استمع إلى الملخص
- لعب باوزا في ثمانية أندية عبر خمس دول وثلاث قارات، وواجه تحديات في بولندا وتألق في رومانيا مع نادي يونفرسيتاتيا كرايوفا، لكنه اضطر للرحيل بعد هبوط النادي.
- بعد تجربة قصيرة في الإمارات، انضم باوزا إلى أتلتيكو ناسيونال وأصبح عنصراً أساسياً، مشاركاً في 12 من أصل 17 مباراة.
شهدت مسيرة المهاجم الأرجنتيني، خوان فرانسيسكو باوزا (29 عاماً)، تحولاً لافتاً، بعدما انتقل من اللعب في الظل مع الأندية الأرجنتينية، إلى التألق مع أتلتيكو ناسيونال، أكثر الأندية تتويجاً في كولومبيا، على المستويَين المحلي والقاري.
باوزا، الذي لم يحظَ ببداية بارزة في بلاده، أصبح اليوم أحد العناصر المؤثرة في صفوف الفريق الكولومبي، ليكتب فصلاً جديداً في مشواره الاحترافي، الذي تخللته محطات عدة داخل وخارج القارة. وقال، في حديثه مع موقع قناة تي واي سي الأرجنتينية: "كنت أريد العودة للتحدث بالإسبانية. افتقدت الوصول باكراً إلى التدريبات، وأجد من يشاركني شرب المتّة".
ويعيش نجل المهاجم مارسيلو باوزا، بطل الدوري الأرجنتيني عام 1984 مع فريق فيرو، وصاحب التجارب الطويلة في أميركا الوسطى، الآن، لحظة من السعادة غير المتوقعة، إذ قال: "عمري 29 عاماً، ولم أكن أتخيل أنني في هذا العمر، سألعب في كأس ليبرتادوريس".
وتشبه مسيرة باوزا مسار "الرحالة الكروي"، إذ لعب في ثمانية أندية وخمسة بلدان مختلفة، وعاش في ثلاث قارات: أميركا وأوروبا وآسيا. وبدأ مشواره في فئات الناشئين بنادي كولون دي سانتافي، قادماً من سنترال إنترريانو، ولعب في مركز الجناح، منذ كان في الرابعة عشرة من عمره. ظهر لأول مرة في الفريق الأول عام 2016، تحت قيادة المدرب الأوروغويّاني، باولو مونتيرو، لكنه خاض أربع مباريات فقط، قبل أن يُهمش، بعد تولي إدواردو دومينغيز القيادة الفنية.
وفي منتصف عام 2017، انتقل معاراً إلى فريق خوفينتود أونيدا، الذي كان يلعب في الدرجة الثانية بحثاً عن دقائق لعب أكثر. وبعد نهاية الإعارة، أُعير مجدداً إلى خيمناسيا دي مندوسا، إذ خاض 22 مباراة، كانت آخر محطاته في الملاعب الأرجنتينية. وفي يونيو/ حزيران 2019، بدأ مغامرته الأوروبية مع غورنيك زابجه البولندي، لكنه واجه صعوبات لغوية وثقافية، قائلاً: "لم أكن أتحدث الإنكليزية، وزملائي لم يحاولوا دمجي. لم تكن تجربة جيدة، لكنّها علّمتني الكثير".
وبعد موسم عانى خلاله الإصابات، وشارك في سبع مباريات فقط، جاءت نقطة التحول خلال معسكر إعداد في قبرص عام 2020، حين لفت أنظار مسؤولي نادي تشكيسيريدا الروماني في مباراة ودية، فقرّروا شراء عقده، وهكذا بدأت رحلته في رومانيا، لكن سرعان ما أوقفتها جائحة كورونا.
ورغم البداية الصعبة، فقد تألق باوزا في موسمه الأول مع الفريق، مسجلاً سبعة أهداف، وقدم تمريرتين حاسمتين في 32 مباراة، لينتقل بعدها إلى نادي يونفرسيتاتيا كرايوفا، ليتألق على نحوٍ لافت، بعدما خاض 87 مباراة خلال ثلاثة مواسم، أحرز خلالها 17 هدفاً وصنع 20 تمريرة حاسمة، بل وحمل شارة القيادة. ولكن الهبوط المفاجئ للنادي إلى الدرجة الثانية في يونيو 2024، والأزمة المالية التي أعقبته، دفعت باوزا إلى الرحيل. وتلقى بعدها عرضاً من نادي بني ياس الإماراتي، فانتقل إلى هناك، إلّا أن التجربة لم تدم طويلاً.
وبعد انتهاء الموسم، وجد نفسه مجدداً بلا نادٍ، خاصة بعد هبوط كرايوفا إلى الدرجة الثالثة، بسبب مشاكل الفريق المالية. وبدا أن وجهته المقبلة ستكون اليونان، لكن اتصالاً غير متوقع من غوستافو فيرماني، المدير الرياضي لنادي أتلتيكو ناسيونال (والمدرب السابق لرديف ريفر بليت)، غيّر مسار الأحداث، ليضيف: "وصلت إلى كولومبيا مجهولاً للجميع، وكنت أعرف أن الطريق الوحيد لإثبات نفسي هو العمل الجاد". ومنذ انضمامه، أصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة الفريق، إذ شارك في 12 من أصل 17 مباراة، رغم تغيّر الأجهزة الفنية مرتين خلال فترة قصيرة بعد رحيل المدرب الأرجنتيني، خافيير غاندولفي.