بورت لـ"العربي الجديد": مستوى الجزائر وتونس صدمني وهذه قراءتي للمباراة المقبلة

17 يناير 2025
آلان بورت مع منتخب الجزائر على مُجمع حسن مصطفى الرياضي، 24 يناير 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المدرب الفرنسي آلان بورت يعبر عن خيبة أمله من أداء المنتخب الجزائري في بطولة العالم لكرة اليد، مشيراً إلى الاعتماد المفرط على مسعود بركوس وغياب الأهداف من الهجمات المرتدة.
- بورت ينتقد عدم استمرار الجزائر في البناء على الأسس التي وضعها سابقاً، ويستغرب من الاحتفال بالمركز الخامس في كأس أفريقيا، مؤكداً أن الفريق كان يمكنه تحقيق نتائج أفضل.
- بالنسبة للمنتخب التونسي، يشير بورت إلى ضعف الأداء بسبب نقص المواهب والموارد وقرارات فنية سيئة، معبراً عن قلقه من تأثير هذه العوامل على الأداء الذهني للفريق.

يُعدّ المدرب الفرنسي آلان بورت (63 عاماً) أحد أكثر العارفين بخبايا رياضة كرة اليد في الجزائر وتونس، نظراً إلى تدريبه هذين المنتخبين في فترة سابقة، ما يضعه في أحسن صورة لإعطاء رأيه حول البداية المخيبة لهما في البطولة العالمية الجارية حالياً في الدنمارك وكرواتيا والنرويج، وفي المجموعة الثانية التي تضم كذلك منتخبي الدنمارك وإيطاليا.

وتحدث آلان بورت في حوار خصّ به "العربي الجديد"، عن مردود المنتخب الجزائري الذي يراه مخيباً من ناحية فارق الأهداف خلال اللقاء الذي خسره الخُضر أمام الدنمارك، وكذلك أمام المنتخب الإيطالي الذي يرى أنه كان يُمكن الفوز عليه، كما عبّر بورت عن صدمته من مستوى المنتخب التونسي الذي خسر كذلك في أول مباراتين، قبل اللعب ضد الجزائر، وفي مباراة يرى المدرب الفرنسي أنها قابلة لكل الاحتمالات.

- كيف يُقيم آلان بورت مردود منتخب الجزائر لكرة اليد في أول مباراتين ببطولة العالم؟

شاهدت مباراة الجزائر والدنمارك بشكل دقيق، لأنها تبقى مباراة أمام بطل العالم، لكن لا يُمكن أن نستخلص منها الكثير حتى لو كان الفارق 25 هدفاً وهذا فارق ثقيل جداً. أما في ما يخص المباراة ضد إيطاليا، فأنا مثل كثير من الجزائريين، أشعر بخيبة أمل، لأنني أعتقد أن الفريق الإيطالي رغم تقدمه ليس قوياً جداً، وأن الفوز عليه كان ممكناً، كما أني محبط من جوانب عدة، مثل اللعب الجماعي في الهجوم الذي لم يتطور منذ سنوات عديدة، عندما غادرت كان هناك تنوع أكبر وكان قادراً على أن يكون وسيلة لتسجيل مزيد من الأهداف ضد الفريق الإيطالي. أشعر بخيبة أمل أيضاً لأن بعض اللاعبين لم يتطوروا، أتحدث بالخصوص عن مصطفى حاج صدوق وزهير نايم، اللذين يفترض أن يكونا قائدي هذا الفريق، وهم الآن أقل كفاءة مما كانوا عليه قبل بضع سنوات، لماذا؟ لا أعلم. ربما بسبب اختيارات سيئة في مسيرتهم الاحترافية، وربما بسبب ظروف تدريب غير مناسبة للمستوى العالي. نستمر في الاعتماد على مسعود بركوس الذي يبدو لي منهكاً بدنياً وذهنياً، أنا محبط أيضاً لأن الجزائر لم تسجل أي هدف من الهجمات المرتدة بشكل احترافي، هذا كارثي، لا أرى كيف يمكننا الفوز في مباراة من دون تسجيل أي هجمة معاكسة.

