ريال مدريد وأزمته المتجددة: 3 أسباب وراء فشل استراتيجية الهجوم

ريال مدريد وأزمته المتجددة: 3 أسباب وراء فشل استراتيجية زيدان الهجومية

22 سبتمبر 2020
على زيدان حل الأمور سريعاً قبل فوات الأوان (Getty)
+ الخط -

يبدو أن ريال مدريد سيعيش نفس الأزمة التي عانى منها في الموسم الماضي، وهي مشكلة الفعالية الهجومية وصعوبة تسجيل الأهداف، وذلك لعدة أسباب تُعقد مهمة زيدان في الحفاظ على لقب "الليغا" في موسم 2020-2021، خصوصاً أنه أصرّ على عدم إجراء أي صفقة في سوق الانتقالات الصيفية.

وظهر النادي "الملكي" في أول 90 دقيقة من الموسم الجديد بأداء باهت وسلبي ولم ينجح في هزّ شباك فريق ريال سوسييداد، تارةً بسبب سوء الحسم أمام المرمى وتارةً بسبب قلة الخيارات الهجومية التي يمكنها أن تصنع الخطورة داخل منطقة الجزاء، ليخرج ريال مدريد بتعادل سلبي مُخيّب للآمال في بداية مشواره في بطولة الدوري الإسباني موسم 2020-2021.

بنزيما وحيد في الهجوم

في الموسم الماضي نجح المهاجم الفرنسي كريم بنزيما في المساهمة بشكل كبير في تتويج ريال مدريد بلقب بطولة الدوري الإسباني، لكن هذا الأمر لن يكون سهلاً في الموسم الجديد لأنه لا يمكن لبنزيما أن يقود فريقاً بأكمله لتحقيق نتائج جيدة، ولا يمكن له أن يقود خط الهجوم لوحده، وهو خيار زيدان الثابت منذ موسمين حتى الآن.

ومنذ الموسم الماضي وريال مدريد يعاني هجومياً ولا يجد الحلول أمام المرمى للتسجيل كما جرت العادة عندما كان الثلاثي رونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيما. لكن مع بقاء المهاجم الفرنسي لوحده، سيكون من الصعب أن يصنع بنزيما لوحده نقلة نوعية في خط المقدمة بدون مساعدة من زملائه، وخصوصاً الأجنحة.

فكريم بنزيما ودوره في الملعب في السقوط نحو الخلف واستلام الكرة ثم صناعة الفارق في المقدمة يحتاج إلى مهاجمين إلى جانبه قادرين على استلام الدفة من الفرنسي، ومن ثم التمرير له عندما يتجه نحو عمق منطقة الجزاء لتسجيل الأهداف، إما من كرة عرضية أو من تمريرة بينية بين الخطوط خلف ظهر الدفاع.

أجنحة هجومية عقيمة

بعد رحيل كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي والويلزي غاريث بيل إلى فريق توتنهام الإنكليزي، أمست أجنحة ريال مدريد الهجومية أقل عطاء، ولم ينجح النادي "الملكي" في التعاقد مع أجنحة قادرة على صناعة الفارق في الثلث الأخير.

ومؤخراً أمسى كل من رودريغو وفينيسيوس أجنحة ريال مدريد الوحيدين، خصوصاً مع غياب البلجيكي إدين هازارد، وهذان الجناحان تحديداً لم يقدما الكثير للنادي "الملكي" منذ حضورهما، إلا أن زيدان ما زال مُصرّاً على إشراكهما في الخط الأمامي ويرفض التعاقد مع أي جناح فعال في الثلث الأخير.

ففينيسويس مثلاً سريع ومهاري مع الكرة لكن عندما يصل إلى داخل منطقة الجزاء يفتقد اللمسة الأخيرة أمام المرمى ويُهدر الفرص السانحة للتسجيل، وأكبر مثال على ذلك ما حصل أمام ريال سوسييداد عندما حصل على أكثر من فرصة للتسجيل، لكنه أساء التصرف وخسر الكرة في اللحظات الأخيرة بدلاً من أي يُسدد الكرة نحو المرمى أو حتى يصنع تمريرة حاسمة لزملائه تصنع الفارق.

في المقابل فإن رودريغو لم يصنع الفارق هجومياً، فهو فشل في التفوق على صعيد الثنائيات، كما فشل في صناعة الكرات العرضية المطلوبة نحو عمق المنطقة وتحديداً نحو رأس الحربة كريم بنزيما. هذا عدا عن أنه لم ينجح في لعب دور المهاجم القادر على صناعة الفرص أو التسجيل، وهذا الأمر طبعاً أضر كثيراً في خط هجوم النادي "الملكي"، لأن بنزيما بات المهاجم الوحيد القادر على صناعة الفارق هجومياً، ومع هذا يُهدر بنزيما أحياناً الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، ما يعني أن ريال مدريد سيجد الكثير من الصعوبات للتسجيل.

غياب صانع الألعاب

لا ترتبط المشكلة الهجومية فقط بوجود مهاجمين قادرين على صناعة الفارق في الثلث الأخير فقط، بل ترتبط مباشرةً بالتمويل من الخلف، وتحديداً وجود صانع ألعاب مثالي قادر على تمرير كرات بينية للمهاجمين خلف ظهر الدفاع أو صناعة تمريرات تضع الأجنحة والمهاجمين في مواجهة المرمى أو في موقع سانح للتسجيل.

وطبعاً مارتين أوديغار بدأ أول مباراة رسمية له ضد ريال سوسييداد ولا يمكنه أن يلعب دور صانع الألعاب المثالي حالياً، فهو يحتاج إلى بعض الوقت لكي يتأقلم بعد عودته إلى ريال مدريد، وعليه، فإن على المدرب الفرنسي زيدان إيجاد لاعب قادر على خلق الفرص الخطيرة لريال مدريد ويمكن لتوني كروي أو لوكا مودريتش لعب هذا الدور، لكن هذا يتطلب مرونة تكتيكية من زيدان لتغيير الخطط الفنية وتبديل طريقة اللعب، خصوصاً لناحية الهجوم.

 

وإن لم يجد زيدان الرجل المثالي في مركز رقم 10 القادر على تمويل المهاجمين بالفرص أمام المرمى، فإنه سيجد نفسه في ورطة كبيرة في المباريات القادمة، خصوصاً في المواجهات القوية التي تحتاج إلى الحسم داخل منطقة الجزاء وأمام المرمى، وكذلك فإن عدم تسجيل الأهداف سيُعرض ريال مدريد لمشاكل كبيرة، منها عدم هز الشباك، وكذلك إمكانية تلقّي الأهداف، وبالتالي خسارة المباريات أو التعادل ونزف النقاط المهمة.

فهل ينجح زيدان في تغيير الأمور سريعاً أو حتى محاولة الاقتناع بضرورة التعاقد مع لاعبين قادرين على صناعة الفارق هجومياً قبل فوات الأوان والدخول في أزمة حقيقية بسبب عدم التسجيل أمام المرمى؟

المساهمون