جدل في فورمولا 1: مكلارين تواجه الانتقادات بسبب تدخل إداري
استمع إلى الملخص
- توقف الصيانة كان عنصراً حاسماً في السباق، حيث تأخر فريق مكلارين في تغيير الإطار الأمامي الأيسر لنوريز، مما أدى إلى تبادل المراكز بين السائقين وتقليص نوريز الفارق في بطولة السائقين.
- أثار التدخل الإداري جدلاً واسعاً، حيث أعرب توتو وولف عن مخاوفه من صنع سوابق يصعب التراجع عنها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل قرارات فريق مكلارين.
أعرب متسابق فريق مكلارين لاندو نوريز (25 عاماً)، عن عدم فهمه لسبب صيحات الاستهجان من جماهير فيراري على منصة التتويج بسباق إيطاليا، في موقف يُفسر إما بالجهل المتعمد أو السذاجة المفرطة. وكان واضحاً أن مركز نوريز النهائي، مهما كان تقييمه، جاء نتيجة لتغيير طبيعي في ترتيب الرياضة. ويدرك أندريا ستيلا، مدير فريق مكلارين، أن قراره بإرشاد أوسكار بياستري (24 عاماً)، لإعادة مركزه لنوريز ووضع الأسترالي في المركز الثالث، لم يكن مثالياً. ستيلا، المعروف بتحليله الدقيق والمنطقي، بدا متأرجحاً بعض الشيء أثناء حديثه مع الصحافة بعد سباق الجائزة الكبرى الإيطالي. وبالرغم من أن قراره كان مدعوماً بمنظور أخلاقي، فإنه احتوى على خطأ جوهري، إذ تجاوز عن جانب أساسي في السباق -وهو توقف الصيانة- وفرض ترتيباً اصطناعياً.
ويُعد توقف تغيير الإطارات، عنصراً أساسياً في أي سباق، إذ يمكن أن يمنح ميزة للسائق، إذا تم بسرعة (كما حصل مع بياستري)، أو يعوق تقدم الآخر إذا حدث خطأ (كما حصل مع نوريز). وفي تفاصيل سباق الأحد الماضي، المثير للجدل، كان ماكس فيرستابن (27 عاماً)، بعيداً في سيارته ريد بول، بينما حل نوريز في المركز الثاني طوال معظم السباق، وجاء بياستري ثالثاً. وكان تشارلز لوكلير، سائق فيراري، في المركز الرابع، يقترب بسرعة من بياستري.
من هذا المنطلق، قرر ستيلا ضرورة دخول بياستري للصيانة قبل نوريز، على الرغم من أن المسافة بين بياستري ولوكلير كانت كبيرة بما يكفي لبقائه لفة إضافية، ما يثير شكوكاً حول سبب القرار. وقد يظن البعض أن القرار جاء، لتجنب مفاجآت مثل سيارة الأمان، التي قد تمنح توقفاً مجانياً لأحد السائقين. وتأخر فريق مكلارين في تغيير الإطار الأمامي الأيسر لنوريز بما يقارب 5.9 ثوان، ما جعله يخرج خلف بياستري. وطبقاً لذلك، جرى تبادل المراكز بين السائقين. وبهذا القرار قلّص نوريز الفارق في بطولة السائقين إلى 31 نقطة، بعد أسبوع من انسحابه في زاندفورت، بسبب تسرب زيت.
ورغم ذلك، فإن هذا التدخل الإداري أطلق جدلاً واسعاً بين متابعي الفورمولا 1، حتى المدير التنفيذي لفريق مرسيدس، توتو وولف، الذي أعرب عن مخاوفه قائلاً إن هذا النوع من القرارات يصنع سوابق يصعب التراجع عنها، خاصة إذا ارتكب الفريق خطأ آخر غير متعلق بالصيانة. وأظهر فريق مكلارين قدرة على إدارة التوتر بين سائقيه، إلا أن تجاوز الحد في التدخل البشري، أثار تساؤلات حول مستقبل قرارات الفريق في السباقات القادمة.