بعد الصيف الأصعب هذا هو الصيف الأجمل لإيطاليا

بعد الصيف الأصعب هذا هو الصيف الأجمل لإيطاليا

03 اغسطس 2021
إيطاليا حققت إنجازات رياضية كبيرة هذا الصيف (Getty)
+ الخط -

في تاريخها الرياضي الطويل لم يسبق أن عاشت إيطاليا صيفاً كهذا، الإنجازات التي تحققت فيه كانت أقرب إلى الأحلام، البعض منها لم يكن ليخطر في بال أحد، فمنذ سنة تماماً، كانت إيطاليا كما العالم أجمع تعيش صيفاً صعباً بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، لكن الصيف الإيطالي كان الأصعب بكل تأكيد.

ما عاشه هذا البلد كان مرعباً، أول الصور عن الوباء كانت من إيطاليا، من ميلانو وبرغامو وضواحيهما، الأخبار التي بدأت تصل إلى العالم قبل ذلك من ووهان الصينية لم تكن ترافقها المشاهد التي تصف الواقع أكثر، أما في إيطاليا فعاش العالم الرعب مباشرة على الهواء. وفعلاً لم يكن أحد وقتها يفكر بما سيكون عليه الحال في الصيف التالي، أساساً لم يكن هناك وقت لذلك.

خلال سنة كاملة مرت إيطاليا من الأصعب إلى الأجمل، من الكابوس إلى الحلم، الناس الذين اختفوا في منازلهم قبل عام، نزلوا إلى الساحات ليحتفلوا، ودموع الحزن والخوف تحولت إلى دموع فرح وأمل.

هو درس من دروس الحياة، من يريد أن يتعمق أكثر ربما لن يجد ما حصل مجرد صدفة، البعض يقول مستحيل أن تكون كذلك، ليس صدفة أن أول البلدان معاناة هو أكثرهاً فرحاً بعد عام.

في إيطاليا لطالما استخدموا الأوقات الصعبة من أجل تحفيز أكبر للرياضيين، ليس أكيداً أنه لو أقيمت بطولة "يورو 2020" والأولمبياد في موعدهما لكانت النتائج ذاتها، تحويل الصعوبات إلى أفراح هو اختصاص إيطالي، يعرفه جيداً من يتابع تاريخ هذا البلد.

الأحلام هذا الصيف كانت كثيرة، الفوز بلقب بطولة "يورو 2020" هو أحدها طبعاً، كيفية الفوز أيضاً أعطت جمالاً أكبر للحلم، على إنكلترا في ويمبلي في النهائي، هذه أعلى قمة في روعة الإنجاز لمانشيني ولاعبيه.

وفي مكان ليس بعيداً عن "ويمبلي" كان بيريتيني يلعب نهائي "ويمبلدون"، في حدث تاريخي غير مسبوق للاعب إيطالي في البطولة الأعرق على مستوى التنس، وبعدها بأسابيع كان العالم يسأل عن ذلك الإيطالي الذي تأهل الى نهائي سباق المائة متر في الأولمبياد، هو أمر لم يسبق أن فعله أي إيطالي آخر، وكان الجواب اسمه مارسيل جاكوبز وهو الآن أسرع رجل في العالم.

بالتأكيد ما حققه جاكوبز هو المستحيل بعينه بالنسبة للإيطاليين، لدرجة دفعت بواحد من أشهر الصحافيين للتغريد بعد السباق وهو يكاد لا يصدق ما حصل: "إنها نهاية العالم"، وقبله بدقائق كان تامبيري يحقق أول ذهبية من نوعها لإيطاليا في الوثب العالي مناصفة مع البطل القطري معتز برشم، ليحتفل مع جاكوبز بعناق يكاد لا ينتهي.

لا، هي ليست نهاية العالم، ربما تكون بدايته الجديدة لأكثر البلدان معاناة قبل سنة من الآن، صورة جاكوبز يحتضن تامبيري وقبلها صورة مانشيني يعانق فيالي في ملعب "ويمبلي"، تختصران كل الكلام، فيها كل الأحلام الإيطالية، فيها كيف يصبح المستحيل ممكناً.