خلافات وتمرد وفاتورة صادمة.. القصة الكاملة لإقالة تين هاغ من ليفركوزن
استمع إلى الملخص
- توترت علاقات تين هاغ مع اللاعبين والطاقم الطبي، ولم يُستشار في القرارات المهمة، مما أدى إلى تدهور وضعه بسرعة وفشله في ترك بصمة فنية على الفريق.
- بعد فسخ عقده، سيحصل تين هاغ على تعويض مالي يقارب ستة ملايين يورو، مما يعكس الخسارة المالية للنادي.
كشفت صحيفة بيلد الألمانية عن القصة الكاملة لإقالة المدرب الهولندي، إريك تين هاغ (55 عاماً)، من منصبه مدرباً لنادي باير ليفركوزن الألماني، وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه في منصبه، إذ جاء القرار بسبب الخلافات الداخلية والتمرد داخل الفريق، رغم أنه لم يمض سوى جولتين فقط على انطلاق منافسات "البوندسليغا"، وجمع نقطة واحدة فقط عقب تعادله مع فيردر بريمن بنتيجة (3-3) وخسارته أمام هوفنهايم (2-1).
ووفقاً للتفاصيل، التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية، فإن تين هاغ أدرك أن مهمته مع باير ليفركوزن انتهت بالضبط يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، حين أعلن النادي تعاقده مع النجم الإسباني، لوكاس فاسكيز (34 عاماً)، القادم مجاناً من ريال مدريد لقيادة الفريق، إذ كانت المفاجأة أن المدرب الهولندي لم يكن على علم بالصفقة من الأساس، ولم تتم استشارته في ضم لاعب فاز بخمس بطولات لدوري الأبطال، وسيكون القائد الجديد داخل الملعب، وهو ما شكّل ضربة قوية لمكانته.
وأضافت الصحيفة أن المدير الرياضي، سيمون رولفس، كان قد شرح عبر مكالمات فيديو الدور، الذي سيلعبه فاسكيز داخل الفريق، وهو ما أكده النجم الإسباني نفسه خلال حفل تقديمه الرسمي، وفي اليوم ذاته، وجد تين هاغ نفسه أمام فاسكيز للمرة الأولى، بعدما كانت الصفقة قد اكتملت قبل يومين فقط، إذ خضع اللاعب للفحص الطبي في مدريد، ووقّع عقداً لمدة عامين، عندها أدرك المدرب الهولندي أن إقصاءه من القرارات الكبرى، سواء بدافع الشك في قدراته أو في نزاهته، لم يكن سوى إشارة صريحة إلى أن مستقبله مع ليفركوزن قد انتهى قبل أن يبدأ فعلياً.
وكانت الحقيقة خلف الإقالة السريعة بعد مباراتين فقط أسوأ بكثير مما ظهر في الإعلام، إذ لم يتضمّن البيان الرسمي أي كلمة شكر أو حتى العبارة التقليدية بتمنّي النجاح للمدرب مستقبلاً، بينما برّر رئيس النادي، فرناندو كارو، الخطوة أنها كانت ضرورية، في حين شدّد رولفيس على أن بناء الفريق الجديد لم يكن ممكناً مع المدرب السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي تمكن في فترة وجيزة من جعل جميع الأقسام واللاعبين ضده، وهو الأمر الذي سرّع من سقوطه.
وابتعد تين هاغ سريعاً عن الدائرة الضيقة داخل النادي، على عكس سلفه، تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي كان يحظى بثقة كاملة، ويُستشار في أدق التفاصيل، حتى أن صفقة فاسكيز عُرضت على المدرب الإسباني قبل أن يعلم بها المدرب الهولندي نفسه، ومع مرور الوقت، ازدادت عزلته، إذ توترت علاقاته داخل غرفة الملابس، وفشل في الانسجام مع الطاقم الطبي وخبراء التغذية وحتى جهازه التدريبي، وغابت عنه القيادة والرؤية، ولم يوجه للاعبين كلمة تحفيزية واحدة قبل مواجهة هوفنهايم، ورغم سجله الناجح مع أياكس بين عامي 2018 و2022، فإنه لم يترك أي بصمة فنية على الفريق الجديد، لينتهي به الأمر ضمن أسوأ مدربي ليفركوزن في العقدين الأخيرين.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن التعويض المالي لتين هاغ، الذي كان عقده يمتد حتى 2027، محدد في بنود العقد، إذ سيحصل على ما يقارب خمسة ملايين يورو بعد فسخ عقده السريع، وبإضافة راتبه عن الشهرين اللذين قضاهما في منصبه، تصل الحصيلة إلى نحو ستة ملايين يورو مقابل 60 يوماً فقط من العمل، أي ما يعادل 100 ألف يورو يومياً، مقابل نقطة وحيدة في رصيد الفريق.