جولة البريميرليج .. صراع العقول في الوسط

30 ديسمبر 2014
+ الخط -
في ظل الإجازات التي تنعم بها مختلف الدوريات الأوروبية مع احتفالات أعياد الميلاد، تعج الجزر البريطانية بصراعات نارية في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مباريات يوم الأحد في البريمييرليج حفلت بقوة وإثارة كبيرة وكانت السمة الكبرى لها هي "الندية" بينما كانت صراعات مدربي الفرق واضحة على الخط فيما يمكن وصفه بالمعركة الشرسة على السيطرة على خط الوسط.


ثغرات فان خال
يلعب لويس فان خال بطريقة 3/5/2، لكن مدرب مانشستر يونايتد يفضّل إشراك واين روني وخوان ماتا في خط الوسط تاركاً مايكل كاريك لاعب وسط دفاعياً وحيداً أمام خماسي في الخط الخلفي...

يستفيد اليونايتد هجومياً كثيراً من فكرة إشراك روني في خط الوسط، فهو لاعب ذكي ذو مجهود كبير لكنه كان خطيراً جداً في المباراتين الأخيرتين لكونه اللاعب الذي يأتي من الخلف للأمام.. لا أحد يراقبه.. لا أحد قادراً على متابعة تحركاته بينما الكرة تتدحرج بعيداً في مكانٍ آخر.

لكن في نفس الوقت فإنه من الواضح للجميع أن خط وسط اليونايتد يعاني من فراغات كبيرة بسبب الهوة الكبيرة بين كاريك المتراجع لأحضان الدفاع، وروني وماتا اللذين يحاولان ممارسة الضغط الهجومي.

لم يحاول ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام استغلال هذا الأمر طوال الشوط الأول بعد أن ركز أغلب محاولاته عن طريق انطلاقات الجناح الناري أندروس تاونسند وكذلك انطلاقات ناصر الشاذلي بينما انشغل الثنائي المحوري ماسون وستامبولي بالتراجع خوفاً من روني وماتا.

لكن في الشوط الثاني أدرك بوكيتينو أن فاعلية توتنهام الحقيقية لن تتحقق من الأجنحة مع وجود ذاك الخماسي الذي لا يتحرك تقريباً في الحالة الدفاعية، لذلك بدا أن ماسون أقرب للاعب وسط هجومي إضافي لكريستيان إريكسن، وهو ما منح توتنهام نفساً جديداً في الهجوم.. تحرك بسيط بلعبة شطرنج منح السبيرز فرصة لمناطحة اليونايتد في منطقة قلب الوسط غير المستغلة من أصحاب الأرض في الشوط الأول.


مورينيو .. لكل مقامٍ مقال
ومن وايت هارت لين إلى ملعب سانت ماري حيث ظهر تشيلسي بمظهر المتصدر فعلاً عندما كان لديه الهيمنة الكبيرة على مقدرات صراع الوسط لحوالي 75 دقيقة.

ويبدو أن مورينيو كان يدرك قوة وسط ساوثامتون المكوّن من شنايدرلين ووانياما وديفيدز، فعمد على غير عادته، إلى إشراك جون أوبي ميكيل بجوار نيمانيا ماتيتش ليفرض طوقاً أمنياً حازماً في قلب الوسط مانحاً حرية كبيرة لسيسك فابريجاس الذي تألق بشدة في صناعة اللعب واستفاد من الحرية التي منحها مورينيو إياه.

ولأن القصة لا تكمن فقط في التشكيلة بل في كيفية الهجوم، فإن مورينيو وعلى غير عادته أيضاً، استفاد كثيراً من الأظهرة في العملية الهجومية مستغلاً فكرة تثبيت لاعبي الارتكاز ميكيل وماتيتش لنجد تألقاً كبيراً للظهيرين خصوصاً فيليبي لويس.

قوة تشيلسي تعاظمت بوضوح مع ذاك التغيير الذي حدث في بداية الشوط الثاني باشتراك ويليان بدلاً من شورله.. البرازيلي كان أنسب لتلك الخطة إذ لم يعد البلوز بحاجة للاعب يلعب على الأطراف كشورله بل إلى لاعب ينضم لفابريجاس وهازارد في قلب الملعب.

يتحرك دييجو كوشتا على الطرف الأيسر مانحاً الفرصة لهازارد للدخول في العمق، بل إن فيليبي لويس دخل لعمق الملعب في كثير من المرات مستغلاً محاولات لاعبي وسط السوتون لتطويق هازارد بعد هدفه الرائع في الشوط الأول، لذلك كان دائماً للبلوز لاعب إضافي في أي مكان من منطقة صناعة اللعب.

ذكاء مورينيو كان واضحاً في اللعب بأوراق وفكرة جديدة بدلاً من اللعب بنفس الأسلوب، لكن ربما يكون ذكاؤه قد خانه في ربع الساعة الأخير بعد أن استغنى عن السر المجهول للسيطرة، وهو لاعبو الارتكاز، بإخراجه لميكيل وإعادة فابريجاس إلى جانب ماتيتيش فانفك الحصار الجماعي من متصدر البريميرليج وظهر ساوثامتون أفضل كثيراً بعد هذا التغيير.


فينجر وتفادي التواكل
وننتهي بما حدث في العاصمة عندما تواجه وست هام مع آرسنال في ديربي لندني شرس انتهى لصالح المدفعجية بهدفين لهدف على ملعب صعب جداً في هذا الموسم.

آرسنال تحسن مستواه جداً بفضل ما يمكن تسميته "التحديد الأكثر دقة للمهام".. آرسن فينجر مدرب مؤمن بالتنوع في المهام لكن دائماً ما هناك حاجة لبعض التدقيق في جزء منها حتى لا يحدث تواكل بين عناصر الفريق.

هذا ما كان يحدث عندما كان جاك ويلشير متواجداً في التشكيلة، فمع اعتماد فينجر وقتها على طريقة 4/1/4/1 كان هناك تداخل واضح في المهام ما بين آرون رامسي ومعشوق جماهير المدفعجية.

لكن مع إصابة ويلشير ورامسي، لجأ فينجر إلى إشراك كاثورلا في مركزه الأساسي في قلب الوسط ليصير أقرب إلى طريقة 4/2/3/1 بتواجد كاثورلا خلف المهاجم الوحيد ووجود كوكيلين في المباراة الماضية أو روزيسكي في المباراة قبل الماضية على سبيل المثال.

حتى مع وجود تشامبرلين ولعب آرسنال 4/1/4/1 كان يبدو واضحاً أن هناك تخصيصاً أكبر للمهام الدفاعية.. تشامبرلين في الخلف وكاثورلا في الأمام.

لذلك تحسن مردود المدفعجية كثيراً وباتوا قادرين على حصد نقاط أكثر من المباريات الماضية لتدبّ الثقة في الفريق اللندني، والفضل في ذلك يرجع لضبط الوسط.

المساهمون