حاليلوزيتش بعد إقالته: هل هو ضحية عناده؟

حاليلوزيتش بعد إقالته: هل هو ضحية عناده؟

13 اغسطس 2022
انتهت رحلة حاليلوزيتش مع المغرب قبل أشهر من مونديال قطر (فضل سنا/Getty)
+ الخط -

كما كان منتظراً منذ مدة، استغنى الاتحاد المغربي لكرة القدم عن المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش قبل 100 يوم من مونديال قطر، ليصبح أول مدرب في تاريخ كرة القدم العالمية يؤهل 3 منتخبات إلى كأس العالم ولا​ ​يقودها في النهائيات بعد كوت ديفوار واليابان، ما يثير تساؤلات عن الأسباب التي تقود الاتحادات المذكورة إلى إقالة ذات المدرب في ذات الظروف، وما إذا كان المشكل في حاليلوزيتش أو في الاتحادات الكروية التي انتدبته، أو في تشابه الظروف والعوامل التي تؤدي كل مرة إلى ذات النتيجة، ولماذا لم يحفظ البوسني الدرس من تجاربه السابقة، خصوصاً أن المشاركة في نهائيات كأس العالم حلم كل مدرب مهما كان مستواه وجنسيته والمنتخب الذي يقوده؟ بينما يبقى السؤال الذي يتكرر كل مرة هو: كيف بقي وحيد حاليلوزيتش على رأس المنتخب الجزائري في مونديال قطر؟

الطلاق كان متوقعاً، رغم التنازل غير المعهود للمدرب البوسني الذي وافق منذ مدة على عودة لاعب أياكس أمستردام نصير مزراوي و​مهاجم مرسيليا أمين حارث وعبد الرزاق حمد الله، هداف الاتحاد السعودي، فيما بقي ملف الثنائي يوسف العربي ويونس بالهندة معلقاً إلى حين، بينما رفض مهاجم تشيلسي حكيم زياش العودة، ما دام حاليلوزيتش على رأس المنتخب المغربي، وهو الأمر الذي تحقق له الآن، ولكل المغضوب عليهم للعودة إلى المنتخب المغربي مهما كان اسم المدرب الجديد، لتبقى التساؤلات وعلامات الاستفهام قائمة حول مبدأ إقالة قبل ثلاثة أشهر من مونديال قطر، وهل كان القرار صائباً، أم متأخراً، أم مخطئاً؟ وهل كانت المشكلة فعلاً في المدرب، أم في اللاعبين الذين قرر الاستغناء عنهم، سواء لأسباب فنية أو انضباطية؟

بعد تأهل المغرب إلى مونديال قطر نهاية شهر مارس الماضي تواصلت مع حاليلوزيتش لأطمئن عليه وأستفسر عن أحواله بحكم الصداقة التي تجمعنا منذ سنوات، فقال لي: "يجب أن تعلم بأن المدرب الذي يصمد مع المنتخب الجزائري ورئيس اتحاده محمد روراوة، لا بد أن يكون قوياً وقادراً على العمل مع أي اتحاد آخر وتحمل كل التبعات".

وأضاف في حديثه: "أنا أعلم بأنهم سيقيلونني قبل المونديال، لكنني لن أستقيل، ويكفيني أنني قدت أربعة منتخبات إلى نهائيات كأس العالم"، ما يعني أن ما حدث له كان متوقعاً لديه، وفي كل الأوساط الإعلامية والكروية المغربية التي كانت كل مرة تنتظر القرار الذي يبدو أنه تأخر بخمسة أشهر عن موعده، ما يخلف تداعيات قد تكون سلبية على تحضيرات المنتخب المغربي لمونديال قطر، خاصة أن سوء التفاهم بلغ ذروته بسبب عناد البوسني في مواقفه تجاه بعض نجوم الفريق وتدخلات رئيس الاتحاد المغربي في عمل المدرب.

بعض المحللين يعتقدون أن تكرار سيناريوهات إقالة المدرب حاليلوزيتش من تدريب المنتخبات التي تأهل معها إلى نهائيات كأس العالم بذات الشكل وذات الأسباب تقريباً، يعني أن المشكلة في الرجل الذي طرده الاتحاد الإيفواري في 2010، والياباني في 2018، بسبب سوء معاملته لنجوم المنتخبين في تقدير المسؤولين، بينما كان البوسني لا يتهاون مع الالتزام والانضباط، حتى أن كاد يتعرض للسيناريو نفسه مع الجزائر عندما استغنى عن كريم زياني الذي كان النجم الأول للمنتخب الجزائري سنة 2014، لكن بعض الوسطاء تدخلوا وأقنعوا رئيس الاتحاد الجزائري آنذاك بأن يقف مع مدربه ويرافقه في قراراته التي تحدى بها حتى وسائل الإعلام وجماهير الكرة في الجزائر، لكنه تمكن من بلوغ الدور الثاني لمونديال البرازيل.

البوسني حاليلوزيتش رحل وأمسى صاحب الرقم القياسي في عدد المرات التي يتأهل فيها إلى المونديال دون أن يشارك في ثلاثة منها، ويكتفي بحضور واحد مع المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، ويفسح المجال أمام بطل دوري أبطال أفريقيا، مدرب الوداد المغربي، وليد الركراكي، المرشح الأبرز لخلافته في مهمة معقدة وصعبة بسبب ضيق الوقت، لكنها ليست مستحيلة، بالنظر لما يزخر به المنتخب المغربي من مواهب وقدرات.

المساهمون