بن طالب.. قصة ملهمة للاعب تحدى العنصرية والمرض

17 فبراير 2025
بن طالب يحيي جماهير فريقه بعد الفوز، ران 16 فبراير 2025 (جون فرونسوا مونيي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نبيل بن طالب، لاعب وسط نادي ليل الفرنسي، واجه تحديات كبيرة في مسيرته، منها تجربة العنصرية في 2020 أثناء لعبه مع شالكه الألماني، حيث تلقى دعمًا كبيرًا ساعده على تجاوز المحنة.
- بعد مغادرته شالكه في 2021، واجه فترة بطالة، لكنه عاد للملاعب عبر نادي أنجيه في 2022، مما جذب اهتمام نادي ليل الذي انضم إليه في 2023.
- في 2024، تعرض لأزمة قلبية أبعدته عن الملاعب، لكنه عاد بقوة في 2025، مسجلًا هدفًا ضد رين، مما أبرز شخصيته الفولاذية.

يصادف لاعبو كرة القدم العديد من المحطات والعقبات التي قد يكون لها تأثير حاسم في مشوارهم الكروي، خاصة إذا لم يتمكنوا من التعامل معها بالشكل المناسب. ويُعد لاعب وسط نادي ليل الفرنسي الجزائري نبيل بن طالب (30 عاماً) مثالاً يُحتذى به للاعبين الشباب في التغلب على الصعاب، إذ نجح في تجاوز ثلاث عقبات كبيرة خلال مسيرته الكروية، متخطياً التحديات، وراسماً واحدة من أروع لوحات الإصرار وقوة الشخصية في عالم كرة القدم.

وكانت بداية نبيل بن طالب مع التحديات في عام 2020، عندما كان يحمل قميص شالكه الألماني، فقد تعرض لتجربة مريرة مع العنصرية في عالم كرة القدم، إذ أطلق اللاعب الدولي الألماني السابق ستيفن فروند (55 عاماً)، الذي كان يعمل محللاً في قناة سبورت 1 الألمانية، تصريحات مسيئة بحقه، مهاجمًا سلوكياته على أرض الملعب، ومرجعاً عصبيته إلى أصوله الجزائرية، حيث قال: "إنه لاعب غير منضبط، جاء من بيئة عدوانية، نظراً إلى جذوره الجزائرية". وأثارت هذه التصريحات موجة تضامن واسعة مع بن طالب الذي حصل على دعم كبير من شخصيات رياضية بارزة، إلى جانب الاتحاد الجزائري لكرة القدم ومدرب "الخُضر" وقتها الجزائري جمال بلماضي (48 عاماً).

لم تكن هذه المحطة الوحيدة الصعبة في مشوار بن طالب، بعد أن واجه تحدياً جديداً بعد مغادرته شالكه في نهاية موسم 2021، ليجد نفسه من دون نادٍ، ويعيش كابوس البطالة مدة نصف موسم، غير أن اللاعب الجزائري لم يستسلم، ليعود إلى الملاعب عبر بوابة أنجيه الفرنسي، بعدما أعلن النادي التعاقد معه خلال الميركاتو الشتوي في يناير/ كانون الثاني 2022، ليستعيد بذلك مسيرته الكروية، ويفتح صفحة جديدة في مشواره الاحترافي، ويجذب اهتمام نادي ليل الفرنسي الذي أمضى فيه صيف 2023.

وشهد هذا الأسبوع مرحلة جديدة من ملاحم بن طالب وقصصه في التغلب على الصعاب، إذ خطف كل الأضواء بعودته أولاً إلى الملاعب بعد غياب دام تسعة أشهر، بعد الأزمة القلبية التي تعرّض لها في 18 يونيو/ حزيران 2024، ما فرض عليه الخضوع لعملية جراحية وتركيب جهاز تنظيم نبضات القلب، ولأن حياة بن طالب الكروية غير عادية، فقد تزامنت عودته مع توقيعه هدفاً في مرمى نادي رين ضمن منافسات الدوري الفرنسي، ما جعله يتصدر عناوين الصحف في العالم.

وجعلت محطات بن طالب الصعبة منه شخصية فولاذية، وعودته في كل مرة، بعد أن يعتقد الجميع أنهذه هي  نهاية مشواره، ستكون حافزاً له لمواصلة إبداعاته في الملاعب، سواء مع نادي ليل الفرنسي المرتبط معه بعقد حتى 2026، أو مع "محاربي الصحراء".

المساهمون