تنافس مبابي وفينيسيوس على الكرة الذهبية ينتهي بوداع دوري الأبطال

22 ابريل 2025
مبابي وفينيسيوس مع ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو، 16 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأ كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور الموسم 2024-2025 مع ريال مدريد بطموحات كبيرة، لكن خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال في ربع النهائي شكل صدمة لهما وأضعف فرصهما في الفوز بالكرة الذهبية.

- التنافس بين مبابي وفينيسيوس امتد إلى غرفة الملابس، مما أثر على الانسجام الهجومي للفريق، رغم محاولات المدرب كارلو أنشيلوتي للحفاظ على التوازن الفني.

- مع خروج ريال مدريد من دوري الأبطال، تتضاءل فرص مبابي وفينيسيوس في الفوز بالكرة الذهبية، لكن بإمكانهما إنقاذ الموسم بالتتويج بكأس الملك أو بطولة مونديال الأندية.

دخل النجم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، وزميله البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، منافسات الموسم الكروي الجاري 2024-2025 بطموحات كبيرة، وذلك بعدما أصبحا الثنائي الأبرز في صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، عقب انضمام الأول إلى صفوف "الملكي" في صفقة انتقال حر قادماً من فريق باريس سان جيرمان الفرنسي.

وقد جاء مبابي باحثاً عن لقب دوري أبطال أوروبا، وهو الحلم الذي راوده طويلاً مع "الباريسي" وموناكو، فيما أراد فينيسيوس تعويض خيبة العام الماضي بعد خسارته جائزة الكرة الذهبية لصالح لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني رودري، لكن أحلام النجمين اصطدمت بواقع مرير عقب خروج الفريق الأبيض على يد أرسنال الإنكليزي بنتيجة ثقيلة في ربع النهائي.

وودّع نادي ريال مدريد الإسباني بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من الدور ربع النهائي عقب خسارته مجدداً أمام "المدفعجية" بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، في لقاء الإياب الذي أُقيم، الأربعاء الماضي، على ملعب سانتياغو بيرنابيو في مدريد، بينما كان قد خسر ذهاباً على ملعب الإمارات بثلاثية نظيفة، لتفشل بذلك كتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في الحفاظ على اللقب الذي حققته في الموسم المنصرم، بعدما كانت مرشحة فوق العادة لتكرار الإنجاز، خاصة مع انضمام مبابي، ورغبة زميله فينيسيوس في الانتقام لحرمانه من حصد جائزة "بالون دور".

صراع النجومية داخل مدريد.. بين مبابي وفيني؟

لم يكن التنافس بين مبابي وفينيسيوس هذا الموسم محصوراً فقط في سباق الكرة الذهبية، بل امتد إلى داخل غرفة ملابس ريال مدريد، إذ سعى كل منهما ليكون "النجم الأول" في فريق مليء بالنجوم. ورغم أنّ أنشيلوتي حافظ على التوازن الفني بإشراك النجمين معاً منذ بداية الموسم، بوضع مبابي في مركز قلب الهجوم وفينيسيوس جناحاً أيسر، إلا أن التنافس الخفي بينهما على الأدوار والحضور الإعلامي بدأ يثير بعض التساؤلات، خاصة في ظل تراجع الانسجام الهجومي في بعض المباريات الحاسمة، مع الإشارة إلى أن المركز الذي يشغله فينيسيوس حالياً يُعد هو نفسه المفضل بالنسبة لمبابي، وهو ما زاد الجدل حول التضحية التكتيكية لأحدهما في سبيل الآخر.

