بين زيدان وكونتي: مَن المناسب لتدريب باريس سان جيرمان؟

بين زيدان وكونتي: مَن المناسب لتدريب باريس سان جيرمان؟

29 ابريل 2022
لعب زيدان مع كونتي في نادي يوفنتوس (كلاوديو فيلا/Getty)
+ الخط -

تترقب الجماهير الرياضية العالمية، معرفة مستقبل المدرب الأرجنتيني، ماوريسيو بوكيتينو، مع نادي باريس سان جيرمان، بعدما استطاع تحقيق لقب الدوري الفرنسي، لكنه فشل في مهمّته الرئيسية، وهي الذهاب بعيداً في دوري أبطال أوروبا، والوصول إلى منصة التتويج، ما جعل وسائل الإعلام تتحدث عن عدة أسماء مطروحة، أهمها زين الدين زيدان وأنطونيو كونتي.

وتشير الأخبار الواردة من محيط إدارة باريس سان جيرمان إلى أن ماوريسيو بوكيتينو سيغادر أسوار ملعب "حديقة الأمراء" في نهاية الموسم الحالي، ووُضعَت أسماء عدة لتعويضه، لكن الأنظار تتجه أساساً إلى أنطونيو كونتي وزيدان، بحسب موقع "فوتبول فرنسا".

ويبقى السؤال الأهم لدى إدارة باريس سان جيرمان، قبل إعلان هوية المدرب الجديد للفريق الموسم المقبل، وهو: مَن الأنسب؟ الإيطالي أنطونيو كونتي، المدير الفني لتوتنهام الإنكليزي، أم الفرنسي زين الدين زيدان، صاحب الثلاثية الشهيرة في أبطال أوروبا، مع ريال مدريد (حقق اللقب 3 مرات متتالية)؟

ويشتهر المدرب الإيطالي، أنطونيو كونتي، بقوة شخصيته وتأثيره المباشر في جميع الفرق التي سبق له الإشراف على أجهزتها الفنية، ويعتمد على طريقة لعب 3-5-2، وطبّقها كثيراً مع يوفنتوس، وتشلسي، وإنتر ميلانو، وهي فرق قادها إلى تحقيق البطولات المحلية.

وتناسب طريقة لعب كونتي، باريس سان جيرمان، إن أصبح مدربه الجديد، لأنه يمتلك عدداً من النجوم الكبار، وعلى رأسهم كيليان مبابي (إن قرر البقاء)، بالإضافة إلى أشرف حكيمي، ونونو ميندز، وهم الذين يعتبرهم المدرب الإيطالي الأسماء الذهبية في خطته.

أما زين الدين زيدان، فلا يوجد لديه نظام لعب مفضل، إذ استخدم كثيراً مع ريال مدريد (4-3-3 أو 4-4-2)، حيث إن المدرب الفرنسي يحب التكيّف في اللعب ضد خصمه، مثلما يفعل كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد الآن، حتى إن "زيزو" جعل المحللين يؤمنون بعدم وجود تكتيك خاص به، بل إنه يؤمن بالواقعية فقط.

وحول ضمان باريس سان جيرمان الألقاب، فقد استطاع أنطونيو كونتي تحقيق جميع البطولات المحلية في أثناء إشرافه على تدريب يوفنتوس وإنتر ميلانو وتشلسي، بغضّ النظر عمّا يفعله مع توتنهام، الذي لن يمكن الحكم عليه، إلا في حال استمرار بالموسم المقبل، فيما يعاني الإيطالي كثيراً في المسابقات القارية، وهذا ما تابعته الجماهير، عندما خرج مع أنديته السابقة من الأبطال أو الدوري الأوروبي.

