لم يكن النجم الأوروغواياني، داروين نونيز، يدرك في يوم من الأيام، بأنه سيصبح حديث وسائل الإعلام العالمية، بعدما بات أغلى صفقة في تاريخ نادي ليفربول الإنكليزي، الذي استطاع الحصول على عقد المهاجم الشاب، قادماً من بنفيكا البرتغالي.
وكلّف داروين نونيز خزائن نادي ليفربول المالية، ما يقارب 85 مليون جنيه إسترليني، بعد مفاوضات صعبة للغاية مع إدارة بنفيكا البرتغالي، التي كانت تفاضل بين العروض الكثيرة المقدمة إلى صاحب الـ22 عاماً، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
لكن السؤال، الذي باتت تطرحه الجماهير الرياضية على نحو واسع. من هو داروين نونيز، الذي جعل إدارة ليفربول تدفع مثل هذا المبلغ الضخم؟ ما الذي قدمه المهاجم الأوروغواياني، حتى تتصارع عليه الأندية الأوروبية؟
معلومات أساسية عن النجم داروين نونيز
ولد داروين نونيز في مدينة أرتيغاس في أورغواي، في الرابع والعشرين من شهر يونيو/حزيران عام 1999، وعاش في كنف والده بيبيانو، ووالدته سيلفيا ريبيرو، اللذين كانا يعانيان كثيراً من الفقر المدقع، ولطالما عجزا عن توفير الطعام لطفليهما.
وتأقلم داروين كثيراً مع الجوع في طفولته، بعدما كان ينام من دون الحصول على الطعام، ويقضي يومه كثيراً بتناول وجبة واحدة، نظراً لحالة الفقر التي مرت بها عائلته، والتي جعلته يحلم دائماً، بإخراجهم من هذا الوضع المزري، والطريقة الوحيدة، هي النجاح في عالم كرة القدم.
وفي الأكواخ المحيطة بمدينة أرتيغاس، استطاع داروين التأقلم مع حياته، رفقة شقيقه الوحيد جونيرو، وتابع فشل والده، الذي حاول أن يصبح لاعب كرة قدم، رغم أنه كان عامل بناء، فيما كانت والدته تبيع الزجاجات الفارغة، من أجل الحصول على النقود.
وتشكلت شخصية داروين في المدرسة، وحافظ على خوض تدريبات كرة القدم، وصقل موهبته في خوض المواجهات بالشوارع، الأمر الذي جعله يجتاز اختبارا للالتحاق بأكاديمية الفريق المحلي لا لوز، لتنقلب حياة الطفل رأساً على عقب، بعدما زار خوسيه بيردومو، أسطورة كرة القدم والكشاف الشهير في أوروغواي ملعب الأكاديمية في عام 2013.
ولم يتردد خوسيه بيردومو نهائياً، بعد أن شاهد داروين يلعب، بالذهاب مباشرة إلى منزل والديه، طالباً إذنهما لاصطحاب ابنهما إلى مونتيفيديو عاصمة أوروغواي، وبالفعل ودع عائلته وهو في سن الـ14، بعدما أصبح لاعباً في فريق بينارول.
وفي التاسع والعشرين من شهر أغسطس/آب عام 2019، استحصل نادي ألميريا الإسباني، على خدماته، مقابل عقد لمدة 5 سنوات، ليرحل بعدها في سبتمبر/أيلول لبنفيكا البرتغالي، الذي خطف معه الأضواء في موسم 2021/2022، بعدما سجل 34 هدفاً في 41 مباراة، جعلته يخطف أنظار المدرب يورغن كلوب، الذي طلب من إدارة ليفربول، الحصول على خدمات الموهبة الشابة.