شيكابالا... ضحية التعصب والعنصرية في الكرة المصرية

شيكابالا... ضحية التعصب والعنصرية في الكرة المصرية

01 ديسمبر 2020
شيكابالا سجل هدفاً رائعاً في نهائي الأبطال (Getty)
+ الخط -

" أوقفوا العنصرية ضد شيكابالا"، ليس مجرد وسم تصدر "التريند" المصري على موقعي "فيسبوك وتويتر" في الساعات الأخيرة، بل  ثورة دفاعاً عن لاعب الكرة محمود عبد الرازق شيكابالا كابتن نادي الزمالك بعد مقاطع الفيديو العنصرية والمسيئة لعدد من المشجعين هاجموه بعد خسارة الزمالك أمام الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا.

ولم يكن مفاجئاً أن يكون هناك إجماع على محاربة العنصرية والتنمر ولكن المفاجأة الكبرى هي حالة الالتفاف الجماهيري الطاغية التي يملكها شيكابالا بين جماهير فريق الزمالك والكرة المصرية، فهو ليس بلاعب أو قائد بل رمز  في عيون جماهيره تغفر له كل شيء وتمنحه كل شيء، سواء أجاد في الملعب أو لا.

ووسط هذه الأحداث، عاد الجدل ليثار عن مدى استغلال شيكابالا لاعب الكرة لموهبته الفذة في رحلته مع المستطيل الأخضر طيلة 17 سنة.

البعض يراها ضعيفة والبعض الآخر يراها تاريخية، بل أسطورية، ووسط هذه الأجواء والتناقضات نكشف عبر السطور التالية قصة محمود عبد الرازق شيكابالا ابن بلاد النوبة الجميلة من الألف إلى الياء.

ومن يتابع أزمات شيكابالا في الملاعب يجد أنها قصة تستحق التعاطف، فهو لاعب يرفض الإساءة لوالدته والتي كان بمجرد الهتاف ضدها في المدرجات يثور غضبا ويقدم على الصدام مع الجماهير، خصوصاً جماهير الأهلي التي حاولت استفزازه في الكثير من المرات، ولعل أشهر تلك الوقائع "رفع الحذاء" في قمة عام 2007 وكان وقتها في الحادية والعشرين من عمره، والسر في ذلك ليس فقط كونه يتيما، بل  هذا نابع من حبه الشديد لوالدته التي كان يعتبرها الشخصية الأهم في حياته.

ووجد شيكابالا المعاناة نفسها في آخر 3 سنوات، ولكن هذه المرة مع زوجته، فهو تعرض لتنمر رهيب بعيدا عن بشرته السمراء لفترة، حينما كانت تغريدات تنطلق في "السوشيال ميديا" تنتقد زوجته ثم تطور الأمر للطعن في شرف اللاعب في قمة السوبر الأخيرة في لقاء 2020 في الإمارات حينما تم الهتاف ضد آدم ابن شيكابالا بداعي اختلاف لون البشرة بينهما، وهو الأمر الذي دفع اللاعب للخروج عن هدوئه والتعامل بعصبية كبيرة مع الجماهير ليتم إيقافه.

ومن يتابع رحلة المصري شيكابالا مع فريق الزمالك يجد أن ارتباط المشجعين به يأتي لموهبته منذ  أن كان لاعبا صغير السن شارك لأول مرة وهو في السابعة عشرة في عام 2003 برفقة كارلوس كابرال.

فالجماهير وجدت في هذا الفتى الصدق والصراحة وحب البعد عن الأضواء، فهو يرفض باستمرار الظهور الإعلامي ورغم إهداره الكثير من البطولات إلا أن الجماهير وضعته دائماً في مقدمة الأساطير ولم يجر الهتاف ضده مطلقاً في رحلته.

 

المثير في الأمر أن شيكابالا ارتكب كل الخطايا الكبرى التي يمكن لها أن تلغي شعبيته عوقب بسببها لاعبون آخرون جماهيريا ورفضتهم بل طردتهم من جنة الزمالك وقلوب مشجعيه، فهو هرب من الزمالك لباوك اليوناني 2005 ناشئاً، وظهر في مجلة النادي الأهلي ووقع عقدا مع الأخير الغريم التقليدي قبل أن يعود للزمالك عام 2007 ، وأيضا دخل في مشادة كلامية غير لائقة ضد حسن شحاتة رمز النادي ومدربه عام 2012.

المساهمون