ثورة تشافي "الغامضة": عمل كبير ونتائج غير مضمونة

12 ديسمبر 2021
هل ينجح تشافي في الثورة الجديدة؟ (رولاند كريفيتش/Getty)
+ الخط -

لم تتوقف معاناة فريق برشلونة المُستمرة منذ سنوات حتى مع تغيير المدرب ووصول الإسباني تشافي هيرنانديز، فالمشكلة لم تعد محصورة فقط باسم المدرب فقط، بل أكثر من ذلك بكثير، حيث باتت اليوم مشكلة عناصر فنية ضعيفة لا يمكنها تغيير الواقع الصعب، خصوصاً العناصر الدفاعية.

النتائج السلبية أوصلت الفريق إلى القاع هذا الموسم، ولعل السقطة الأكبر تمثلت بالإقصاء من دوري أبطال أوروبا والانتقال إلى منافسات "الدوري الأوروبي" لأول مرة منذ 20 سنة، وهو الأمر الذي خسّر النادي "الكتالوني" الكثير من الأموال والكثير من الهيبة، التي صنعها في السنوات الماضية عندما كان زعيماً في البطولة الأوروبية.

مغادرة لاعبين واستقطاب أسماء قوية

تحدثت الصحف الإسبانية صباح الجمعة، وخصوصاً صحيفتي "موندو ديبورتيفو" و"سبورت"، عن أن إدارة فريق برشلونة بدأت تُفكر جدياً في صناعة ثورة تقلب الطاولة على كل شيء، وقائد هذه الثورة هو المدرب تشافي الذي يعيش ضغوطات كبيرة وغير مسبوقة في مسيرته التدريبية.

وأول قرارات هذه الثورة هو التخلي عن الكثير من اللاعبين الذين لا يساعدون الفريق على أرض الملعب، وهم لا يملكون القدرة على التغيير وتحسين نتائج الفريق منذ سنوات، ولن تقتصر القائمة، وفقاً للمعلومات، على لاعبين أو ثلاثة فقط، بل من المتوقع أن تشمل حوالي 10 لاعبين.

وبحسب المعلومات التي نُشرت في الأيام الماضية، فإن اللاعبين (جيرارد بيكيه، كليمانت لينغليه، جوردي ألبا، فيليب كوتينيو، عثمان ديمبيلي، فرينكي دي يونغ، سيرجينيو ديست والحارس مارك أندريه تير شتيغن) هم الأقرب لمغادرة الفريق في فترتي الانتقالات الشتوية والصيفية عام 2022.

وسيُحاول تشافي استبدال هؤلاء اللاعبين بأسماء أكثر قوة وأكثر نضجاً، والتي يُمكنها تغيير الواقع المرير الذي يعيشه فريق برشلونة، وطبعاً لن تكون المهمة سهلة بسبب المشاكل المالية التي يُعاني منها النادي "الكتالوني"، إلا أن إدارة الفريق عازمة على التعاقد مع أي اسم يريده تشافي في السوق.

ولا يمكن للرئيس الجديد خوان لابورتا أن يقف متفرجاً على كل ما يعاني منه برشلونة، خصوصاً بعد الانتقال إلى بطولة الدوري الأوروبي، وهو سيكون المسؤول الأول حالياً على تغيير كل شيء في أسرع وقت ممكن من أجل تجنب حصول المزيد من الكوارث، فهل ينجح الرئيس في الإيفاء بكل وعوده ومساعدة تشافي من أجل بناء فريق قوي قادر على المنافسة انطلاقاً من الموسم القادم؟

الصبر ضروري الآن ولكن...

تحتاج جماهير فريق برشلونة للكثير من الصبر في الوقت الحالي، الصبر على المدرب تشافي والصبر على اللعب في "الدوري الأوروبي" والصبر على إدارة النادي "الكتالوني"، وذلك لأن الأمور لن تتحسن بسرعة ولن يعود الفريق إلى مستواه الكبير في موسم أو اثنين، فكل الأمور تحتاج للكثير من الوقت.

فالمدرب تشافي يحتاج للوقت من أجل تطوير الفريق أكثر ويحتاج للوقت من أجل حل كل المشاكل التي يُعاني منها برشلونة، إن كان على المستوى الفني أو الذهني، خصوصاً أنه لا يملك "عصا سحرية" لتغيير الأمور سريعاً، خاصة بعد الخسارة أمام ريال بيتيس والسقوط أمام "البافاري" الذي تسبب بالإقصاء المباشر من دوري الأبطال.

ومن الصعب أن يشهد الفريق أي تغيير في الأشهر القادمة، لأن الأمر يحتاج للكثير من العمل الصعب، وبالتالي، فإن عملية التغيير ربما تستغرق أكثر من موسم حتى، خصوصاً لو نجحت إدارة النادي "الكتالوني" في بيع لاعبين من العناصر القديمين واستقطاب لاعبين جُدد يقاتلون من أجل صناعة الانتصارات.

ولكن، في ظل كل ما ذُكر، هناك كلمة "لكن" في كل شيء، إذ إن الصبر ضروري في هذه المرحلة، ومرحلة الصعود ستكون تدريجية، إلا أن خطر فقدان الكثير في هذا الموسم خصوصاً سيؤثر سلباً ربما على الخطة الرياضية التي سيسير عليها تشافي مع إدارة النادي "الكتالوني".

فالخروج من دور المجموعات في الأبطال سيجعل برشلونة يخسر الكثير من الأموال، التي هو أصلاً بأمس الحاجة لها في الظروف الحالية الصعبة، وكذلك في حال عدم احتلال مركز مؤهل إلى الأبطال في موسم 2021-2022، فإن الخسائر ستكون أكبر، وستكون عملية جذب لاعبين من الصف الأول أمراً في غاية الصعوبة، لأن التعاقد مع نجوم كبار وأسماء كبيرة يحتاج لمغريات كبيرة، وواحد منها المشاركة في دوري الأبطال، بغض النظر عن الرواتب العالية التي يتم دفعها.

وفي حال تعرض فريق برشلونة لمثل هذه المواقف في ما هو قادم من الموسم، فإن عملية البناء ستتأثر كثيراً، وسيواجه تشافي ربما صعوبات كبيرة سيكون من الصعب حلها ومن الصعب حتى تحسينها، الأمر الذي ربما سيدفع بالمدرب الإسباني للتخلي عن المشروع في النهاية ومغادرة دفة قيادة النادي "الكتالوني"، وبشكل خاص في حال لم يُحقق الفريق النتائج الإيجابية على الصعيدين المحلي والأوروبي.

وبالطبع، فإن تشافي لن يكون المسؤول الوحيد عن تغيير الأمور في برشلونة، لأن إدارة النادي "الكتالوني" برئاسة خوان لابورتا هي المسؤولة أيضاً عن توفير كل ما يحتاجه الفريق من لاعبين وأمور أخرى، وهي بمثابة دائرة متصلة بعضها ببعض، وكل طرف يتحمل جزءاً من المسؤولية، والهدف واحد هو تحسن وضع برشلونة والعودة للمنافسة على الألقاب، قبل أن تذهب الأمور إلى انحدار أكبر يقضي على كل التاريخ الجميل الذي صنعه الفريق في 20 سنة مضت.

المساهمون