تطور "الفدائي".. رحلة الحضور الفلسطيني في كرة القدم

تطور "الفدائي".. رحلة الحضور الفلسطيني في كرة القدم

15 يونيو 2022
منتخب فلسطين شهد تطوراً كبيراً في المستوى الفني (Getty)
+ الخط -

بعدما أمست فلسطين عضوة في الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1998، بدأ "الفدائي" المشاركة في التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم وكأس آسيا، انطلاقاً من نسخة مونديال 2002، والبطولة القارية لعام 2000، ومن البداية، واجه صعوبات كبيرة للتواجد في البطولات وتقديم نفسه أمام العالم.

لكن انطلاقاً من نسخة كأس آسيا 2015، بدأ المنتخب الفلسطيني يشق طريق النجاح، إذ تأهل أول مرة للبطولة الآسيوية كونه تُوج بلقب كأس التحدي الخاصة بالاتحاد الآسيوي، والتي ألغيت بعد ذلك وكانت آخر نسخة في عام 2014.

وبعد ذلك، نجح المنتخب الفلسطيني في التأهل لكأس آسيا 2019، للمرة الثانية توالياً وهذه المرة عن طريق التصفيات العادية، إذ حلّ ثالثاً في منافسات التصفيات الرئيسية، وفي الدور الثاني، أنهى "الفدائي" رحلته في المركز الثاني بالمجموعة، وضمن العبور كواحد من أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني.

لتأتي التصفيات المؤهلة لنسخة عام 2023 وتؤكد التطور الكبير للكرة الفلسطينية، فبعد الحلول في المركز الثالث في التصفيات الرئيسية، تصدّر منتخب فلسطين مجموعته في الدور الثاني وتأهل بشكل مباشر.

ويُعتبر وصول المنتخب الفلسطيني للمرة الثالثة توالياً إلى بطولة كأس آسيا، بمثابة تأكيد على العمل الكبير للاتحاد الفلسطيني، الذي يُحاول تطوير المنتخب ويملك اليوم مجموعة من اللاعبين المُميزين، الذين بدأوا يصنعون الفارق على أرض الملعب.

مشاركة تُثبت وجود فلسطين

لا شك أنّ حضور المنتخب الفلسطيني باستمرار في بطولة كأس آسيا سيمنح الفلسطينيين شعوراً بالوجود القوي على المستوى الكروي في القارة، فالمنتخب الذي يُعاني كثيراً من صعوبة التدريب بشكل طبيعي، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك صعوبات التنقل لخوض المباريات وغيرها من المشاكل، التي أشار إليها الاتحاد الفلسطيني بشكوى إلى "فيفا"، في وقت سابق، بدأ يسير بنسق ثابت لفرض نفسه كواحد من المنتخبات العربية الجيدة، والتي ستُحافظ على حضورها المُستمر في بطولة كأس آسيا.

كما أنّ حضور المنتخب الفلسطيني في المنافسات القارية، سيُشكّل ضغطاً على الاتحاد الدولي لكرة القدم في مسألة حقوق المنتخب، خصوصاً في التدرّب بدون ضغوطات نفسية وترهيب من الاحتلال، فضلاً عن الحصول على حرية الخروج والدخول من الأراضي المحتلة دون تعقيدات.

وهذا الأمر من شأنه أن يُطور الكرة الفلسطينية أكثر، من خلال الاحتكاك بمنتخبات من مختلف دول العالم، ومنح اللاعبين ثقة أكبر لأنهم سيلعبون براحة أكبر بعيداً عن أجواء الحرب والاعتداءات الإسرائيلية المُستمرة منذ سنوات والتي أضرت بالكرة الفلسطينية.

أهمية حضور الجماهير الفلسطينية

لم يُحدد الاتحاد الآسيوي بعد هوية البلد المستضيف لبطولة كأس آسيا 2023، بعد انسحاب الصين من الاستضافة نظراً لظروف تفشي فيروس كورونا أخيراً في هذا البلد، وهناك الكثير من المعطيات التي تُشير إلى إمكانية أن تستضيف دولة عربية البطولة الآسيوية التي ستُقام بعد حوالي عام من الآن.

وفي حال استضافت دولة عربية البطولة، فإنّ الجماهير الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة في المدرجات، وحتى إذا لم يحدث ذلك، فإنّ جماهير "الفدائي" ستحضر لمساندة لاعبيها من المدرجات.

وتأتي أهمية تأهل منتخب فلسطين لبطولة كأس آسيا، في تواجد الجماهير الفلسطينية في المدرجات، والتي دائماً ما تعطي نكهة خاصة، خصوصاً مع ارتباط العرب بقضية فلسطين ودعم الشعوب العربية لنضالهم.

كما أنّ حضور الجمهور الفلسطيني وخصوصاً الجاليات المنتشرة في كل الدول العربية تقريباً، سيمنح اللاعبين حماساً كبيراً من أجل تقديم مستوى لافت على أرض الملعب، والمنافسة بهدف الذهاب إلى أبعد مرحلة في منافسات البطولة الآسيوية.

ومن أبرز الأمثلة على الحضور الجماهيري الفلسطيني المُميز، هو بطولة كأس العرب 2021 والتي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، عندما شارك "الفدائي" وحظي بدعم جماهيري كبير في المدرجات آنذاك.

بطولات

المساهمون