- ما هو الفرق حالياً بين المنتخب الجزائري الحالي وفترتك السابقة معه؟

أعتقد أنه لم تكن هناك استمرارية بعد مغادرتي مع مساعديّ طاهر لعبان وهشام بودرالي، كنا بصدد بناء شيء ما، مشروع لعب، هجوم، مبادئ دفاع، طريقة تحويل الكرة للهجوم، بدأنا تطوير ومنح الفرصة لبعض اللاعبين الذين كانوا واعدين، ثم بعد ذلك، رأيت أن الجزائر تفرح بالمركز الخامس في كأس أفريقيا والمؤهل  إلى كأس العالم. لم أفهم ذلك بكل صراحة، المركز الخامس ليس إنجازاً للجزائر في البطولة الأفريقية. بعد ذلك، أنهوا بطولة العالم الماضية في المركز قبل الأخير، أنا متأكد أنه حتى من دوني ولكن مع لعبان وبودرالي كان من الممكن أن يستمرا على الأسس التي وضعناها، وأعتقد أن الجزائر كانت في تقدم. ربما أنا لست الشخص المناسب للحديث عن ذلك، لكن خلال فترتي، كان هناك تحسن بالفعل على مستوى النتائج. وأعتقد أن اللاعبين كانوا يستمتعون باللعب، وهذا شيء لا أشعر به الآن عندما أشاهدهم، وهذا محبط قليلاً، من الواضح أن لديهم مشكلات عندما يقومون بالتحضيرات، لكنني أعتقد أن الجزائر إذا كانت تدرك ذلك، فهي بلد يمكنه توفير الوسائل اللازمة لرياضيّيه من أجل التحضير بشكل جيد.

- ماذا تقول عن المنتخب التونسي الذي لم يظهر كذلك بمستوى كبير في كأس العالم؟

بخصوص مستوى المنتخب التونسي، أعتقد أننا لم نرَ أبداً فريقاً تونسياً بهذا الضعف، يجب أن نقول الحقيقة، لا يوجد كثير من اللاعبين الموهوبين، لديهم عقلية مثيرة للاهتمام لأنهم لا يستسلمون، حتى في اللحظات الصعبة. على سبيل المثال، في مباراة الدنمارك، كانوا متأخرين بنتيجة (11-1)، لكنهم تمسكوا لأنهم يريدون العودة حقاً. من الناحية النفسية، هم أقوياء كذلك، ولكن من الناحية الفنية، اللاعبون لا يمتلكون مواهب مثل أسماء سابقة. لماذا؟ بالتأكيد لأن هناك نقصاً في الموارد باتحاد كرة اليد في البلاد، وهناك تكوين عدد قليل من اللاعبين، أرى أيضاً أن اللاعبين القدامى الحاضرين في التشكيلة ليسوا بالضرورة هم من ينبغي أن يكونوا هناك لتوجيه الشباب. لا أفهم لماذا مصباح الصانعي ليس معهم، لا أفهم لماذا أسامة بوغانمي ليس حاضراً، لا أعلم ما الذي حدث، حتى أمين بنور كان ينبغي إعادته. هؤلاء، نعم، يمكنهم توجيه الشباب بشكل أفضل من أسامة حسني وعبد الحق بن صالح، الذين هم رغم ذلك يبقون لاعبين جيدين.
 

- إلى ماذا يرجع سبب تراجع منتخب تونس بحسب رأيك؟

اتخذت تونس كثيراً من الخيارات السيئة، الأمر يعود إلى سنوات عدة. جيل 1990-1991 الذي حقق ميدالية برونزية في بطولة العالم للشباب في اليونان سنة 2011، كان يجب الاعتماد عليه بشكل أكبر ومنحه مزيداً من الثقة. بعد ذلك، كانت هناك أخطاء في استراتيجية اختيار الأجهزة الفنية، وهذا مؤكد. سآخذ مثالاً الفرنسي باتريك كازال الذي يُعدّ مدرباً جيداً، لكنه جاء إلى تونس ولم يكن يعرف كرة اليد هناك، لم يكن يعيش في تونس، وعندما لا تكون ملماً بكواليس كرة اليد التونسية ولا تتحكم في كل شيء، لا يمكنك العمل، هذا غير ممكن، ما يحدث حالياً هو خسارة أخرى للوقت، ولو أنني لا أريد أن أقوم اليوم بإعطاء أحكامي حول العمل.

- ما هي قراءة آلان بورت لمباراة الجزائر وتونس القادمة؟

لديَّ انطباع بأن اللاعبين الجزائريين أقوى على المستوى الفردي، هذه هي رؤيتي. إلى جانب ذلك، من الناحية الذهنية، هل لديهم مستوى التونسيين نفسه؟ مثلاً المنتخب الجزائري ضد إيطاليا، عندما كانت لديهم الكرة، كانوا متأخرين بفارق ثلاثة أهداف، وكان بإمكانهم العودة في المباراة، ولكن في تلك اللحظات قاموا بأخطاء فادحة كالمبتدئين، ما جعلهم يتأخرون بفارق ستة أهداف، هذا مقلق بعض الشيء. من حيث موهبة اللاعبين، يبدو لي أن الجزائر تتفوق قليلاً، لكن من الناحية الذهنية، الأمور مختلفة، في الأخير يبقى لقاءً قابلاً لكل الاحتمالات.

المساهمون