حاليلوزيتش وحكاية تجربة إنسانية قاسية ومدرب بشخصية صعبة

حاليلوزيتش وحكاية تجربة إنسانية قاسية ومدرب بشخصية صعبة

26 يناير 2022
حاليلوزيتش يقود المغرب لمشاركة ناجحة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

 

حقق المنتخب المغربي نجاحات عديدة في كأس أفريقيا التي تقام منافساتها في الكاميرون، بعدما كسر حاجز الدور ثمن النهائي، وتخطى عقبة المالاوي ليصل إلى ربع النهائي في محاولة تعويض فشله في الدورات السابقة التي كان خلالها مرشحاً للتأهل ولكنّه يفشل.

وظهر المنتخب المغربي في صورة أفضل من الدورات السابقة، خاصة من حيث الروح الجماعية التي تظهر عليه في كل المباريات إلى حدّ الآن، والتي يؤكدها المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، بعدما ظهر في صورة مختلفة عن التي كانت تميزه طوال مسيرته الطويلة في ملاعب كرة القدم.

شخصية معقدة وصعبة

خاض المدرب البوسني تجارب عديدة قادته عبر مختلف القارات، تميز خلالها بشخصيته القوية والصلبة، وقد وصفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية "كوتش وحيد" بصاحب "الشخصية المعقدة" نظرا للانطباع الذي يتركه لدى كل من يتعامل معه في مختلف المحطات السابقة، بل إن بداية تجربته مع منتخب المغرب تركت انطباعاً بأنّه لن يستمرّ طويلاً في منصبه.

ويقول فرنسيس غريل رئيس فريق رين الفرنسي، سابقاً، إنّه يكُن كل الحب والتقدير لحاليلوزيتش، لأن شخصيته تختلف تماما عن تلك التي يشاهدها الجميع في المباريات وبشكل رسمي، فهو يخفي خصالاً إنسانية مميزة، ورغم العديد من الشهادات الأخرى، فإن صورة المدرب البوسني لم تتغير لدى المتابعين.

تجربة إنسانية قاسية

تُعتبر شخصية مدرب المنتخب المغربي صدامية إلى أبعد حد، فهو لا يتردد في مهاجمة كل خصومه مستعيناً بكل العبارات الممكنة التي تسمح له بالرد عن الانتقادات والدفاع عن قراراته، ومن النادر أن ظهرت عليه علامات الفرح والسعادة رغم النجاحات التي عرفها في مسيرته.

ويبدو أن التجارب القاسية التي عاشها على الصعيد الشخصي حولته إلى شخص صدامي أو "مدرب جليدي" يعمل بعيداً عن العواطف، ذلك أنّه عاش تجربة الحرب التي شهدتها البوسنة، فقد كاد أن يفقد حياته بعد إصابته برصاصة وفق ما ذكرته صحيفة "لوباريزيان"، كما اضطرّ إلى الابتعاد عن عائلته بسبب الأزمات التي حصلت في البوسنة، وهذه التجارب قد يكون لها دور كبير في التأثير على شخصيته.

صورة مختلفة

وظهر المدرب البوسني منذ بداية كأس أفريقيا، في صورة مختلفة فغابت ملامح "المدرب الجليدي" الذي من النادر أن تظهر عليه علامات الفرح والسعادة، وكان مرحاً ومتجاوباً مع الصحافيين وتفادى الصدامات، بل إنّه عندما سألته صحافية كاميرونية عن غياب حكيم زياش إثر اللقاء الأول ضد منتخب غانا، رد عليها بطريقة طريفة، بعدما كان سابقاً لا يترك الفرصة تمرّ دون أن يربك كل من يستفزه بسؤال، فاعتبر أنه غير مناسب.

كما ظهر المدرب البوسني في علاقة تواصل مع الكتيبة التي اختارها للمشاركة في كأس أفريقيا من خلال بعض المداعبات مع اللاعبين وسعيه إلى التحدث إليهم بشكل متواصل، وهو ما يفسر أن معسكر المنتخب المغربي لم يسجل أية أزمات منذ بداية البطولة.

قريب من النجوم

إبعاد الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي عن المنتخب المغربي طوال الأشهر الماضية، كان سبباً مباشراً في ارتفاع منسوب الانتقادات للمدرب البوسني الذي اتهم بأنّه يرفض وجود النجوم ولا يقدر على التعايش معهم، ولكن الوضع اختلف بالكامل منذ بداية المنافسات.

فكلما سجل لاعب هدفاً كان يحتفل به مع مدربه، وكانت البداية مع سفيان بوفال ثم أشرف حكيمي ويوسف النصيري، وعكس التفاعل الأجواء المميزة بين أسود الأطلس، كما أن المدرب مازح حكيمي وبوفال في نهاية اللقاء عند حديثه إلى مختلف القنوات التلفزيونية.

وهذه الصورة الجديدة للمدرب البوسني قد تعكس وضعاً مختلفاً تعرفه شخصيته وقد يكون راغباً في توجيه رسائل مفادها أنّه لا يتعمد التصادم مع اللاعبين، ولكنّه يريد أن تسيطر روح المجموعة على المنتخب فهي السبيل الوحيد للنجاح.

المساهمون