بوتياس سلاح إسبانيا في مونديال السيدات

20 يوليو 2023
بوتياس تملك خبرة كبيرة (أولريك بيدرسن/Getty)
+ الخط -

يستعيد المنتخب الإسباني سلاحاً فتاكاً يتمثل في نجمته وفريق برشلونة أليكسيا بوتياس المتوجة بالكرة الذهبية لأفضل لاعبة في العالم في العامين الأخيرين، وذلك من أجل المنافسة على لقب كأس العالم للسيدات التي تجري في أستراليا ونيوزيلندا حتى الشهر المقبل، حيث يستهل منتخب لاروخا مشواره في المونديال بلقاء كوستاريكا الجمعة.

وحُرمت صانعة ألعاب برشلونة البالغة من العمر 29 عامًا من فرصة اللعب في بطولة أوروبا الصيف الماضي، بسبب إصابة قوية في الركبة تعرّضت لها عشية انطلاقها في إنكلترا والتي ودّعتها اسبانيا من ربع النهائي. وأمضت بوتياس معظم الموسم الحالي وهي تكافح من أجل استعادة لياقتها البدنية، ونجحت في الفوز بالكرة الذهبية الثانية لها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهي لحظة رفعت معنوياتها في طريقها الطويل نحو التعافي من الإصابة.

وظهرت لاعبة وسط النادي الكتالوني لأول مرة مع إسبانيا بعد أقل من عام بقليل على إصابتها وتحديداً في 29 يونيو/ حزيران في الفوز الودي على بنما على ملعب "رومان سولريس بويرتا" في مدينة أفيليس الاسبانية، في إطار استعداداتها لقيادة "لاروخا" في المونديال. وهزّت الشباك في الدقيقة 22 بتسديدة رائعة من مسافة قريبة، مسجلة الهدف الثاني من أصل سباعية نظيفة أنهت بها إسبانيا المباراة في صالحها.

وعادت بوتياس إلى الملاعب في نهاية إبريل/نيسان الماضي، وخاضت ست مباريات كبديلة في صفوف برشلونة في الأسابيع الأخيرة من الموسم حيث كان ظهورها الأخير مع الفريق الكتالوني في نهائي مسابقة دوري بطلات أوروبا عندما دخلت في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي فاز فيها برشلونة على فولفسبورغ الألماني 3-2 وتوج باللقب للمرة الثانية بعد الأولى موسم 2020-2021 وسجلت هدفاً واحداً في الدوري الإسباني الموسم الماضي وكان في مرمى مدريد سي إف إف عندما خسر برشلونة 1-2 في المرحلة الاخيرة.

وعلى الرغم من أن بوتياس ليست في ذروتها بدنياً، يمكن أن تكون ركيزة أساسية في تشكيلة منتخب إسبانيا الشابة في البطولة العالمية، خصوصاً في ظل غياب زميلاتها في الفريق الكاتالوني أيتانا بونماتي ومابي ليون وساندرا بانوس. وقد أظهرت بوتياس دعمها لزميلاتها المحتجات أثناء غيابها للإصابة، لكنها لم تعلن رفضها الانضمام الى صفوف المنتخب فاختيرت من قبل المدرب خورخي فيلدا.

وكانت 15 لاعبة دولية أعلنّ انسحابهن من تشكيلة المنتخب في أيلول/سبتمبر الماضي "احتجاجاً على الوضع في صفوف لاروخا وعلى المدرب فيلدا وإدارته للأمور داخل المنتخب"، قبل أن تُعلن 12 منهن استعدادهن للدفاع عن ألوان المنتخب بعد اتفاق مع الاتحاد الاسباني للعبة. وسيكون مونديال أستراليا ونيوزيلندا الثالث لبوتياس، بعد أن ظهرت مع إسبانيا في 2015 و2019 في كندا وفرنسا على التوالي.

وقد تدرّبت بوتياس في أكاديمية برشلونة للناشئات لمدة عام عندما كانت في العاشرة من عمرها، لكنها لعبت لأول مرة مع إسبانيول ثم ليفانتي، قبل أن تعود إلى النادي الكتالوني الذي كانت تشجعه دائمًا وعائلتها في عام 2012. ومع العودة إلى برشلونة، حصلت على لقب "الملكة" في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 عندما أصبحت ثاني إسبانية (رجالاً ونساء) فقط مولودة في إسبانيا تفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في العالم، بعد مواطنها نجم برشلونة الراحل أخيراً لويس سواريس الذي ظفر بها في عام 1960.

وحصلت عليها مرة أخرى في العام التالي، ومع تتويج برشلونة بلقب الدوري الإسباني هذا العام، رفعت غلتها بلقبي الدوري والكأس المحليين إلى سبع مرات في كل منهما، إلى جانب لقبين في مسابقة دوري بطلات أوروبا. وقالت بوتياس بعد العودة في نهائي دوري بطلات أوروبا في مدينة أيندهوفن الهولندية: "أنا سعيدة، لقد كان عامًا صعبًا ولكن كل المعاناة التي مررت بها كانت تستحق العناء في هذه اللحظة". وبالنظر إلى بدايتها الأولى منذ الإصابة في مباراة إسبانيا الودية ضد بنما، قدّمت بوتياس مستوى جيداً في الدقائق الـ62 التي لعبتها.

وعلى الرغم من أن لاعبة وسط أتلتيكو مدريد إيرين غيريرو ارتدت شارة القيادة في هذه المباراة، وكانت مدافعة ريال مدريد إيفانا أندريس هي المنظّمة لصفوف لا روخا، لكن بوتياس كانت القائدة الحقيقية من الناحية الكروية. وقال المدرب فيلدا بعد فوز على بنما: "فكرنا في أنها ستلعب 45 دقيقة، وإذا كانت تشعر بشكل جيد سنمنحها 60 دقيقة - أعلم أنه كان بإمكانها خوض المباراة بأكملها لكننا لم نرغب في المخاطرة".

وأضاف: "بالأمس كانت الأحاسيس جيدة جدًا ليس فقط لناحية الهدف الذي سجلته ولكن أيضًا لتمريراتها الحاسمة وكيف ساعدت المنتخب". وختم "هذا ما نتوقعه من أليكسيا، لكن من الواضح أن أفضل ما في أليكسيا لم يأت بعد، وسنفعل كل شيء من جانبنا لتحقيق ذلك".