وخاض مبابي 49 مباراة هذا الموسم بقميص فريق ريال مدريد، سجل خلالها 32 هدفاً وصنع أربعة أهداف أخرى، لكنه فشل مجدداً في معانقة المجد الأوروبي، وهو الهدف الذي انتقل من أجله إلى "الميرينغي". وقد علّقت الصحافة الفرنسية على خروجه من دوري الأبطال، إذ قال موقع "آر إم سي سبورت": "مبابي، عليه الانتظار مجدداً لحصد أول لقب في دوري أبطال أوروبا، وربما الكرة الذهبية طارت أيضاً، فما الذي تبقّى له لإنقاذ موسمه؟ نهائي كأس الملك ضد برشلونة يوم 26 إبريل/ نيسان، في وقت يتصدر فيه البلاوغرانا ترتيب الليغا بفارق أربع نقاط قبل سبع جولات من النهاية".

أما فينيسيوس فدخل الموسم برغبة كبيرة في تعويض ما رأى أنه ظلم في سباق الكرة الذهبية لعام 2024، إذ اعتقد أنّ أداءه كان كافياً للفوز بالجائزة، قبل أن تذهب إلى رودري. وقدّم البرازيلي بداية قوية هذا الموسم، مسجلاً 20 هدفاً و14 تمريرة حاسمة في 45 مباراة، لكن أرقامه تراجعت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، في وقت بدأ فيه الحديث يطفو مجدداً حول مدى تأثير صراع النجومية بينه وبين مبابي على استقرار الفريق وفعاليته الهجومية في المواعيد الكبرى.

تحذيرات قديمة من لابورتا.. هل تحققت؟

أبدى رئيس نادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا، العام الماضي، تحفظه على صفقة انضمام مبابي إلى ريال مدريد، خلال مقابلة مع صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، وقال آنذاك: "لديّ حدس، ستكون لديهم مشكلة هناك، عليك بيع لاعب (مع وصول مبابي) أليس كذلك؟ لأنهما يلعبان في المكان نفسه (يشير إلى فينيسيوس)، كذلك هما لاعبان مميزان للغاية، هذا سيشوّه غرفة تغيير الملابس بالتأكيد، لذا هذه الصفقة ليست هدية". ورغم أن التقارير من داخل النادي الملكي لم تؤكد وجود توتر حقيقي بين النجمين، إلا أن فشل الفريق في تحقيق الأهداف الكبرى قد يفتح الباب أمام قراءات جديدة لهذا التحذير القديم.

صدمة أوروبية تُضعف حظوظ الكرة الذهبية

لم يكن خروج ريال مدريد مجرد وداع للبطولة المفضلة، بل مثّل ضربة مزدوجة للثنائي مبابي وفينيسيوس، إذ أضعف حظوظهما بشكل كبير في سباق الكرة الذهبية هذا العام، فلطالما كان التألق في دوري الأبطال حاسماً في حسم الجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم، خاصة في العام الذي لا تُقام فيه البطولات الكبرى مثل كأس العالم وأمم أوروبا وكوبا أميركا، ومع الخروج المبكر للفريق الأبيض، تبدو فرص النجمين في التتويج هذا العام شبه معدومة، خاصة مع تألق منافسين آخرين في هذه المنافسة، وفي مقدمتهم نجم باريس سان جيرمان، الفرنسي عثمان ديمبيلي، وثنائي برشلونة، الإسباني لامين يامال، والبرازيلي رافينيا.

موسم لم ينته بعد.. هل تنقذه الكأس أو مونديال الأندية؟

مع انتهاء مشوار نادي ريال مدريد في أعرق مسابقات أندية القارة العجوز هذا الموسم، يجد مبابي وفينيسيوس نفسيهما أمام مفترق طرق، ولا تزال الفرصة قائمة لإنقاذ الموسم من خلال التتويج بكأس الملك، وربما التمسك بأمل اللحاق بصدارة الليغا، وكذلك التتويج بلقب بطولة مونديال الأندية المقررة في الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الممتدة بين 14 يونيو/ حزيران و13 يوليو/ تموز المقبلين، ولكن على المستوى الفردي، تبدو جائزة الكرة الذهبية هذا العام بعيدة المنال، بعدما كانا في طليعة المرشحين لنيلها في بداية الموسم.

المساهمون