بايرن ومانشستر سيتي في نهائي الأبطال

بايرن ومانشستر سيتي في نهائي الأبطال

27 فبراير 2021
هل يفوز واحد منهما بلقب دوري أبطال أوروبا (Getty)
+ الخط -

كل المؤشرات ترشح متصدر ترتيب الدوري الألماني حامل اللقب بايرن ميونيخ ومتصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز مانشستر سيتي لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بالنظر لما أظهره الفريقان من قدرات فنية وبدنية، فردية وجماعية، ومستويات كروية عالية، في ظل تراجع نتائج وأداء الأندية الأوروبية الأخرى المتعودة على لعب الأدوار المتقدمة في المسابقة على غرار يوفنتوس، ليفربول، برشلونة وريال مدريد.

وبالنظر لنتائج مباريات ذهاب ثمن نهائي المسابقة، التي شهدت 7 منها خسارة الأندية المضيفة في سابقة أولى من نوعها عبر التاريخ ، في حين كان بورتو الفريق الوحيد الذي نجح في الفوز على ميدانه أمام يوفنتوس، ونجحت الأندية الإنكليزية كلها خارج قواعدها، مقابل سقوط حر لثلاثة فرق إسبانية على أراضيها وهي برشلونة، إشبيلية وأتلتيكو مدريد.

وغياب الجماهير عن مدرجات الملاعب لم يكن في نظر المتتبعين سبباً وحيداً لسقوط الأندية المضيفة، وربما اضطرار ثلاثة فرق من أصل ثمانية إلى استقبال ضيوفها خارج بلدانها صنع الفارق، بسبب الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المعتمدة في كل من إسبانيا وألمانيا، والتي تحظر دخول المقيمين في بريطانيا إلى البلدين، ما كان له انعكاس مباشر على النتائج باعتبار أن المباريات جرت في ملاعب محايدة.

لكن ذلك لم  يمنع إجماع المتتبعين على قوة "سيتي" و"البافاري" و بدرجة أقل تشلسي وليفربول و"الباريسي"، وتراجع الأندية الإيطالية والإسبانية خلال الفترة الحالية متأثرة بتداعيات الفيروس، التي انعكست على مردود اللاعبين ومداخيل الأندية ومعنويات كل الفاعلين في كرة القدم بدرجات متفاوتة. 

ولم يلتقِ "سيتي" مع "البافاري" في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي ولن يمنعهما أحد من بلوغ النهائي المستحق لكل منهما بدون منازع، خاصة مانشستر سيتي الذي يملك كل مقومات المنافسة على الرباعية بفضل تعداده الثري الذي سمح لغوارديولا باعتماد سياسة المداورة، من دون أن يتأثر أداء الفريق ونتائجه التي فاقت كل التوقعات بتحقيقه تسعة عشر انتصاراً على التوالي في جميع المسابقات، من بينها اثني عشر انتصارا خارج القواعد، وعدم تلقيه لأية خسارة منذ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في جميع المسابقات، ولا أي هدف في دوري الأبطال منذ الجولة الأولى في دوري المجموعات، بفضل منظومة قوية لم تتلقَ سوى خمسة عشر هدفا في خمس وعشرين مباراة.

وهي أرقام سمحت له باعتلاء ريادة ترتيب الدوري بفارق عشر نقاط، والتأهل إلى نهائي كأس الرابطة، ونصف نهائي كأس إنكلترا، في انتظار تحقيق أرقام جديدة محلية وأوروبية يدخل بها التاريخ.

بايرن ميونخ من جهته صار مرعبا منذ فاز بالثمانية أمام البرسا الموسم الماضي، وتوج باللقب أمام البياسجي في النهائي، ثم بلقب كأس العالم للأندية ، ولم يعد يرحم لا صغيرا ولا كبيرا في ألمانيا وفي أوروبا باحتلاله ريادة ترتيب الدوري منذ انطلاقته إلى غاية إطاحته بلازيو في روما بالأربعة، في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال بقيادة الآلة التهديفية البولندية روبيرت ليفاندوفسكي، وجيل من اللاعبين الشبان الذين عبروا بالفريق في مرحلة التجديد إلى مستوى يليق بقيمة وسمعة النادي البافاري، الذي سيجد نفسه أمام تحدي الحفاظ على لقبه الألماني وتاجه الأوروبي أمام مدربه السابق الإسباني بيب غوارديولا، الذي يبقى نظريا المرشح الأول للتتويج بدوري أبطال أوروبا الذي يبقى غايته الكبرى بعد كل الإنفاق الذي فاق ملياري دولار على مدى العقدين الماضيين .   

واستثمر كل من "سيتي" وبايرن ميونخ تراجع أداء ونتائج الإندية الأنكليزية والألمانية محلياً، وفي انهيار برشلونة وتراجع مستوى النادي "الملكي" ويوفنتوس وأتليتيكو أوروبياً، وقد يستغلان تراجع ليفربول الذي عاش شهر فبراير أسود كلفه أربع خسارات متتالية، والمركز السادس في الترتيب قد يقصيه من المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، بعدما صار فريقا هشا، بل ضعيفا في الدفاع غير قادر على الفوز حتى أمام الصغار.

وهو نفس السيناريو الذي يحدث للإيطاليين الذين راحوا يحملون مسؤولية الانهيار للحكام، خاصة في مواجهة أتلانتا أمام النادي "الملكي، التي طرد فيها الحكم لاعباً واحتسب ركلة حرة مشكوك فيها للريال ما أخرج المدرب الشهير كابيلو عن صمته متحدثا عن شكوك تراوده بعد الذي تعرض له لاتسيو، أتلانتا ويوفنتوس في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال حسب تقديره، فيما تحدثت وسائل الإعلام الإيطالية عن مؤامرة تتعرض لها الفرق الإيطالية .

كل هذه الأسباب والعوامل لن تقلل من أحقية مانشسر سيتي وبايرن ميونخ في التتويج بدوري الأبطال السابع للبايرن والأول للسيتي، إلا إذا حدثت مفاجأة، بل معجزة، في زمن صار فيه كل شيء واردا بسبب تفشي فيروس كورونا الذي غير كثيرا من المعطيات في الكرة وغير الكرة.

المساهمون