بن رحمة بين مشكلات الملاعب والقضاء.. ووضعه يزداد تعقيداً قبل "الكان"
استمع إلى الملخص
- قرر المدرب فلاديمير بيتكوفيتش استبعاد بن رحمة من معسكر المنتخب الجزائري بعد أداء باهت، مما يشكل إنذارًا له لتحسين مستواه مع بروز لاعبين آخرين.
- يواجه بن رحمة تحديات في ناديه بسبب تراجع أدائه، وقد يدرس النادي بيعه في فترة الانتقالات الشتوية إذا لم يتحسن مستواه.
يعيش المهاجم الجزائري والمحترف في نادي نيوم السعودي سعيد بن رحمة (30 عاماً) واحدة من أصعب فتراته الكروية والشخصية في الفترة الأخيرة، بعد أن تراجعت أسهمه بشكل واضح سواء في ناديه الحالي أو داخل المنتخب الجزائري، وهو ما يهدد مستقبله الدولي ويجعل عودته إلى تشكيلة "الخُضر" أمراً معقداً في المرحلة القادمة.
وشهد، أمس الخميس، تلقي اللاعب صدمة جديدة بعد صدور حكم قضائي ضده في بريطانيا، يتعلق بحادثة تعود إلى صيف عام 2023 عندما كان لا يزال لاعباً في صفوف ويستهام يونايتد الإنكليزي. ووفقاً لمعلومات نشرتها صحيفة ميرور البريطانية، فقد غرّمت محكمة "ويلزدن" الدولي الجزائري بمبلغ يقارب 12 ألف جنيه إسترليني، بعد أن ثبتت مسؤوليته عن حادثة هجوم كلبين يملكهما على أحد المواطنين البريطانيين. ومثل بن رحمة أمام المحكمة عبر تقنية الفيديو من السعودية، في جلسة وُصفت بالقصيرة، لكنها أضافت فصلاً جديداً إلى سلسلة المشاكل التي لاحقته في الفترة الأخيرة.
وعلى الصعيد الرياضي، لا تزال تداعيات قرار المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (62 عاماً) بإبعاده من معسكر المنتخب الجزائري لشهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري حاضرة بقوة، خصوصاً أن اللاعب كان ضمن خيارات المدرب في كل المباريات السابقة، وجاء القرار بعد أداء باهت في لقاء غينيا الودي خلال سبتمبر/ أيلول الماضي، الذي أثار انتقادات حادة من الجماهير الجزائرية ووسائل الإعلام، ليقرر الجهاز الفني منحه فترة راحة وإبعاده عن مواجهتي الصومال وأوغندا ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وكانت تلك الخطوة بمثابة إنذار واضح للاعب بضرورة استعادة مستواه إن أراد العودة إلى المنتخب.
أما في ناديه نيوم السعودي، فالوضع ليس أفضل حالاً. فبعد أن ساهم في صعود الفريق إلى الدوري الممتاز الموسم الماضي، وجد بن رحمة نفسه هذا الموسم في وضع صعب بسبب تراجع مردوده الفني وعدم قدرته على فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية، فيما كان الجهاز الفني، بقيادة المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه، قد أبدى في وقت سابق استياءه من أداء اللاعب، ما دفعه إلى استبعاده من بعض المباريات الأخيرة. وتشير تقارير إعلامية سعودية إلى أن إدارة النادي تدرس بجدية فكرة بيعه في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة في حال استمرار الوضع على حاله، خصوصاً أن راتبه يُعد من الأعلى داخل الفريق، من دون أن يقابله مردود فني مقنع.
ومع تزايد أزماته داخل الميدان وخارجه، تبدو عودة بن رحمة إلى تشكيلة منتخب الجزائر مستبعدة في المدى القريب، وخصوصاً في ظل اقتناع المدرب بيتكوفيتش بالأسماء التي منحها الفرصة، على غرار أنيس حاج موسى وإيلان قبال، اللذين أثبتا جدارتهما في الخط الأمامي. وتشير معلومات "العربي الجديد" إلى أن بيتكوفيتش راضٍ تماماً عن التوازن الهجومي الحالي في المنتخب، ما يقلل من فرص استدعاء اللاعب قبل نهائيات كأس أفريقيا المقررة بالمغرب نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ويبقى أمام سعيد بن رحمة خيار واحد لإنقاذ موسمه واستعادة مكانته، وهو العمل على تحسين أرقامه وأدائه مع ناديه السعودي أو نادٍ آخر فيما تبقى من الموسم، على أمل أن ينجح في إقناع الجميع بقدرته على العودة، قبل أن يفوّت فرصة المشاركة في كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، التي قد تكون آخر محطة كبرى في مسيرته الكروية.