ريال مدريد وأتلتيكو في الديربي الذي "تمنّاه الجميع"

ريال مدريد وأتلتيكو في الديربي الذي "تمنّاه الجميع"

12 ديسمبر 2021
أتلتيكو وريال مدريد قمة منتظرة في الليغا (دينيس دويلي/ Getty)
+ الخط -

"منافس جدير في ديربي لائق". نعم هي القمة الكلاسيكية حالياً في إسبانيا بين الجارين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. بعد هيمنة "الميرينغي" لأكثر من عقد، ربما فهم "الروخيبلانكوس" أن عليه التغيّر أخيراً، كان ذلك في عام 2011 تحديداً، واليوم الأحد يلتقيان على أرض ملعب سانتياغو برنابيو.

كان مشجعو ريال مدريد يشعرون بالملل، أو هكذا زعموا. قالوا إنهم يريدون بالفعل أن يمنحهم أتلتيكو مدريد مباراة قوية لمرة واحدة. "لم يكن الأمر ممتعاً كثيراً عندما لم تكن المواجهة كبيرة"، هكذا سخروا بوضع لافتة في الطرف الجنوبي من ملعب سانتياغو برنابيو، ليحثوا خصمهم على أن يكون فريق كرة قدم بقيمة أفضل، بعبارة كانوا يستغلون كلّ فرصة للسخرية منهم.

لطالما كان ديربي مدريد مميزاً، حتى عندما لم يكن عظيماً للغاية لأن النتيجة كانت شبه معروفة ومفروضة بحكم الفوارق الفنية، لكن هناك الكثير من القصص الرائعة أيضاً، الكثير من الحكايات منذ أول لقاء بينهما في عام 1903 ضمن سلسلة 227 لقاء، وأساطير لا يمكن أن ننتهي من عدّها لو بدأنا.

كان سانتياغو برنابيو اللاعب رجل ريال مدريد، لكنه لعب بعضة أشهر لأتلتيكو في 1920-1921، وكانت ربما واحدة من الخيانات بنظر جماهير قطب المدينة الثاني. رئيس ومالك أتلتيكو السابق جيسوس جيل أخبر لاعبيه في إحدى المناسبات أنه لن يدفع لهم بحال لم يهزموا الريال في كأس الملك عام 1994.

كانت هذه مجرد لحظة واحدة من مئات اللحظات، فقد رُويت خلال كلّ هذه السنوات قصص عن التنافس، في بعض الأحيان كانا في القمة معاً. في السبعينيات، فاز ريال مدريد بستة ألقاب في الدوري وفاز أتلتيكو مدريد بثلاثة بالإضافة إلى كأس الإنتركونتيننتال، على الرغم من عدم الفوز بدوري أبطال أوروبا، حين سجل هانز جورج شوارزينبيك هدف التعادل لبايرن ميونخ الألماني في الدقيقة 120 بعدما كان لويس أراغونيس قد تقدّم للفريق الإسباني، ليعاد اللقاء حينها ويتفوق الفريق البافاري برباعية نظيفة، مما أدّى إلى ولادة أسطورة "إل بوباس" أي "النحس".

مع ذلك، تحولنا إلى العقد الأخير الذي عرف تناوباً على الألقاب المحلية تحديداً، مع تفوق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا على خصمه.

أصبحت المواجهة بينهما حامية الوطيس، في إحدى المناسبات قالها الإسباني – البرازيلي دييغو كوستا: "راموس يركلني، فأركله". في حين حذر جيرمان بورغوس مساعد مدرب أتلتيكو السابق ذات مرة البرتغالي جوزيه مورينيو بقوله: "سأمزق رأسك".

لم يكن لأي مدينة فريقان في نهائي دوري أبطال أوروبا من قبل ولم يلتقِ فريقان بهذا الشكل بأعظم مسابقة على الإطلاق... مدريد فعلت ذلك، توجه حوالي 70 ألف متفرج إلى لشبونة في عام 2014، يوم صعقت جماهير أتلتيكو بالخسارة في الوقت الإضافي (4-1) بعد هدف راموس الرأسي القاتل، الذي عادل فيه النتيجة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ثم كرروا ذلك في نهائي 2016 بسان سيرو بمدينة ميلان عاصمة الموضة الإيطالية، وفاز ريال بركلات الترجيح.

نعم الكثير من اللحظات بينهما، ففي إحدى المناسبات أنقذ الحارس الأرجنتيني بورغوس ركلة جزاء والدماء كانت تسيل من أنفه في كلّ مكان، فيما سجل البرازيلي رونالدو هدفاً بعد مرور 14 ثانية على بداية اللقاء، أحرز أتلتيكو خمسة أهداف ضد ريال في عام 1947 عندما كانوا هم الأقوى، وليس ريال مدريد.

لا يُمكن نسيان رامون غروسو، أسطورة ريال مدريد الذي فاز بسبع بطولات من دوري وأبطال أوروبا، بعدما لعب موسمه الأول في عام 1964 على سبيل الإعارة مع أتلتيكو، وساعدهم على الهروب من شبح الهبوط للدرجة الثانية. هناك أيضاً هوغو سانشيز الذي توج هدافاً للدوري الإسباني في خمس سنوات متتالية، المرة الأولى كانت مع أتلتيكو والبقية مع الريال.

كيف ننسى ديربي 1982-1983، مع حضور حارسين من نفس العائلة، كان سانتياغو بيريرا الرقم واحد في أتلتيكو، فيما كان أغوستين، ابن أخيه، في ريال مدريد، وبطبيعة الحال لا يمكن أن ننسى راؤول غونزاليس الذي لم يجد المساحة في شباب أتلتيكو فتحول إلى الريال وبات أسطورة، وما زال حديث الديربي حتى اليوم.

لا يسعنا إلا أن نختم بهذه القصة، يوم جمع لويس أراغونيس مدرب أتلتيكو مدريد حينها لاعبيه وقال لهم: "علينا أن نفعلها، هذه هي اللحظة التي كنّا ننتظرها، ريال مدريد في البرنابيو، هذه فرصتنا للتغلّب عليهم، نحن أفضل منهم، وأنا سئمت من الخسارة أمامهم في هذا المكان، هناك 50 ألف مشجع سيموتون من أجلكم".

المساهمون