Skip to main content
بيريز أنفق 395 مليون يورو في الهواء: استثمار في مواهب فاشلة؟
قتيبة خطيب

صرف فلورنتينو بيريز الملايين للتعاقد مع المواهب التي أثبتت فشلها مع ريال مدريد (Getty)

تقف إدارة نادي ريال مدريد الإسباني بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز عند مفترق طرق، بعدما كشفت النتائج السيئة الأخيرة لـ"الملكي" حجم المعاناة التي يعيشها المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي أصرّ وضغط مراراً وتكراراً من أجل الاعتماد على نفس اللاعبين.

وأطلق زيدان في موسم الثنائية التاريخية تصريحًا لن تنساه جماهير الرياضية، عندما قال إن لديه فريقين يعتمد عليهما في المواجهات التي يخوضها، لكن ذلك أصبح من الماضي البعيد، وبخاصة أن غرفة خلع الملابس كانت تعج بنجوم الصف الثاني.

وبحسب تقييم المدرب الفرنسي، فالقائمة كانت مشكّلة من الكولومبي خاميس رودريغيز، والفرنسي فاران، الذي كان مبتدئاً مع الريال، والكرواتي كوفاسيتش، والبرازيلي دانيلو، والمهاجم الإسباني ألفارو موراتا، ومواطنيه إيسكو، ولوكاس فاسكيز.

لكن الحال اختلف الآن بالنسبة لزيدان، الذي بات لا يثق بما كان يفعله في تجربته الأولى مع ريال مدريد، وبخاصة أن إدارة "الملكي" بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، صرفت مبلغاً كبيراً خلال السنوات الماضية وصل إلى 395 مليون يورو، من أجل الحصول على صفقات للتعاقد مع مواهب شابة.

إلا أن كلّ شيء وصل إلى حالة من الدمار، بسبب سوء الحظ أو عن طريق الخطأ في استراتيجية اللاعب من قبل المدرب، ولم ينجح حتى الآن إلا الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، الذي دفع لأجله 35 مليون يورو، وزميله الظهير الأيسر الفرنسي فيرلاند ميندي (48 مليون يورو). ولم تدخل إدارة ريال مدريد في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية الأوروبية، نتيجة تفشي وباء كورونا، الذي أوقف الحياة الرياضية لعدة أشهر، مع عدم تدفق الأموال التي كانت تدخل خزائن "الملكي"، بسبب العوائد التجارية وغيرها.

وأعاد ريال مدريد نجمه النرويجي مارتن أوديغارد إلى صفوفه في الصيف الماضي، بعدما رفض زيدان تجديد عقد إعارته إلى ريال سوسيداد، وهو الذي طلب الآن الرحيل عن الفريق معاراً بعدما وجد نفسه خارج حسابات مدربه، إذ لم يشارك في معظم المباريات رغم أنه جاهزٌ لذلك ولا يعاني أي إصابات.

وكان "الملكي" قد دخل في الميركاتو الصيفي عام 2019 بقوة، وجلب البلجيكي إيدين هازارد مقابل 100 مليون يورو من نادي تشلسي الإنكليزي، ولوكا يوفيتش من أينتراخت فرانكفورت (60 مليوناً)، وميليتاو (50 مليوناً)، ورودريغو (40 مليوناً)، ورينير (30 مليوناً).

أما في صيف عام 2018، فتعاقد ريال مدريد مع البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور مقابل 45 مليون يورو، والظهير الأيمن الإسباني ألفارو أودريوزولا (30 مليوناً)، وماريانو (22 مليوناً)، وإبراهيم دياز (17 مليوناً)، ولم يقدم هؤلاء جميعاً المستوى الذي يجعلهم مؤهلين للوجود في التشكيلة الثانية للمدرب زيدان.

هذا هو التشخيص الذي تم إجراؤه لمشاكل الفريق من الجهاز الفني، إذ قرّر زيدان تقليص خسائره رغم أن قراراته في بعض الأحيان تتعارض مع الخط الذي حدده التوجيه.

على سبيل المثال، ثلاثة لاعبين ينتظرون تجديد عقودهم، وهم اليوم أساسيون في تشكيلة زيدان التي تضم 11 لاعباً، وهم القائد المخضرم سيرجيو راموس، والكرواتي لوكا مودريتش، والإسباني لوكاس فاسكيز.

هناك حقيقة كاشفة للغاية، ستة من اللاعبين الذين لعبوا في نهائي دوري أبطال أوروبا الأول الذي فاز به زيدان في عام 2016 هم جزء من أحد عشر لاعباً من التشكيلة الحالية، وهم داني كاربخال، وسيرجيو راموس، والبرازيلي كاسيميرو، والألماني توني كروس، ولوكا مودريتش، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة.

على العكس من ذلك، لم يتمكن أي من اللاعبين التسعة الذين استثمر فيهم مدريد 395 مليوناً في آخر أسواق الانتقالات الثلاثة الماضية من ضمان الاستمرارية والاستقرار في تشكيلة المدرب زيدان. وأصبح الآن مجلس إدارة ريال مدريد يأخذ في الحسبان ما فعله خلال السنوات الماضية، لأن كلّ واحد من هؤلاء اللاعبين الذين تم التعاقد معهم مقابل 395 مليوناً قد تراجعت قيمته السوقية بشكل كبير.

ويدرك الرئيس فلورنتينو بيريز أن الـ120 مليون يورو التي دفعها في صفقة هازارد مع متغيراته، أصبحت قيمتها السوقية الآن 50 مليون يورو فقط، فيما تراجعت قيمة أودريوزولا إلى 10 ملايين، والمهاجم الصربي الذي أعير مرة أخرى إلى ناديه السابق أينتراخت فرانكفورت أصبحت قيمته 20 مليون.

ومع تراجع القيمة السوقية لنجوم ريال مدريد، تلقت الإدارة صفعة جديدة، بعدما تراجع سعر نجمها البرازيلي فينيسيوس جونيور من 70 مليون يورو إلى 40 مليوناً، مثل التي دفعتها، ما يعني أن الأرقام تكشف الفشل الكبير لما قام به الرئيس فلورنتينو بيريز خلال السنوات الماضية، وتحديداً منذ صيف 2018.

ولم يكن تراجع القيمة السوقية لصفقات ريال مدريد وحده الذي انخفض بشكل كبير، بل زاد حجم الرواتب الضخمة التي يتلقونها من معاناة الخزائن المالية لريال مدريد، بحسب ما ذكرته صحيفة "آس" الإسبانية.

ومع رواتب اللاعبين وجميع موظفي نادي ريال مدريد، بلغ حجم الأموال التي صرفتها إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز 448 مليوناً في الموسم الحالي، وهو رقم مرتفع للغاية إذ ما قورن بـ617 مليوناً، إذ ظلّ إسقاط الدخل العادل بسبب أزمة فيروس كورونا، عكس ما توصي به وكالة (إي سي أي).

وتأمل إدارة ريال مدريد بقيادة بيريز في التقاط أنفاسها، مع زيادة الدخل التي سيعنيها الاستاد الجديد ومع نهاية الأزمة الحالية التي فرضها فيروس كورونا، الذي عاد إلى الانتشار بشكل كبير في القارة الأوروبية.

لكن جميع ما سبق دليل فعلي على أن جميع ما فعلته إدارة ريال مدريد في سوق الانتقالات الثلاثة الماضية أموال ضائعة، رغم الاستثمار المرتفع جداً، لأنه وصل إلى 395 مليون يورو، من دون الحصول على الفائدة المرجوة من المواهب التي جلبتها، مع استثناء كل من الحارس كورتوا، والظهير الأيسر ميندي.