بين كريستيانو ومايكل جوردان.. عندما يُصنع التاريخ

بين كريستيانو ومايكل جوردان.. عندما يُصنع التاريخ

04 نوفمبر 2021
رونالدو دائماً ما يخيب ظنون منتقديه (العربي الجديد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أذكر جيداً تلك الأوقات، مباريات "الفاينال" في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، مايكل جوردان يقود شيكاغو، في كلّ سنة كان الإعلام يتحدث عن اللاعب الذي سينهي سطوته، حان وقت الفوز عليه، من باركلي إلى إيزياه وصولاً إلى مالون وآخرين، نجوم كبار في تاريخ اللعبة، لكنّهم عندما يصلون إلى مواجهته يسقطون دائماً.

أذكر جيداً عندما كانت المباراة تصل إلى الربع الأخير والنتيجة متقاربة، كان جوردان يصبح أكثر قوة، كلّما يبدأ البعض يشعر بالضغط أكثر يتألق هو أكثر ويحمل الفريق على أكتافه…

كثيرون منا شاهدوا وثائقي الرقصة الأخيرة، فيه تروى بشكلٍ مميز قصة جوردان، أسطورة تجاوز عالم كرة السلة ليطغى على كلّ الرياضات الأخرى، تحول ببساطة إلى أحد أعظم الرياضيين عبر التاريخ، معه انتقلت كرة السلة إلى مرحلة أعلى، كان قادراً لوحده أن يغيّر كلّ المعطيات وليس فقط على أرض الملعب.

كريستيانو رونالدو يشبهه في الكثير من الأمور، عندما قال مدربه سولشاير في مقابلته مع "beIN sports" بعد مباراة برغامو، إنّه مثل مايكل جوردان غير معقول، لم يكن يبالغ، أصاب الحقيقة في الكثير من المواقع.

كريستيانو رونالدو هو من دون أدنى شك أشهر لاعب كرة قدم عبر التاريخ، يكفي النظر إلى مداخيله وحساباته على مواقع التواصل، يكفي أن نشاهد ما الذي يحدثه عندما ينتقل من مكان إلى آخر، من فريق إلى آخر، دون أن نتحدث عن تأثيره الفني.

في تاريخه كان جوردان يتألق أكثر كلّما شككوا في قدراته وزاد التحدي، كريستيانو كذلك، الفارق أن تأثير الأول على النتيجة أكبر لأنه واحد من خمسة على أرض الملعب بينما في كرة القدم التي يتواجد فيها أحد عشر لاعباً، طبيعي جداً أن يكون التأثير الفردي على النتيجة أقل مما هو في كرة السلة.

عندما وصل كريستيانو إلى يوفنتوس نقل الفريق على مستوى الشهرة إلى درجة أعلى، هذا أمر لا يفعله سوى الأساطير، ماذا يعني أن تتضاعف قيمة الإعلانات والرعايات بوجوده، يعني ببساطة أنه أوصل الفريق إلى أماكن لم يكن ليصلها من دونه، أما فنياً فذلك نقاش آخر.

موقف
التحديثات الحية

"هو غير معقول، يشبه مايكل جوردان" هكذا قال سولشاير، قبلها بدقائق قليلة كان جمهور أتالانتا يتحضر للاحتفال بفوز تاريخي على مانشستر يونايتد، فوز عانوا فيه كثيراً، تقدموا في المرة الأولى وقبل أن يتوجهوا إلى غرفة الملابس عادلهم كريستيانو، هذه المرة لن يسمحوا له بفعل ذلك، كانوا يقولون. تعلّموا الدرس. في الثواني الأخيرة زادوا الرقابة عليه، في الدقائق الأخيرة، كلّ لاعبي اليونايتد بحثوا عنه لتسليمه الكرة، وزنها يصبح أثقل بكثير في تلك اللحظات، لكن ليس على كريستيانو رونالدو، تماماً كما كان يحصل مع مايكل جوردان.

المساهمون