تشافي والتغيير... 3 عناصر لنجاح المهمة الصعبة

تشافي والتغيير... 3 عناصر لنجاح المهمة الصعبة

10 نوفمبر 2021
تشافي يبدأ رحلته مع فريق برشلونة (بيدرو سالادو، Getty)
+ الخط -

عاد "الأسطورة" تشافي هيرنانديز، إلى برشلونة بعد سنوات من الرحيل، وهذه المرة كمدرب وليس كلاعب مؤثر في خط الوسط، المُدرب الذي ستكون عليه مسؤولية كبيرة وصعبة جداً، لأنه بحاجة لقلب الطاولة في النادي "الكتالوني" وصناعة التغيير المُنتظر بعد سنوات صعبة عاشها النادي "الكتالوني" على مختلف الأصعدة.

لكن قبل أن يبدأ تشافي مهمته التدريبية رسمياً، ستكون أمامه عدة عِقد يجب حلها والتنبه لها لكيلا يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها المدربون السابقون، خصوصاً أن جماهير النادي "الكتالوني" تأمل أن يكون تشافي المُخلص في الفترة الصعبة التي يعيشها النادي.

استعادة الثقة والتوازن

بسبب المعاناة التي عاشها فريق برشلونة في السنوات الماضية والنتائج الكارثية التي تعرض لها، بالإضافة لرحيل الأسطورة، ليونيل ميسي، تعرض اللاعبون لأزمة ثقة وفقدوا التوازن على أرض الملعب وفي غرفة الملابس، وأمسوا اليوم لاعبين عاديين غير قادرين على تغيير أي شيء أو تطوير مستوى الفريق.

وعليه، ستكون مهمة المدرب تشافي الأولى هي محاولة استعادة الثقة ووضع اللاعبين على الخط الصحيح من أجل تحسين المستوى أولاً ثم النتائج، خصوصاً أن المشكلة الأساسية وراء تراجع نتائج فريق برشلونة هي انعدام الثقة في الفريق وتراجع قدرة اللاعبين على تقديم مستوى مُغاير في المباريات.

وعليه ستكون مهمة تشافي الأولى العمل على تحسين تفكير اللاعبين وزرع عقلية الفوز في عقولهم وأنهم قادرون على التغيير وقلب الطاولة والخروج من النفق المُظلم سريعاً دون تكبد خسائر فادحة في المباريات القادمة، وبالتالي الوصول إلى أعلى مستوى مُمكن والعودة بفريق برشلونة إلى مكانه الطبيعي بين الكبار والمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.

التغيير التكتيكي

المهمة الثانية للمدرب تشافي هي القدرة على التغيير التكتيكي في الملعب انطلاقاً من العمل في الحصص التدريبية ومن ثم تطبيق الخطط في المباريات، وبشكل خاص أن الفريق بحاجة لنقلة تكتيكية نوعية بعد ما عاناه في السنوات الماضية.

وربما النقطة الأهم هي التركيز على تحسين المنظومة الدفاعية أو بشكل أوضح تسحين طريقة دفاع الفريق، وذلك لأن الوضع كان كارثيا في السنوات الأخيرة. والخطوة الأولى هي ربما تطوير الخطة وتوظيف كل لاعب في مكانه المناسب، بالإضافة لعدم الاعتماد على الأسماء القديمة في الدفاع، وذلك تفادياً لعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها المدربون الذين سبقوا تشافي.

وعلى المدرب تشافي محاولة إعادة أسلوب المدرسة "الكتالونية" واستعادة هوية برشلونة المفقودة، وذلك من خلال تطبيق الأفكار الفنية التي استفاد منها ربما عندما كان أسطورة في خط الوسط خلال السنوات الذهبية مع المدرب الإسباني، بيب غوارديولا، وعندها من الممكن أن يشهد الفريق تغييرا كبيرا على الصعيد الفني.

ففي فريق السد القطري صنع المدرب تشافي الفارق كثيراً على الصعيد التكتيكي، وبدأ الفريق يلعب الكرة السريعة والسهلة عبر التمريرات القصيرة المتكررة، وخلق المساحات بين خطوط المنافس للانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية سريعاً، وكذلك بطريقة الخروج بالكرة من الخلف تحت ضغط دون مشاكل كبيرة، تماماً كما كان يفعل برفقة إينييستا مع برشلونة سابقاً، وربما هذا هو التغيير التكتيكي الذي ينتظره جمهور برشلونة حالياً.

تطوير الشباب والمجموعة

عندما اختار الرئيس، خوان لابورتا، المدرب تشافي، لكي يكون خليفة المدرب الهولندي، رونالد كومان، كان يعرف أنه اختار مدربا شابا لقيادة مجموعة شابة جديدة قادرة على تحسين الأمور والعمل وفق وجهة نظر واحدة ومتقاربة والهدف الأساسي هو النجاح ولا شيء آخر.

العمل مع المواهب الشابة الموجودة في برشلونة وتطويرها سيكون من أبرز أهداف المدرب تشافي في الحقبة الأولى مع النادي "الكتالوني"، وعلى رأسهم طبعاً، دي يونغ، أنسو فاتي، أراوخو، غافي، نيكو غونزاليز، عثمان ديمبيلي، سيرجينيو ديست، وغيرهم الكثير، لأن هذه الأسماء هي مستقبل النادي "الكتالوني" بعد رحيل الأسماء الكبيرة.

وبالإضافة لتطوير الشباب وتوظيفهم بالشكل الصحيح على أرض الملعب ومنحهم فرصا أكبر لكي يكونوا نواة فريق برشلونة الجديد، سيكون على تشافي تطوير المجموعة بشكل عام والعمل على خلق توازن بين اللاعبين الشباب واللاعبين الذي يملكون الخبرة، وعليه خلق مجموعة منسجمة ومتوازنة قادرة على صناعة الفارق والمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.

في المُجمل، مهمة تشافي لن تكون سهلة أبداً في فريق برشلونة، خصوصاً في ظل المشاكل الكبيرة التي يعيشها النادي "الكتالوني" على مختلف الأصعدة (المالية، الفنية والذهنية)، وبالتالي يجب أن يكون هناك صبر كبير على المدرب الإسباني من الجماهير والإدارة لأنه لا يملك العصا السحرية لتغيير كل شيء من الموسم الأول، والتغيير الكبير المُنتظر يحتاج للوقت شرط العمل بطريقة ذكية ومحترفة.

وتشافي نفسه يعرف جيداً أن التغيير لن يكون سهلاً في ظل الظروف الحالية التي يعيشها برشلونة، وهو يعرف جيداً أن مهمته ستكون في غاية الصعوبة مع لاعبين شباب جُدد يحتاجون لمن يدعهم ويقودهم على أرض الملعب خلف خط التماس، وطبعاً كل هذا مرهون بما سيُقدمه تشافي في الأشهر الأولى له مع النادي "الكتالوني"، لأن غياب النتائج الجيدة سيؤثر سلباً على عمل تشافي أولاً وثقة الفريق بالمدرب الجديد ثانياً، ما يعني العودة إلى نقطة الصفر مجدداً.

المساهمون