استمع إلى الملخص
- المدرب دوريفال جونيور يواجه ضغوطاً كبيرة لتحسين أداء المنتخب بعد فشل التعاقد مع كارلو أنشيلوتي، رغم امتلاك البرازيل لاعبين موهوبين.
- التقرير يوصي بإعادة هيكلة شاملة للمنتخب البرازيلي، مع التركيز على تطوير اللاعبين الشباب وتحديد مستقبل المدرب جونيور لتحقيق النجاح المستقبلي.
تلقى منتخب البرازيل هزيمة مدوية أمام نظيره الأرجنتيني، بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، في اللقاء الذي أُقيم بينهما، مساء الثلاثاء، على ملعب مونومنتال في بوينس آيرس، ضمن تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وتواصلت بذلك النتائج المخيبة للآمال بالنسبة للبرازيليين، منذ المشاركة في نهائيات كأس العالم 2022، مروراً بالأداء الباهت لرفاق نجم ريال مدريد الإسباني، فينيسيوس جونيور، في بطولة كوبا أميركا، التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، الصيف الماضي، وصولاً إلى تذبذب نتائج "السيليساو" في تصفيات مونديال 2026.
وفي هذا الإطار، ألقى موقع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية، مساء أمس الأربعاء، الضوء على أسباب تراجع نتائج المنتخب البرازيلي في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن أكثر ما أثار القلق في خسارة البرازيل أمام "التانغو" على ملعب مونومنتال، هو الطريقة التي انهزم بها المنتخب، إذ بدا عاجزاً أمام تشكيلة الأرجنتين، وهو ما يُبرز الفارق الكبير بين المنتخبين.
فبينما يحافظ بطل العالم على مستواه وتألقه بقيادة المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، يبدو منتخب البرازيل، رغم امتلاكه لاعبين جيدين، بلا هوية أو خطة واضحة، كما أن الصورة الباهتة للبرازيليين لم تكن جديدة. ففي "كوبا أميركا" الأخيرة، حيث تُوّج رفاق ليونيل ميسي باللقب بعد الفوز في المباراة النهائية على كولومبيا، خرجت البرازيل من الدور ربع النهائي أمام أوروغواي بركلات الترجيح، وكانت صورة المدرب البرازيلي دوريفال جونيور، وهو يحاول التحدث إلى لاعبيه من دون أن يجد استجابة، تعكس حال المنتخب.
ورغم أنّ الخروج أمام المنتخب الأوروغويّاني لم يكن مفاجئاً، بالنظر إلى أداء كتيبة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا القوي، لكن ما أقلق البرازيليين هو الطريقة، التي ودّعوا بها المنافسة، فقد حقق بطل العالم خمس مرات انتصاراً وحيداً في أربع مباريات، وكان أمام منتخب باراغواي بنتيجة (4-1)، وتعادل أمام كوستاريكا، واستمر الحال بالنسبة لتشكيلة "السامبا" في تصفيات المونديال، فعلى الرغم من بعض النتائج الإيجابية، مثل التعادل مع أوروغواي والفوز على كولومبيا، ظل الأداء مخيباً، وأسفر عن نتائج غير متوقعة، منها التعادل مع فنزويلا في مدينة كويابا البرازيلية لأول مرة، والخسارة أمام باراغواي، علماً بأن كتيبة دوريفال جونيور تحتل المركز الرابع بـ21 نقطة.
ومن جانبه، حاول المدرب دوريفال جونيور، الذي تولى الإشراف على منتخب السيليساو في يناير/ كانون الثاني 2024، بعد فترة مؤقتة تحت قيادة فيرناندو دينيز واستقالة تيتي، وكذلك بعد فشل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في التعاقد مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي فضّل البقاء مع ريال مدريد، تفسير الوضع بقوله: "علينا أن نفهم أن هذا هو أول اختبار للعديد من اللاعبين، إنها مرحلة علينا تجاوزها وندرك حجم الصعوبات"، مع الإشارة إلى أن دوريفال يواجه خطر الإقالة من منصبه، في ظل استمرار النتائج السلبية.
ورغم امتلاك البرازيل جيلاً واعداً، مثل ثنائي ريال مدريد؛ فينيسيوس جونيور ورودريغو، بالإضافة إلى نجم برشلونة الإسباني، رافينيا، وكذلك سافينيو وجويلاينتون كاسيو دي ليرا المحترفين في صفوف فريقي مانشستر سيتي ونيوكاسل يونايتد الإنكليزيين، فإن هؤلاء اللاعبين يقدمون أداءً أفضل مع أنديتهم، مقارنة بأدائهم مع المنتخب، بينما في الجهة المقابلة، نجحت الأرجنتين في تعزيز قدرات لاعبيها الشباب، الذين تحولوا إلى نجوم بعد التتويج في مونديال قطر 2022.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن البرازيل تمتلك العديد من اللاعبين، الذين يمكنهم المساهمة في العودة إلى القمة، لكن ذلك يتطلب إعادة هيكلة مشابهة لما قامت به الأرجنتين بعد خروجها المخيّب من مونديال 2018 في روسيا، وكما كان عليه الحال مع المنتخب البرازيلي نفسه بعد الهزيمة التاريخية، التي تلقاها أمام نظيره الألماني بنتيجة (1-7) في مونديال 2014، وخروج المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، فقد احتاج إلى سنوات للتعافي، قبل التتويج بلقب كوبا أميركا في عام 2019، ويبدو أن الخطوة الأولى ستكون تحديد مستقبل دوريفال جونيور، وإيجاد البديل المثالي لخلافته خلال الفترة المقبلة.