بلماضي ضحية تراجع النجوم أم ضعف التكتيك؟

بلماضي ضحية تراجع النجوم أم ضعف التكتيك؟

21 يناير 2022
بلماضي كوّن منتخباً قوياً (شارلي تريبيلو/Getty)
+ الخط -

يُعتبر جمال بلماضي، مصدراً من مصادر قوة المنتخب الجزائري لكرة القدم، فقد لعب دوراً مهماً في نجاحات "المحاربين" في السنوات الأخيرة بعد أن قادهم للحصول على كأس أفريقيا 2019 في مصر، وتحقيق سلسلة 35 مباراة دون هزيمة، ليقترب من تحطيم الرقم القياسي العالمي.

وكانت الجماهير الجزائرية تثق كثيراً في مدربها، حتى يقود "الخضر" إلى الحصول على لقب جديد، ولكن خابت آمالها بعد إقصاء المنتخب الجزائري من الدور الأول في نهائيات كأس أفريقيا التي تقام في الكاميرون، إثر تعادل وحيد مقابل خسارتين. هذا الفشل يطرح عديد الأسئلة بخصوص الأسباب التي قادت إلى هذا الخروج المبكر فهل أن بلماضي دفع ثمن تراجع أداء النجوم، أم أنّه لم يحسن استغلال قدراتهم؟

تراجع رهيب

لم يكن أداء المنتخب الجزائري مميزاً طوال البطولة، ولكنّه صنع عديد الفرص في مختلف المباريات التي خاضها دون أن ينجح في التسجيل إلا في مناسبة واحدة فقط، وهو رقم لا يعكس قيمة المواهب التي تتوفر للمنتخب الجزائري الذي دخل البطولة معتمداً على ترسانة من النجوم.

ولم يكن أي من نجوم "الخضر" في مستواه العادي منذ بداية البطولة فالبعض عانده الحظ مثل رياض محرز ويوسف بلايلي والبعض الآخر كان بعيداً عن مستواه العادي وخاصة بغداد بونجاح وإسلام سليماني ولم يكن أي من العناصر الهجومية قادراً على صنع الفارق.

وهذا التراجع الفردي، كان عائقاً كبيراً أمام المنتخب الجزائري ولا يمكن له أن يحقق نتائج أفضل من التي حققها أمام ضعف المستوى الفردي لمفاتيح اللعب التي عادة ما تصنع الأهداف، وكانت وراء النجاحات الكبيرة التي عرفتها كرة القدم الجزائرية منذ 2019.

دون خطط بديلة

ضعف مستوى النجوم، لا يجنب المدرب بلماضي النقد، فقد توفرت له مجموعة مميزة من اللاعبين ولكنّه لم يحسن توظيف قدراتها بشكل يضمن التفوق على المنافسين، وهنا نتحدث عن غياب اوراق هجومية مخادعة يمكنها أن تركب حسابات المنافسين.

طريقة لعب الجزائر، أصبحت مكشوفة لجميع المنافسين وبالتالي لم يجد منتخب ضعيف مثل سيراليون صعوبة كبيرة من أجل مراقبة نجوم المنتخب، وهو ما جعله يعاني هجومياً كثيراً ويلجأ بلايلي إلى مهاراته الفردية من أجل صنع الفارق، والتمرير إلى بقية المهاجمين.

ولا يبدو أن المنتخب الجزائري، قد استوعب الدرس من الصعوبات التي وجدها في تصفيات كأس العالم قطر 2022، وخاصة المباراة الأخيرة ضد بوركينافاسو عندما عانى قبل خطف التعادل والتأهل رغم أنّه كان مرشحاً فوق العادة لهزم منافسه. 

وتثبت التعديلات التكتيكية التي عرفتها خطط منتخب الجزائر، أن بلماضي لم يجد التركيبة المناسبة التي تساعد على الوصول لمرمى منافسيه، حيث غاب التوازن عن التشكيلة التي لعبت المباراة الأولى، قبل أن يسارع بتغيير الرسم بشكل كامل في اللقاء الثالث ولكن دون فائدة.

كما يبدو أن بلماضي لم يُعدّ لاعبيه جيداً ذهنياً تحسباً للمفاجآت التي قد يجدونها في البطولة وخاصة من حيث الثقة المبالغ فيها التي ظهرت عليهم طوال المباريات التي خاضوها رغم التعادل في اللقاء الأول الذي كان من المفترض أن يدفعهم إلى التدارك سريعاً.

المساهمون