بين يوفى أليغري وميلان بيولي

بين يوفى أليغري وميلان بيولي

25 نوفمبر 2021
ميلان انتصر على أتلتيكو في قمة ظهر بها بمستوى مميز (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

هي مقارنة تقفز أمامنا رغماً عنّا في هذه الأوقات، بين فريقين يمثّلان إيطاليا في دوري أبطال أوروبا، بين فريقين هما أفضل ما أنجبت الكرة الإيطالية على مرّ تاريخها…

خلال 24 ساعة عاش عشاق الكرة الإيطالية، جمهور يوفى خاصة، خيبة فيها شيء من الخجل، الخسارة بالأربعة من تشلسي ليست مقبولة إطلاقاً لفريق اسمه يوفنتوس، حتى لو كان قد ضمن التأهل، في مباراة كان أفضل لاعبيه فيها حارسه فويتشيك شتنزني.

معنوياً يُشكّل دوري الأبطال عقدة ليوفنتوس، لندع جانباً ما يقال من أجل تقليل ذلك، صحيح جداً أن الفريق كان سيئ الحظ في بعض المباريات النهائية التي خسرها، مع ماسمليانو أليغري مثلاً سوء حظه قاده في النهائي مرتين لمواجهة أقوى فريقين في العالم وقتها.

أليغري الذي عاد من أجل استعادة هيبة يوفنتوس التي خسرها الموسم الماضي، عاد بعقد لأربع سنوات مكلفاً النادي ما يقارب 20 مليون دولار سنوياً، لم يفعل شيئا مهماً حتى الآن، على العكس من ذلك ما قدمه الفريق أداءً ونتيجة أقل بكثير مما كان متوقعاً، المشكلة أن خمسة أشهر ليست وقتاً قليلاً، خمسة أشهر مفترض أن نشاهد بعدها شكلاً واضحاً للفريق، وهذا ما لم يحصل حتى الآن.

المشكلة الثانية الكبيرة هي في الهبوط الواضح للمستوى الفردي للنجوم، فيديريكو كييزا في مقدمتهم، خط الوسط كارثي، الشعور أن لاعبيه فقدوا ثقتهم بأنفسهم، ما عدا مانويل لوكاتيلي، لا أحد تقريباً يأخذ المبادرة في المباراة، المبادرة التي لطالما تركها أليغري للمنافسين على أمل نجاح دفاعه وتسجيله في الهجمات السريعة ما يسمح له بحسم المباريات.

في أوروبا هذا الأمر قد ينجح مرة ويفشل مرات كثيرة، واضح جداً أنه كي تفوز عليك بالمخاطرة، بصناعة اللعب، محاولة التسجيل حتى في مواجهة الأقوى، ميلان بيولي مثال على ذلك.

مجموعته كانت الأصعب من دون أدنى شك، لا أعتقد أن هناك فريقاً إيطالياً الآن قادراً على التأهل منها، لكنه نجح بمقارعة المنافسين في كلّ مبارياته، مباراة الذهاب مع أتلتيكو يستحق فيها الفوز، أداءً وتحكيماً أيضاً.. كانت لتغيّر كلّ شيء.

في الواقع ميلان غاب سبع سنوات عن المسابقة، أي أنّه ليس جاهزاً لمقارعة الكبار في أوروبا، لكن العقلية المميزة للفريق في تلك المسابقة جعلته يبقى واقفاً حتى الجولة الأخيرة في مجموعة الموت.

ما هو الفارق فردياً بين يوفى وميلان؟ لو أخذنا كلّ لاعب لوحده بحسب إمكاناته الفردية، الأساسي والاحتياطي، لكانت الغلبة بلا شك برأيي ليوفنتوس، لكن ذلك لا يُترجم على أرض الملعب، للمدربين دورٌ كبير في ذلك، تطور لياو وتيو هيرنانديز مع بيولي مثال لذلك، دون الحديث عن البقية، للإدارة أيضاً دور في الميركاتو، أحياناً يكون حاسماً، أن تخسر أفضل حارس في بطولة أوروبا وتعوضه دون أن يشعر الجمهور تقريباً بالفرق هو إنجاز يحسب لمالديني وماسارا.

يوفي تأهل وميلان لم يفعل ذلك بعد، ربما لن يتأهل أيضاً، لكن لو سألنا كلّ من يتابع دوري الأبطال، أي من الفريقين قدّم صورة إيجابية، وأيّهما قدّم صورة سلبية حتى الآن، فالإجابة ستكون واضحة جداً، لا لبس فيها، وهذا يعني الكثير…

المساهمون