دوري أبطال أفريقيا: عقدٌ من الغياب الجزائري عن منصة التتويج

10 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 13:48 (توقيت القدس)
فرحة لاعبي وفاق سطيف بلقب دوري أبطال أفريقيا، 01 نوفمبر 2014 (فارووق باتيش/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منذ تتويج وفاق سطيف عام 2014، تعاني الأندية الجزائرية من غياب التتويج في دوري أبطال أفريقيا، حيث اقتصرت مشاركاتها على محاولات متذبذبة، باستثناء خسارة اتحاد العاصمة لنهائي 2015.

- في المقابل، تواصل الأندية العربية الأخرى، مثل الأهلي المصري والترجي التونسي والوداد المغربي، فرض هيمنتها على البطولة، محققة ألقاباً متعددة في السنوات الأخيرة.

- تسعى الجزائر لتحسين وضع أنديتها من خلال مبادرات لتطوير البنية التحتية ودعم مالي، رغم أن التتويج الوحيد مؤخراً كان لاتحاد العاصمة في كأس الكونفدرالية 2023.

تُواصل الأندية الجزائرية غيابها عن الصعود إلى منصة التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم منذ تتويج وفاق سطيف عام 2014 بالمسابقة القارية الأهم على مستوى الأندية على حساب فيتا كلوب الكونغولي، والذي أعاد الكأس إلى الجزائر بعد غياب دام 24 عاماً، والذي كان من المفترض أن يشكّل انطلاقة جديدة للكرة الجزائرية على المستوى القاري، لكنه بقي حدثاً معزولاً.

ومنذ ذلك التتويج، اقتصرت مشاركات الأندية الجزائرية على محاولات متذبذبة، تفاوتت بين التأهل إلى الأدوار المتقدمة والإقصاء المبكر، باستثناء خسارة نادي اتحاد العاصمة لنهائي نسخة 2015، مضيّعاً التتويج الثاني للجزائر على التوالي، في حين كان آخر ظهور من خلال نادي مولودية الجزائر، الذي ودّع البطولة، الأربعاء، من الدور ربع النهائي أمام نادي أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي.

وفي مقابل التراجع الجزائري، شهدت الأندية العربية ظهوراً لافتاً جعلها تحتكر أغلب ألقاب دوري أبطال أفريقيا في السنوات الأخيرة. ففي مصر، واصل الأهلي فرض هيمنته القارية، حيث تُوّج باللقب أربع مرات منذ 2014 (2020، 2021، 2023، 2024)، وبلغ النهائي عدة مرات أخرى، بينما ظهر الزمالك أيضاً في النهائي عام 2016.

أما تونس، فقد حافظت على حضورها الثابت في المنافسة عبر الترجي الرياضي التونسي، الذي تُوّج باللقب عامي 2018 و2019، وخاض أدواراً متقدمة في مواسم عديدة، آخرها نهائي نسخة 2024، فيما شهد المغرب بروزاً كبيراً عبر نادي الوداد البيضاوي، الفائز ببطولتي 2017 و2022، وسجل حضوراً في نهائي بطولتي 2019 و2023. ويسعى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، برئاسة وليد صادي، إلى مرافقة الأندية المحلية وتطويرها من خلال جملة من المبادرات والنشاطات، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي نظّم ندوة خاصة بالاحتراف، الأربعاء، بالعاصمة الجزائرية.

وفي السياق ذاته، تعمل السلطات الجزائرية على تهيئة مناخ ملائم عبر تمكين الشركات العمومية من تملّك الأندية كحلّ عملي لمعالجة أزمة الموارد المالية، التي تُعدّ من أبرز العوائق التي تعترض تطور الكرة الجزائرية على مستوى الأندية. وتُضاف إلى ذلك، البنية التحتية الرياضية المتوفرة في البلاد، التي شهدت قفزة نوعية، مع تشييد أربعة ملاعب جديدة في مدن: الجزائر العاصمة ووهران وتيزي وزو، إلى جانب إعادة تهيئة ملعبي قسنطينة وعنابة، بما يعزز من جاهزية الفرق للمشاركة القارية.

ورغم هذه الجهود المؤسسية واللوجستية، تجد الأندية الجزائرية نفسها في موقف محرج أمام جماهيرها التي لم تتوقف يوماً عن دعمها ومساندتها، سواء من خلال الحضور المكثف في المدرجات خلال المباريات المحلية، أو من خلال التنقلات الجماعية لمرافقة الفرق في مشاركاتها الخارجية، أملاً في رؤية فريق جزائري يعتلي مجدداً منصة التتويج القاري.

وإذا كانت الجماهير الجزائرية تُمني النفس بعودة أنديتها إلى ساحة التتويج في دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، فإنها تجد بعض العزاء في تتويج اتحاد العاصمة بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2023، وهو اللقب القاري الوحيد الذي دخل خزائن الأندية الجزائرية خلال العقد الأخير، ما يجعله إنجازاً معزولاً، لكنه يحمل في طياته بصيص أمل لبداية جديدة.

المساهمون