تصاعد نفوذ اليمين يُعيق زيدان

11 يناير 2025
زيدان خلال مشاركته في حفل ترويجي لشركة مون بلان في مدريد، 24 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد إعلان ديديه ديشان عن رحيله، يُعتبر زين الدين زيدان المرشح الأبرز لخلافته، رغم التوترات السياسية بين فرنسا والجزائر وتصاعد نفوذ اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.

- تييري هنري، زميل زيدان السابق، يُعتبر مرشحاً محتملاً أيضاً، حيث قاد منتخب فرنسا الأولمبي لتحقيق الميدالية الفضية في أولمبياد باريس ويمتلك خبرة تدريبية.

- رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيليب ديالو، لم يُظهر استعجالاً في اختيار خليفة ديشان، مع استمرار تأثير اللاعبين من أصول غير فرنسية في تشكيل مستقبل الكرة الفرنسية.

عاد الجدل في الإعلام الرياضي الفرنسي حول هوية المدرب الذي سيخلف ديديه ديشان في تدريب المنتخب الفرنسي لكرة القدم، وعاد الحديث عن الفرانكو جزائري زين الدين زيدان (52 سنة)، في وقت يتصاعد فيه نفوذ اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين ومزدوجي الجنسية.

وأعلن ديشان، الأسبوع الماضي، رحيله رسمياً عن تدريب منتخب فرنسا بعد مونديال 2026، في وقت تشتد فيه الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، ما يجعل حظوظ زيدان ضئيلة، ويفتح الباب أمام زميله في المنتخب سابقاً تييري هنري الذي يتم تداول اسمه في الأوساط الرياضية لخلافة ديشان رغم استقالته من تدريب منتخب أقل من 21 سنة بعد أولمبياد باريس، وابتعاده عن الميادين مثل منافسه على المنصب زين الدين زيدان.  

وبعد مونديال 2026 سيصبح ديشان صاحب أطول مدة لمدرب على رأس المنتخب الفرنسي بأربعة عشر عاماً، فاز فيها بكأس العالم عام 2018، ودوري الأمم الأوروبية سنة 2021، وبلغ نهائي يورو 2016 ونهائي كأس العالم 2022، لكن أسلوب اللعب الباهت الذي ظهر به المنتخب الفرنسي في كأس أمم أوروبا الأخيرة في ألمانيا كاد يسبّب رحيله بعد الانتقادات التي تعرض لها، ودفعت به إلى إعلان موعد رحيله حتى يمنح الوقت للاتحاد الفرنسي لإيجاد بديل له بعد سنة ونصف من الآن، بعيداً عن الاعتبارات السياسية التي كانت تستبعد المدرب الأجنبي دوماً، وقد تستبعد زيدان برمزيته في أوساط المهاجرين ومزدوجي الجنسية والعرب والأفارقة والجزائريين خصوصاً.

وأفادت تقارير صحافية فرنسية بأن زيدان هو الأقرب لخلافة ديشان، وهو الغائب عن الميادين منذ عام 2021 رغم العروض التي تلقاها من مانشستر يونايتد الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني وحتى باريس سان جيرمان الفرنسي، نظراً إلى شعبيته الجارفة ومشواره الطيب مع ريال مدريد الإسباني، والإجماع الذي يلقاه في الأوساط الكروية، ولا سيما من زملائه السابقين في المنتخب، إلا إذا ظهرت معطيات جديدة خلال الأشهر المقبلة وخفّت موجة العداء ضد الأجانب في فرنسا. غير أنّ وجود عدد كبير من اللاعبين الدوليين من أصول غير فرنسية يرجّح كفة "زيزو" الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الفرنسيين ذاتهم بغض النظر عن أصوله الجزائرية التي جعلت منه مثالاً يقتدى به في الاندماج مع المجتمع الفرنسي.

من جهة أخرى، يتمركز الدولي السابق تييري هنري مرشحاً محتملاً بعد قيادته منتخب فرنسا الأولمبي لتحقيق الميدالية الفضية في أولمبياد باريس الأخيرة قبل أن يستقيل، وهو الذي عمل مساعداً لتدريب المنتخب البلجيكي مرتين منفصلتين، ودرب قبل ذلك نادي موناكو الفرنسي ولو لفترة وجيزة، ما يؤهله إلى منافسة زيدان على المنصب، وسط دعم محدود من زملائه وبعض وسائل الإعلام التي تعتقد أن مهاجم أرسنال الإنكليزي السابق لا يقل شأناً عن زميله في منتخب 1998 المتوج بلقب كأس العالم وكأس أمم أوروبا 2000، ما جعله أحد صناع مجد الكرة الفرنسية لاعباً، ويرشحه اليوم للإشراف على المنتخب الفرنسي بعد ديشان.

كرة عالمية
التحديثات الحية

وبدا رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم فيليب ديالو، غير مستعجل، في أول رد فعل على إعلان ديشان رحيله، وقال إنه من السابق لأوانه الحديث عن خليفة المدرب الحالي، وذلك رغم علاقته الطيبة مع زيدان وميوله إليه، إلا إذا فشل في مقاومة الضغوط السياسية المتصاعدة هذه الأيام التي ترى في تعيين زيدان فوزاً آخر للجزائريين وأبناء المهاجرين، ويرسخ الهوية "الأفريقية" للمنتخب الفرنسي الذي تقوم ركائزه على لاعبين من أصول غير فرنسية كما هو الحال في مجالات كثيرة، وسط عداء متصاعد من يمين متطرف يتزايد حجم نفوذه السياسي بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها فرنسا في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون.

زيدان أو هنري، المهم أن ديشان سيرحل صيف 2026 بعدما عمّر طويلاً، وصمد كثيراً في وجه منتقديه رغم النتائج الطيبة التي حققها بفضل أجيال ذهبية موهوبة، أغلبها من أصول أفريقية صنعت مجد فرنسا الكروي، كما فعلت مواهب أخرى في مختلف الرياضات، ومجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة، وفرضت نفسها في بلد كل التناقضات.

المساهمون