لكن بالنسبة إلى المرشح الآخر، زين الدين زيدان، فإنه يعتبر ملك دوري أبطال أوروبا، إلى جانب كارلو أنشيلوتي وبوب بيزلي، بعدما قاد "الملكي" إلى رفع الكأس القارية لثلاث مرات على التوالي من 2016 إلى 2018، ما جعله أحد أساطير التدريب في القرن الحالي، وتظهر ميزته التي يريد الفريق الفرنسي استغلالها، في قدرته على تسيير مباريات المواجهات المباشرة التي تقود إلى التتويج باللقب القاري.

وتبقى مشكلة أي مدرب قادم إلى باريس سان جيرمان، امتلاك الفريق لنجوم كبار يصعب على أي شخص التحكم بأفعالهم، إلا أن الجميع يدرك صعوبة عقلية الإيطالي كونتي، الذي يحب السيطرة على كل شيء، ونجح مع يوفنتوس وتشلسي وإنتر ميلانو بذلك، بعدما جعل لاعبيه يخوضون المعارك أمام منافسيهم، وهم على استعداد لفعل أي شيء من أجل ذلك، نظراً إلى خبرته الكبيرة في إدارة غرفة خلع الملابس، وكيفية إعطاء حق كل لاعب على حدة، دون تفضيل أحد على آخر.

لكن كل شيء يسقط عند ذكر اسم زيدان، الذي يحظى بحالة من الاحترام الكبير بين جميع لاعبي كرة القدم، سواء أكانوا مع ناديه أم ضده. ويعتبر الكثير من نجوم اللعبة الشعبية الأولى أن زيدان يعطيهم الإلهام والاحترام والإعجاب، ولديه شخصية قيادية بالفطرة.

والدليل أنه لا يمكن الانتصار بدوري أبطال أوروبا في 3 مناسبات متتالية، دون معرفة كيفية إدارة غرفة ملابس بحجم ما كان موجوداً عند ريال مدريد حينها، وهذا ما يجعل زيدان يمتلك الأفضلية والميزة على كونتي، بهذا الأمر تحديداً، لأن لديه طريقة خاصة بالكلام مع النجوم الكبار في غرف خلع الملابس، من دون استخدام الصراع والشتائم وغيرهما من الأشياء التي تحدث بين اللاعب ومدربه.

ونأتي إلى ختام المقارنة بين أنطونيو كونتي وزين الدين زيدان، وهي نقطة تعتبر مهمة للغاية جداً، إذا أرادت أي إدارة التحدث في المفاوضات حولها، لأنها أساسية قبل انطلاق المشروع الجديد، إنها المدة التي قضاها المدير الفني مع أنديته السابقة.

وإذا نظرنا إلى المدرب الإيطالي، فإنه بقي في يوفنتس لمدة ثلاث سنوات فقط، لكنه لم يستمر طويلاً مع تشلسي (موسمان فقط)، وبقي موسماً واحداً مع إنتر ميلانو، حيث قاده فيه إلى لقب "الكالتشيو"، فيما تعتبر تجربته حتى الآن مع توتنهام غير ناجحة، ما يجعله يفكر جدياً في الرحيل عن الفريق الإنكليزي.

على عكس الإيطالي، نشاهد أن لزين الدين زيدان طريقة مثالية في كيفية الاستمرار، خاصة بعد البقاء على رأس الجهاز الفني لنادي ريال مدريد لمدة خمس سنوات ونصف (الفترة الأولى والثانية)، وكان بإمكانه البقاء لفترة أطول، إلا أنه طلب الرحيل.

وفي هذه الميزة يعود المدرب زين الدين زيدن إلى الفوز بهذه الجولة في الخيار بينه وبين كونتي. ما يحتاجه باريس سان جيرمان، مدرب قادر على إعادة بناء الفريق بشكل كامل، ويحتاج المدرب إلى جميع الصلاحيات حتى يعود إلى المنافسات بشكل أكبر، خاصة أن الإدارة تطالب بضرورة التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، مع هؤلاء النجوم، من أمثال ليونيل ميسي، ونيمار، ومبابي، وحكيمي، وراموس.

المساهمون