

وفي السنوات الأخيرة، لمسنا صحوة الضمير الوطني للاعبين الأفارقة، الذين أصبحوا أكثر ولاءً وانتماءً لدولهم، رافضين الإغراءات المقدمة إليهم، ليعود تدريجاً التوازن المأمول، والدليل على ذلك صعود صاروخي لبعض المنتخبات الأفريقية على الصعيد العالمي، مثل السنغال والمغرب والجزائر والكاميرون ومالي وتونس، ما سيعطي نكهة رائعة لمونديال قطر 2022 المقبل، الذي قد يعرف تغييراً ثورياً لا نعرف حدوداً له.

أفريقيا السمراء قادمة بقوة لتنازل القارة الأميركية والأوروبية على تاج خلناه منذ أجيال بعيداً صعب المنال، إن لم يكن مستحيلاً. فمن يدري؟

المساهمون