تألق كروي وثقافي.. بلال الخنوس يبهر شتوتغارت بموهبته وتعدد لغاته
استمع إلى الملخص
- يتميز الخنوس بقدرات لغوية متعددة، حيث يتحدث خمس لغات ويعتزم تعلم الألمانية لتعزيز اندماجه مع الفريق والمجتمع الجديد، مما يعكس نضجه ووعيه بأهمية التواصل.
- رغم صغر سنه، يظهر الخنوس نضجاً في التعامل مع الاحتراف، مستفيداً من دعم عائلته، ويطمح لتثبيت مكانته في شتوتغارت، معتبراً اللغة عنصراً محورياً في نجاحه.
بدأ اللاعب المغربي، بلال الخنوس (21 عاماً)، تجربته الجديدة في الدوري الألماني بقوة لافتة، بعدما انتقل على سبيل الإعارة من نادي ليستر سيتي الإنكليزي إلى نادي شتوتغارت، في صفقة تتضمن بند الشراء الإجباري تحت شروط معينة. ولم يحتج الخنوس إلى وقت طويل للتأقلم، إذ تمكّن سريعاً من ترك بصمته الأولى بتسجيل هدفه الافتتاحي في البوندسليغا في فريق سانت باولي، يوم الجمعة الماضي، في مباراة حضرها عشرة من أفراد عائلته القادمين من بلجيكا، وهو ما جعله يعتبر الهدف حدثاً استثنائياً في مسيرته الناشئة.
ويتميّز الخنوس، بجانب موهبته الكروية، بقدرات لافتة خارج المستطيل الأخضر، أبرزها إتقانه عدة لغات، إذ كشف النجم المغربي، في تصريحات نقلتها صحيفة بيلد الألمانية، اليوم الثلاثاء، أنه يتحدث الفرنسية والهولندية والإنكليزية والعربية، إضافة إلى بعض الإسبانية، معبّراً عن عزمه على تعلم الألمانية سريعاً، إدراكاً منه لأهمية اللغة في تسهيل الاندماج مع ثقافة الفريق والمجتمع الجديد، الذي بدأ تعوّده.
ورغم صغر سنّه، فإن الخنوس يظهر نضجاً واضحاً في تعاطيه مع تجربة الاحتراف. فقد أوضح أنّه نادراً ما يعيش وحيداً، إذ يتناوب أفراد أسرته على زيارته دورياً، الأمر الذي يمنحه دعماً نفسياً مهماً، ويخفف من ضغوط الغربة، وأكد أنّ هذه التجارب منذ سنوات مراهقته ساعدته على النضج سريعاً، رغم صعوبتها في بعض الأحيان، وهو ما انعكس إيجاباً على أدائه داخل الملاعب.
أما عن تجربته السابقة في الدوري الإنكليزي الممتاز مع ليستر سيتي، الذي هبط الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية، فقد اعترف الخنوس بأن شدة المباريات هناك أكبر، وأن النسق أسرع، مقارنة بالدوري الألماني، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنّه بدأ يعتاد إيقاع البوندسليغا" تدريجياً، وهو واثق من قدرته على التأقلم الكامل مع مرور الوقت. وإذا استمر بالمستوى نفسه الذي أظهره في المباريات الأولى، فإنه سيكون قريباً من تثبيت مكانته أساسياً في تشكيلة شتوتغارت، وقد يصبح أحد أبرز الوجوه الجديدة في الدوري الألماني خلال الأشهر المقبلة.
ويُعدّ عامل اللغة عنصراً محورياً في نجاح مسيرة اللاعبين أو فشلها داخل أنديتهم الجديدة، إذ لطالما كان حاجز التواصل أحد أبرز العراقيل أمام نجوم كبار لم يتمكنوا من الاندماج بشكل كامل، وتُجسد حالة الجناح الويلزي، غاريث بيل، مثالاً واضحاً على ذلك، فرغم المستويات الرفيعة، التي قدمها مع ريال مدريد الإسباني، فإنّ عجزه عن إتقان اللغة الإسبانية عرقل تأقلمه مع محيطه، وأضعف من حضوره داخل غرفة الملابس.
وعلى النقيض تماماً، تمكن النجم الفرنسي، كيليان مبابي، من خطف الأنظار، منذ أول ظهور له مع النادي الملكي، حين فاجأ الجميع بإلقاء كلماته في مؤتمر تقديمه باللغة الإسبانية بطلاقة، وهو ما عكس جهوزيته للتكيف مع البيئة الجديدة، ومنح هذا التفصيل البسيط مبابي أفضلية سريعة، ساعدته في الدخول مباشرة في صميم المشروع الرياضي لـ"الميرينغي"، ليُنهي موسمه الأول هدافاً للفريق، ومتوجاً بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي.