بلماضي "وزير السعادة".. هل جامل بعض اللاعبين؟

بلماضي "وزير السعادة".. هل جامل بعض اللاعبين؟

12 يناير 2022
بلماضي مطالب بإبجاد الحلول سريعا( العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

 

ساهم المدرب جمال بلماضي في تحقيق منتخب الجزائر نتائج مميزة خلال فترة إشرافه على تدريب "الخضر"، من أهمها التتويج بكأس أفريقيا 2019، وذلك بعد سنوات طويلة حلمت خلالها الجماهير الجزائرية بالحصول على اللقب الثاني في سجلها، وقد تم وصفه من قبل صحيفة "ليكيب" الفرنسية بأنّه "وزير السعادة".

ورغم تألق "المحاربين" منذ أن أصبح بلماضي مدرباً، خاصة بعد سلسلة طويلة من المباريات دون هزيمة، فإن ذلك لا يمنع من القول إن التعادل مع سيراليون يعتبر صادماً لمنتخب توّج منذ أيام قليلة بطلاً لكأس العرب بعد عروض قوية، ويملك في صفوفه أفضل النجوم الأفارقة.

ورغم أن المنتخب الجزائري استحق الانتصار بعد السيطرة على المباراة، إلا أنّه لم يكن موفقاً فنياً وظهر بمستوى دون المأمول واعتمد على الحلول الفردية بشكل متواصل وافتقد قوته الجماعية، ما يحمل بلماضي مسؤولية في هذه العثرة الأولى، ويدفعه إلى التدارك مثلما فعل دائماً، إذ تدخل لإصلاح النقائص وإعادة المحاربين إلى سكة الانتصارات.

غاب التركيز دفاعياً وهجومياً

توقع بلماضي أن يسقط لاعبوه في فخ استسهال المهمة، وهو ما يتأكد من خلال حديثه في اللقاء الإعلامي، عندما أشار إلى أنّه لا يوجد منتخب قوي ومنتخب ضعيف، وهذا مؤشر على الصعوبات التي كان يتوقعها في اللقاء الأول، ولكن يبدو أن اللاعبين لم تصلهم رسالة المدرب جيداً.

ويتضح من خلال التعامل مع بعض العمليات دفاعياً أو هجومياً أن التركيز كان مفقوداً، ذلك أن يوسف عطال كاد يهدي المنافس هدفاً في بداية اللقاء، كما أن قلب الدفاع عيسى ماندي افتقد التركيز وكاد يتسبب بدوره في هدف في الشوط الأول.

أمّا في الهجوم فإن الجميع كان في انتظار مهارات محرز الفردية لصنع الفارق كما جرت العادة في كل مرة أو حصول يوسف بلايلي على ضربة جزاء ولكن هذا لم يحصل، وتعامل براهيمي وبن دبكة مع بعض الفرص دون تركيز، ما حرم الجزائر من التسجيل نتيجة الاستهانة بالكرات.

وغياب التركيز في هذه المباريات، يجعل نتائجه كارثية، بما أن "المحاربين" أضاعوا فرصاً سهلة نتيجة الثقة المبالغ بها، كما أن الأخطاء الدفاعية في الشوط الأول كادت تقود إلى الهزيمة.

هل هي أفضل تشكيلة؟

من السهل الحديث عن خيارات المدرب بعد نهاية اللقاء، ولكن ما قدمه أفضل منتخب أفريقي ضد سيراليون يُثبت أن بعض الخيارات لم تكن موفقة، مقارنة بما قدمه اللاعبون في المباريات الأخيرة التي خاضها المنتخب الجزائري في كل المسابقات.

ولئن يبدو منطقياً أن يلعب محرز أساسياً، بما أنّه الأفضل في أفريقيا، إلا أنّ ابتعاده عن التحضيرات منذ فترة أثر في استعداده البدني، بدليل أنّه لم يكن قادراً في نهاية اللقاء على صنع الفارق. في الأثناء فإن لاعباً مثل سعيد بن رحمة متألق مع فريقه ويستهام وكان يستحق اللعب أساسياً أو التمتع بوقت أطول لمساعدة المنتخب.

ولم يظهر بلايلي بمستواه العادي، وقد يكون الانشغال بمستقبله الرياضي أفقده التركيز وجعله يبحث في معظم الوقت عن الحلول الفردية، ولكنّه هذه المرة لم يوفق بتاتاً، رغم أنّه اجتهد كثيراً، كما لم يقدم سفيان فيغولي مردوداً مقنعاً في هذه المباراة، وهو ما يؤكد أن بعض اللاعبين فشلوا في الاستفادة من ثقة المدرب جمال بلماضي الذي سيكون مجبراً على التعديل، مثلما تعهد في تصريحه بعد نهاية اللقاء، لأن الجزائر كانت بعيدة عن المستوى المتوقع منها.

المساهمون