بين زيدان ومبولحي... هل يتكرر سيناريو الحارس الأسطوري مع الجزائر؟

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 09:48 (توقيت القدس)
يظهر زيدان بصورة مهزوزة مع نادي غرناطة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لوكا زيدان، حارس غرناطة ونجل الأسطورة زين الدين زيدان، يثير الجدل بانضمامه لمنتخب الجزائر في توقيت حساس، حيث يسعى المدرب بيتكوفيتش لتعزيز مركز الحراسة بعد تذبذب مستوى البدلاء وفشلهم في خلافة مبولحي.
- رغم وصفه بـ"الانتهازي" لتزامن انضمامه مع اقتراب الجزائر من التأهل لمونديال 2026، يرى البعض أن مركز الحراسة حساس ويجب استغلال أي فرصة لتعزيزه.
- زيدان يواجه تحديًا لإثبات جدارته، مع احتمالية أن تكون بطولة أمم أفريقيا المقبلة في المغرب أول اختبار حقيقي له.

يواصل اختيار حارس نادي غرناطة الإسباني لوكا زيدان (27 عاماً)، تمثيل منتخب الجزائر وتأهيله رسمياً للعب في صفوف "الخُضر" تصدّر المشهد الرياضي في البلاد، خاصة أن نجل الأسطورة زين الدين زيدان (53 عاماً)، جاء في توقيت حساس بالنسبة للمنتخب.

ويبدو أن قرار المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (62 عاماً)، بضم الحارس جاء في ظل حاجة الجزائر إلى تدعيم هذا المركز، بعد تذبذب مستوى بقية الأسماء وفشلها في خلافة رايس وهاب مبولحي (39 عاماً)، الذي يواصل مشواره حالياً مع ترجي مستغانم في الدوري الجزائري، غير أن الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية بين رافض لاعتبارات رياضية وزمنية، وبين من يرى فيها فرصة لإحياء سيرة الحارس الأسطوري مبولحي، الذي جاء إلى المنتخب وسط شكوك مماثلة، قبل أن يصنع التاريخ.

ومنذ سنوات كان اسم لوكا زيدان مطروحاً على طاولة المنتخب الجزائري، لكن الأمر لم يتحقق إلا أخيراً، بعدما استكمل ملفه الإداري وأصبح مؤهلاً بشكل رسمي. ومع ذلك، لن ينال الحارس الشاب مكانته الأساسية بسهولة، إذ يسعى بيتكوفيتش أولاً لاختباره عن قرب قبل منحه القفاز رقم واحد. ورغم أن كثيرين يعتبرون أن توقيت قدومه يبرّر وصفه بـ"الانتهازي"، بالنظر إلى اقتراب الجزائر من ضمان التأهل إلى مونديال 2026، فإن آخرين يشددون على أن حراسة المرمى مركز حساس، ولا يمكن إغلاق الباب أمام أي خيار قد يقدّم الإضافة.

والمفارقة أن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان قصة مبولحي قبل مونديال 2010، حين التحق بـ"الخُضر" بقميص سلافيا صوفيا البلغاري وهو في سن الـ24، وسط اعتراضات مشابهة بدعوى أنه لم يشارك في مشوار التصفيات الطويل. لكن الحارس المغمور وقتها تحوّل سريعاً إلى أسطورة، وفرض نفسه أساسياً في كأس العالم بجنوب أفريقيا ثم في البرازيل 2014، حيث كان أحد أبطال موقعة ألمانيا التاريخية، وصولاً إلى مساهماته البارزة في التتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 وكأس العرب 2021. ذلك المشهد جعل كثيرين يستحضرون اليوم تجربته عند الحديث عن زيدان الابن، مع التذكير بأن مبولحي بقي أساسياً لأكثر من عقد كامل، في ظل غياب بدائل قوية.

ومع أن زيدان يظهر بصورة مهزوزة مع نادي غرناطة، الذي يقبع في مؤخرة دوري الدرجة الثانية الإسبانية، فإن الفرصة تظل سانحة له لفرض نفسه مع الجزائر، خصوصاً أن بيتكوفيتش لم يجد بعد الحارس القادر على خلافة مبولحي بالشكل المقنع، ومع حاجة المنتخب إلى ثلاث نقاط فقط من مباراتيه القادمتين ضد الصومال وأوغندا لبلوغ المونديال، فإن الطريق ممهّد أمام زيدان ليستغل هذه المرحلة ويثبت جدارته، وربما تكون بطولة أمم أفريقيا المقبلة في المغرب أول اختبار جاد له، ليؤكد أنه ليس مجرد "ابن أسطورة" أو خيار اضطراري، بل حارس قادر على قيادة مرمى "الخُضر" لسنوات قادمة.