خرق البروتوكولات الصحية... تهديد جديد لنجوم "الساحرة المستديرة"

خرق البروتوكولات الصحية... تهديد جديد لنجوم "الساحرة المستديرة"

12 يناير 2021
لم يلتزم هؤلاء النجوم بالبروتوكولات الصحية في المملكة المتحدة (Getty)
+ الخط -

يخاطر نجوم كرة القدم في الفترة الحالية بالعوائد المالية الكبيرة التي يحصلون عليها من الشركات التجارية الراعية لهم، بعدما قاموا بسلسة من كسر قواعد البروتوكولات الصحية الموضوعة من قبل السلطات المحلية في البلاد التي يقيمون فيها، من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا، الذي عاد إلى التفشي بشكل سريع.

وأصبحت الشركات التجارية العالمية مربحة لنجوم كرة القدم خلال السنوات الماضية، لا سيما الذين يخوضون غمار منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز، لكن كل شيء من الممكن أن ينقلب نتيجة قيامهم بخرق البروتوكولات الصحية، بحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وباتت الشركات التجارية العالمية تراقب ما ينشره نجوم كرة القدم المتعاقدون معها، عبر حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى متابعة ما تكتبه وسائل الإعلام عنهم، نتيجة خرق بعضهم لوائح "كوفيد-19" بكل وقاحة.

ووقع 7 لاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز ضحية عقوبات كبيرة من قبل أنديتهم، نتيجة خروقاتهم أثناء فترة أعياد الميلاد، ما جعل مواطني المملكة المتحدة يصبون جام غضبهم عليهم، ويطالبون الحكومة المحلية بضرورة المعاقبة القانونية، لأن اللاعبين تجاهلوا بشكل تام التباعد الاجتماعي الذي فرض خلال تلك الفترة، لا سيما مع ظهور السلالة الجديدة من الوباء في البلاد.

ونتيجة للأزمة التي خلفتها تصرفات بعض لاعبي كرة القدم في إنكلترا، شعرت الشركات التجارية الكبيرة بالقلق، لأن نجومها سبّبوا لها الحرج، وتدرس حالياً النظر في العقود الموقعة معهم، بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة.

وبحسب مصدر رفض الكشف عن اسمه للصحيفة البريطانية، فإن الشركات التجارية الكبيرة باتت تواجه مشكلة عويصة، بسبب تصرفات بعض نجوم كرة القدم المتعاقدين معها، الذين عرضوا حياة الناس للخطر، لأن الكثيرون من الجماهير يعتبرونهم قدوة لهم، ويقومون بتقليد تصرفاتهم.

وأكد أن الشركات التجارية تضررت بشكل كبير من أزمة فيروس كورونا، حتى إنها قامت بتخفيض عقود رعايتها للاعبين من المستوى المتوسط في الدوري الإنكليزي، لكنها الآن تُفكر بشكل جدي باتخاذ قرارات جدية تجاه نجوم الصف الأول.

يواجه نجوم كرة القدم أزمة مالية منذ بدء أزمة فيروس كورونا في شهر مارس/آذار عام 2020، بسبب التراجع الملحوظ في فرص عقود الرعاية التي تقدمها الشركات التجارية الكبيرة، وتخفيض رواتبهم، غير أنّ تصرفات بعضهم الحمقاء ستجعلهم يفقدون كل شيء.

واعتبرت شركات كبيرة أنّ "الاستهتار بالسلوك العام من قبل بعض اللاعبين شكل حالة من القلق لدى القائمين عليها، لأن تصرفاتهم الرعناء ستنعكس سلباً على علاماتها التجارية، القائمة بشكل أساسي على الناس الذين يشترون بضائعها، لكن الغضب الشعبي الذي حدث في المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة شكّل امتحاناً صعباً بالنسبة لها"، وفق الصحيفة.

ولم تكن الشركات التجارية الوحيدة التي عبرت عن قلقها وغضبها، بل أعاد اتحاد لاعبي كرة القدم للمحترفين تذكير جميع نجوم الكرة القدم بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم، حتى إنّ الاتحاد وجه رسائل لمن خرق البرتوكولات الصحية، جاء فيها "الامتثال للقيود الوطنية في جميع الأوقات يقدم النموذج الصحيح لملايين المشجعين".

وتعود القصة الأساسية، التي شكلت انطلاق الغضب الشعبي في المملكة المتحدة، إلى ما قام به نجوم نادي توتنهام، وهم سيرجيو ريغيلون وإريك لاميلا وجيوفاني لو سيلسو، بالإضافة إلى مانويل لانزيني لاعب ويستهام، الذين أقاموا حفلاً خاصاً مع عائلاتهم في أعياد الميلاد، ونشر أحدهم صورة ما حدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليشتعل غضب المواطنين الذين أمضوا إجازاتهم ملتزمين بالحجر الصحي المفروض عليهم من السلطات المحلية.

وقدّم اللاعبون اعتذاراً مباشرة بعد تصرفهم الأرعن، نتيجة خرقهم لوائح الفئة الرابعة من الحجر المنزلي المفروض في أيام أعياد الميلاد، لكن الجماهير الرياضية طالبت السلطات المحلية بضرورة محاسبتهم قانونياً.

وسارع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لنادي توتنهام، إلى التأكيد على غضبه من ظهيره الأيسر الإسباني سيرجيو ريغيلون وزميليه، بسبب خرق الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كورونا.

وقال مورينيو في تصريحات بعد الحادثة مباشرة: "سيرجيو ريغيلون وجيوفاني لو سيلسو وإيريك لاميلا خرقوا الإجراءات الاحترازية واحتفلوا بأعياد الميلاد، مع أنني قمت بإعطائهم الهدايا، لأنني ظننت أنهم سيقضون الإجازة وحدهم"، مضيفاً "لكنهم لم يكونوا وحدهم كما اتضح لنا، وإدارة نادي توتنهام تشعر بالإحباط، لأننا أعطينا اللاعبين كل التعليمات اللازمة، لسنا سعداء، كانت مفاجأة سلبية لنا".

من جهته، اعترف بنيامين مندي، نجم مانشستر سيتي، بخرق اللوائح بحفل في حديقة منزله، ضم صديقين وطاهياً وأقارب، بعد 3 أيام من تأجيل مباراة الفريق أمام إيفرتون لتفشي الفيروس بين زملائه.

وعلق وكيل أعماله "بنيامين وزوجته سمحا لـ6 أشخاص بحضور الحفل في منزلهما بمناسبة رأس السنة، ويعترف بخرق اللوائح"، ما جعل إدارة مانشستر سيتي تفتح تحقيقاً رسمياً مع النجم الفرنسي، الذي نشر ما فعله على حساباته الشخصية في مواقع التواصل.

أما ناديا كريستال بالاس وفولهام، فقد أطلقا تحقيقات رسمية مع كل من ألكسندر ميتروفيتش ولوكا ميليفويفيتش، بعد أن جرى تصويرهما يحتفلان معاً في إجازة عيد الميلاد، من دون مراعاة التعليمات الصحية التي فرضتها الحكومة، لذلك أصبحت الشركات التجارية متخوفة على مستقبلها مع هؤلاء النجوم.

المساهمون