تشافي زرقاء اليمامة.. مدرب التكتيك المؤمن بفلسفة كرويف

تشافي زرقاء اليمامة.. مدرب التكتيك المؤمن بفلسفة كرويف

06 نوفمبر 2021
تشافي عاد إلى برشلونة بعد تألّقه مع السد (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتبر تشافي أحد أفضل لاعبي خط الوسط في كلّ العصور، كان يعتمد على قدرته ومهارته في البحث عن المساحات بشكل دائم من أجل ضرب دفاع الخصم.

"احصل على الكرة ثم مررها، احصل عليها ثم مررها"، كان تشافي يسير على خطى هذه العبارات التي قالها الإسباني بيب غوارديولا يوماً، حتى إنه امتاز بحركة "la pelopina"، أي القيام بدورة 360 درجة حول نفسه لتجاوز الخصم معوضاً افتقاره للسرعة.

في شبابه، لعب تشافي قلب دفاع قبل أن ينتقل إلى خط الوسط، في برشلونة، كان يشغل مركز لاعب الارتكاز، فيما كان يتقدّم أكثر مع منتخب إسبانيا.

نهل تشافي من لاماسيا المشبعة بأفكار الكرة الشاملة الخاصة بيوهان كرويف، وساعده في بدايته رجل يدعى جوان فيا بواش، أبوه الروحي كما رددّ دائماً، الذي كان المدير التنفيذي السابق في الأكاديمية، إضافة إلى جوسيب غوارديولا بطبيعة الحال، الزميل الذي تعلّم من تشافي في أرضية الملعب قبل أن يصبح مدربه في وقتٍ لاحق.

حاول تشافي نقل أفكاره حين كان لاعباً إلى عالم التدريب، التركيز على التمريرات الدقيقة وقراءة اللعب بشكل جيد، والاستحواذ وخلق الفرص من خلال التركيز على قوة خط الوسط.

مع نادي السد، بلغت نسبة فوزه 65,98%، امتاز بقدرته على تسجيل عدد هائل من الأهداف وصل إلى 264 هدفاً، وهو الآن ينتظر أن ينقل ذلك النجاح إلى برشلونة.

سيُحاول تشافي إعادة الجينات التي تربّى عليها في برشلونة إلى داخل غرف الملابس وأرض الملعب، بعدما فشل ابن النادي السابق وأحد أساطيره رونالد كومان في ذلك، لكن مع تشافي يأمل الجميع خيراً، بعدما تمعّن أكثر في الأسلوب الصعب والمعقّد.

تشافي، كما ذكرنا، يحب امتلاك الكرة، لأن ذلك يخفف الضغط عن فريقه، برشلونة هذا الموسم يتلقى العديد من الأهداف ويستقبل اللعب من الخصم، هذا أول ما سيحاول تشافي تغييره.

في السد، كان تشافي يلعب بطريقة 3-4-3، لكن زرقاء اليمامة، كما يُلقب، قد لا يستطيع السير بنفس الطريقة في برشلونة مع المحافظة على الجولة، خلق تفوقٍ عددي في الهجوم والحفاظ على النظام الدفاعي والقيام بالضغط العالي على المنافس.

يُقدّم سيرجيو بوسكتس مستوى مميزاً مع منتخب إسبانيا تحت قيادة لويس إنريكي، الذي يعرف خصائصه رغم تقدّمه في السن، يعرف كيف يحميه بشكلٍ جيد، وهذا ما سيحاول تشافي توفيره له للاستفادة منه لأبعد حدّ ممكن.

يعلم الجميع أن المدرب الإسباني يفضل انطلاق الكرة من حارس المرمى ومن ثم التدرج بها إلى الأمام، هذا الأسلوب لم يمت، فإسبانيا مع إنريكي أكبر دليل، لكن مع بعض التعديلات التي كانت غير موجودة في الأسلوب القديم، وهو الاعتماد على الجناحين السريعين، وبوجود ممفيس ديباي وإنسو فاتي، قد يصبح الموقف أفضل.

في نادي السد، كان تشافي يمتلك لاعباً حراً في أرض الملعب، أكرم عفيف مثلاً، ليعطي المساحة للمهاجم الجزائري بغداد بونجاح. في برشلونة، من سيشغل هذه المهمة؟ هل سيكون البرازيلي فيليب كوتينيو الذي كان يجيد التسديد والتسجيل والتمرير في ليفربول قبل أن تتراجع مسيرته منذ انضمامه إلى النادي الكتالوني؟

أخيراً، سيحاول تشافي نزع السلبية من أجواء غرف ملابس برشلونة، وكذلك من أرضية الميدان، ففي تصريحات نقلتها عنه صحيفة ماركا الإسبانية في إحدى المناسبات، قال: "هدفي الأول هو أن يستمتع لاعبو السد بخوض المباريات، وكذلك التدريبات"، وهذا أمر مهم للنجاح مع البارسا في الوقت الحالي.

المساهمون