بوفال.. منقذ المغرب الذي دفعته معاناة والدته ليكون نجماً

بوفال.. منقذ المغرب الذي دفعته معاناة والدته ليكون نجماً

10 يناير 2022
بداية قوية من بوفال في كأس أفريقيا (كنزو تربويارد/Getty)
+ الخط -

استغل سفيان بوفال (28 عاماً)، غياب يوسف النصيري وأيوب الكعبي، عن صفوف المنتخب المغربي في اللقاء ضد غانا، ليُسعد الجماهير المغربية ويهديها انتصاراً مهماً، الإثنين، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الثانية في كأس أفريقيا التي تقام في الكاميرون.

كانت فرحة بوفال كبيرة بعد الهدف، وهو ما يعكس الضغط الكبير الذي عرفته المباراة، وكذلك الضغط الذي كان يعاني منه حتى أسعد الجماهير المغربية بهدفه الدولي الثاني، والذي تحقق بعد معاناة كبيرة عرفتها مسيرته قبل أن يصبح نجماً مميزاً يخشاه كل المدافعين بسبب قدرته على المراوغة، بعد أن خاض تجارب في الدوري الفرنسي ثم الإنكليزي والإسباني قبل يعود الى فرنسا مجدداً.

200 يورو فقط والبقية لوالدته

برز بوفال في المواسم الأخيرة، بفضل مهاراته العالية، والجميع أصبح على دراية كاملة بمشواره الرياضي، ولكن الجانب الخفي في مسيرة اللاعب المغربي يهم بدايته التي كانت صعبة للغاية نتيجة ظروفه العائلية القاسية التي جعلت كرة القدم تُصبح ضرورة بدل أن تكون هواية.

وقال بوفال في حوار مع موقع "سو فوت" الفرنسي، أنّه ترك دراسته سريعاً بهدف العمل ومساعدته والدته التي كانت تسهر على رعايته وكانت تغادر المنزل يومياً على الساعة السادسة صباحاً للعمل، وبسبب هذه المعاناة اجتهد كثيراً حتى يساعد والدته وعندما أمضى أول عقد في مسيرته مع فريق أنجييه الفرنسي، كان يكتفي بـ200 يورو ويمنح الباقي لوالدته حتى يساعدها اعترافاً منه بمجهوداتها الكبيرة وتضحياتها، وكذلك حتى ينجح في مسيرته، إذ كان هدفه الوحيد البروز لجلب اهتمام الأندية التي تتابعه.

مدرب الفريق الثاني في نجدته

الأسرار في حياة بطل المباراة الأولى للمنتخب المغربي كانت عديدة، ذلك أن مسيرته كانت مهددة بالفشل بعد أن فكر نادي أنجييه في التخلي عنه في سن 18 عاماً، بسبب عدم قدرته على الصمود أمام التدخلات القوية خلال التمارين، خاصة وأن قصر قامته كان يبدو عائقاً بالنسبة إليه.

وتدخل ستيفان مولين، مدرب أنجييه حالياً، الذي كان يشرف على الفريق الاحتياطي، حيث أعلم إدارة النادي أن قصر قامته لا يبدو عائقاً خاصة وأن فنياته العالية تسمح له بتعويض هذا النقص، وقد كان مولين يُتابع بوفال بشكل متواصل بما أنّه يتدرب مع ابنه لتنشأ علاقة قوية مع هذا المدرب.

وقد عانى بوفال من تبعات قصر القامة، عندما غادر فريقه أنجييه وتعاقد مع ليل، حيث كان مدرب الفريق حينها روني جيرار، يبحث عن مهاجم قوي بدنياً يمكن الاعتماد عليه في الكرات العالية، وهو ما جعل التجربة تفشل نسبياً خاصة وأن الظروف في مدينة ليل تختلف بالكامل عن التي نشأ فيها، وقد رافقته والدته في التجربة الجديدة لتدعمه وتسانده.

صدمة في كأس العالم 2018

تعرض بوفال إلى إصابات عديدة في مسيرته ولكنّ أخطرها عندما غادر فريق ليل في نهاية موسم 2016ـ2017، عندما ابتعد عن الملاعب فترة قاربت 6 أشهر وهو ما حرمه من الحصول على عرض جيد، قبل أن يظهر لاحقاً مع فريق ساثهمبتون الإنكليزي وجاور نجوماً مثل المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك.

ولا تعتبر الإصابة الذكرى السلبية الوحيدة التي يحتفظ بها بوفال، بما أنّ غيابه عن كأس العالم 2018 التي أقيمت في روسيا، كان صادماً بالنسبة إليه بما أنّه كان يحلم بالمشاركة في البطولة الأكبر في العالم ولكن الحظ لم يكن معه، وبفضل تألقه هذا الموسم مع فريق أنجييه تمتع بفرصة مع منتخب المغرب.

المساهمون