بوريس بيكر يكشف أسراره بعد السجن: من الديون إلى فقدان الوزن
استمع إلى الملخص
- واجه بيكر ظروفاً قاسية في السجن، حيث فقد سبعة كيلوغرامات بسبب الإجهاد النفسي وقلة الطعام، واضطر لكسب ثقة السجناء والحراس من خلال عمله كمدرس للفلسفة.
- رغم تبرئته من 20 تهمة، تركت تجربة السجن أثراً عميقاً في حياته، حيث غيّرت نظرته للحياة وزادت من قلقه.
كشف أسطورة التنس الألماني، بوريس بيكر (57 عاماً)، عن تجربته الصعبة خلال فترة احتجازه في سجن بريطاني، مُبيناً أنها تجربة معقدة على الصعيدين النفسي والجسدي. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية، تحدث فيها عن الأشهر الثمانية التي قضاها خلف القضبان، بعد إدانته بإخفاء أصول وقرض عن الدائنين، واعتباره مفلساً في 2017، رغم امتلاكه ثروة بلغت 38 مليون جنيه إسترليني سابقاً.
وسُجن بيكر في إبريل/نيسان 2022، بعد إدانته أيضاً بعدم الإفصاح عن ممتلكاته في ألمانيا، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين ونصف، قضى جزءاً منها في سجني واندزورث وهانتركومب، قبل إطلاق سراحه وترحيله من المملكة المتحدة.
ووصف بيكر تأثير السجن بـ"المدمر" لصحته العقلية والجسدية، مؤكداً أن وجود زوجته ليليان دي كارفالهو مونتيرو، البالغة 35 عاماً، كان منقذه الوحيد. وأضاف أيضاً: "هذا الشعور في النهاية يؤثر بالعقل. سرعان ما تدرك أن السجون يُسيطر عليها النزلاء، وكانت مكالماتي مع زوجتي شريان حياتي، والطريقة الوحيدة لأكون على طبيعتي".
وأشار بيكر إلى صعوبة الظروف داخل زنزانته، حيث كان ينام مرتدياً الملابس الرياضية والجوارب في البداية، ومع برودة الجو، اضطر لبعض الليالي، إلى ارتداء جاكيتين وجوربين، ولف منشفة حول رأسه، وفقد سبعة كيلوغرامات خلال الأسابيع الأربعة الأولى. وأضاف أن السبب كان الإجهاد النفسي وقلة الطعام وغياب الحلويات، حيث كان العشاء يقدم في الساعة الرابعة مساءً.
ورغم مسيرته المميزة في عالم التنس، بما في ذلك الفوز ببطولة ويمبلدون وهو في سن 17 عاماً، واعتباره أحد أبرز لاعبي التنس عبر التاريخ بحصوله على 64 لقباً، أكد بيكر أن مكانته الرمزية لم تكن ذات قيمة داخل أسوار السجن، وكان عليه أن يكسب ثقة السجناء الآخرين. وأضاف: "قضيت أشهراً لأثبت نفسي شخصاً موثوقاً ومحترماً بين الحراس. عملي مدرساً للفلسفة، ومهامي في صالة الألعاب الرياضية، ساعداني في ذلك".
وحكى بيكر أيضاً عن محاولاته لتمضية الوقت، عبر لعب البوكر مع بعض النزلاء المجرمين، وهي لعبة تعلمها بعد اعتزاله التنس، لكنه وصف التجربة بأنها "سخيفة"، حيث أدت إلى تراكم دين بقيمة 500 جنيه إسترليني لسجناء رومانيين، وكادت أن تؤدي إلى مشكلات مالية كبيرة، لولا تدخل صديق خارجي لحل الموقف. وأكد بيكر أن السجن، رغم قصر مدته، ترك أثراً لا يُمحى في حياته، إذ ما زال يشعر بالقلق ويحرص على أن تكون غرفته مغلقة بالكامل عند النوم، واصفاً شعوره بأن السرير الأكبر يتحول إلى سرير ضيق داخل منزله.
وأدين بيكر بأربع مخالفات بموجب قانون الإفلاس البريطاني، بينما بُرِّئ من 20 تهمة أخرى، شملت محاولة إخفاء ملكية ممتلكات ومبالغ مالية تتجاوز ملايين اليوروهات، إضافة إلى إخفاء أسهم في شركات عدة.
وكان أسطورة التنس الألماني قد أصيب بأزمة مالية بعد تبديد ثروته، وتورط في قروض غير مسددة تجاوزت ثلاثة ملايين جنيه إسترليني، واستمر في الإنفاق على المشتريات الفاخرة والملابس المصممة، رغم وضعه المالي الصعب. لكن النيابة برّأت بيكر من جميع التهم الأخرى، بما فيها عدم تسليم تسع كؤوس، فاز بها في ويمبلدون وأستراليا المفتوحة والألعاب الأولمبية، ليظل التاريخ الرياضي لبيكر حافلاً بالألقاب والإنجازات، رغم المصاعب القانونية والشخصية التي واجهها بعد اعتزاله التنس.