استمع إلى الملخص
- تواجه منتخبات شمال أفريقيا تحديات بسبب تزامن البطولة مع نهائيات أمم أفريقيا، مما يفرض ضغوطًا على اللاعبين والمدربين، بينما تسعى الاتحادات لوضع خطط ناجحة للمشاركة في البطولتين.
- بالنسبة لمنتخبات آسيا، تتزامن البطولة مع دوري أبطال آسيا، مما يستدعي تعديل الجدول الزمني لضمان مشاركة أفضل اللاعبين، مع احتمالية الاعتماد على الفرق الثانية.
تحتضن قطر نسخة جديدة من كأس العرب لكرة القدم، وذلك للمرة الثانية توالياً بعد نسخة 2021 التاريخية، التي شهدت حصول منتخب الجزائر على اللقب، بانتصاره في النهائي على منتخب تونس بعد إثارة كبيرة، عكست التنافس، الذي شهدته البطولة منذ بدايتها، والأجواء الرائعة، التي رافقت إقامة المنافسات بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن المقرر أن تُقام البطولة هذ العام اعتباراً من الأول إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وستُواجه المنتخبات المشاركة في كأس العرب والتي عرفت خصومها في دور المجموعات، بعد سحب القرعة اليوم الأحد، تحديات عديدة، خلال هذه النسخة، فمع يقين الجميع بأن النجاح التنظيمي مؤكد، بعد تألق قطر في تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، والبطولات العالمية الأخرى في مختلف الرياضات، فإن هذه البطولة تطرح تحديات بالنسبة إلى المنتخبات المشاركة على الصعيد الرياضي أساساً، وتختلف بين منتخبات القارة الأفريقية وعرب آسيا، باختلاف وضعية كل منتخب، والمواعيد التي تنتظره.
وبالنسبة إلى منتخبات شمال أفريقيا، فإن كأس العرب ستنطلق قبل أيام قليلة من نهائيات أمم أفريقيا في المغرب، التي ستنطلق بدورها يوم 21 ديسمبر المقبل، وهذا ما يطرح تحدياً بالنسبة إلى المنتخبات، التي ستكون حاضرة في النهائيات الأفريقية، إذ من الصعب الاعتماد على اللاعبين أنفسهم في البطولتين، بسبب الإرهاق، الذي قد يعانونه بحكم قوة المسابقتين، إضافة إلى أن بعض الاتحادات العربية ستجد صعوبة في تحديد أسماء المدربين، الذين سيقودون منتخباتها في كأس العرب بقطر، باعتبار أن المدربين الأوائل قد يكونون منشغلين أيضاً بالإعداد لنهائيات كأس أمم أفريقيا، وعلى أثر ذلك فقد شرعت مختلف الاتحادات في وضع خطط العمل من أجل النجاح في المسابقتين، وكسب الرهان، وسط تطلع كبير من أجل إسعاد الجماهير.
وبالنسبة إلى منتخبات آسيا، فإن المشكلة الأولى ترتبط بتزامن بداية كأس العرب 2025 مع إقامة جولة من دوري أبطال آسيا للنخبة، ومِن ثمّ سيكون الاتحاد الآسيوي مجبراً على تعديل "روزنامة" المباريات، بشكل يُتيح لعرب آسيا الاستفادة من أفضل اللاعبين، وفي ظل غياب بطولة أمم آسيا في العام المقبل، فإن البطولة لا تطرح إشكالاً على مستوى الروزنامة، ولكن مثلما حصل في النسخة السابقة، فقد تلجأ بعد الاتحادات إلى الاعتماد على المنتخب الثاني، كما حدث مع منتخب السعودية في عام 2021، ذلك أن حصاد المنتخبات في تصفيات كأس العالم 2026، التي ستشهد آخر الجولات قبل انطلاق كأس العرب في قطر، هو ما سيكون حاسماً في تحديد الخيارات الأساسية.
كما أن معظم المنتخبات العربية تملك حالياً نجوماً في الدوريات الأوروبية، وسيكون من الصعب عليها الاستعانة بأفضل الأسماء، لأن الفرق بإمكانها رفض تسريح اللاعبين لهذا الموعد، إضافة إلى أن إقامة كأس أفريقيا، بعد أيام قليلة من كأس العرب، ستجعل الأندية تتمسك بنجومها، وهو أمر متوقع بشكل كبير.