باريس سان جيرمان جمع روسياً وأوكرانياً.. كيف التعايش بينهما؟

03 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:18 (توقيت القدس)
زابارني بقميص نادي باريس سان جيرمان أمام تولوز، 30 أغسطس 2025 (كاثرين ستينكستي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نادي باريس سان جيرمان يضم اللاعب الأوكراني إيليا زابارني واللاعب الروسي ماتفي سافونوف، رغم التوترات السياسية بين بلديهما، مع التزام زابارني بالاحتراف ودعم العزلة عن كرة القدم الروسية.
- إدارة النادي تتعامل بحذر مع الوضع، محافظة على المهنية والاحترام بين اللاعبين، مع تجنب نشر صور قد تثير قراءات سياسية، بينما يسعى المدير الفني لويس إنريكي لإبعاد الفريق عن الإسقاطات السياسية.
- التحديات في فصل السياسة عن الرياضة تتكرر في أوروبا، خاصة بعد استبعاد الأندية والمنتخبات الروسية من المسابقات الدولية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

لم يتردد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي في الإقدام على خطوة جريئة، بعدما جمع بين لاعب أوكراني وآخر روسي في صفوفه، في وقت لا تزال فيه الحرب بين البلدين تلقي بظلالها الثقيلة على مختلف التفاصيل. وقد استثمر النادي الباريسي 63 مليون يورو للتعاقد مع المدافع الأوكراني إيليا زابارني بعد تألقه في الدوري الإنكليزي الممتاز مع بورنموث، بينما يواصل الحارس الروسي ماتفي سافونوف تمثيل الفريق منذ الموسم الماضي. وحتى الآن لم يلتقِ اللاعبان معاً داخل الملعب، ولكن مجرد وجودهما في غرفة الملابس أثار تساؤلات تتجاوز حدود الرياضة.

وفي هذا الإطار، لم يتأخر زابارني كثيراً قبل أن يكسر صمته لأول مرة منذ وصوله إلى باريس سان جيرمان مطلع شهر أغسطس/آب الماضي، واضعاً حداً لكل التكهنات بشأن موقفه من زميله الروسي. وقال الدولي الأوكراني في تصريحات نقلها موقع أر إم سي سبورت الفرنسي، أمس الثلاثاء: "بلادي تعيش حرباً منذ أربع سنوات، والروس معتدون يسعون إلى تدمير حرية أوكرانيا واستقلالها. الحرب مستمرة، ولا تربطني أي علاقة بالروس".

ومع تجدد الأسئلة حول إمكانية الفصل بين السياسة والرياضة، أوضح صاحب الـ47 مباراة دولية مع منتخب أوكرانيا أنه ملتزم بمبدأ الاحتراف، ليضيف في هذا الشأن بقوله: "عليّ أن أتعامل مع زميلي في الفريق بمستوى مهني في التدريبات، وسأفي بجميع واجباتي تجاه باريس سان جيرمان، لكن طالما أن الحرب مستمرة، فأنا أؤيد بشكل كامل العزلة التامة لكرة القدم الروسية عن الساحة العالمية".

من جانبها، كشفت صحيفة لو باريزيان الفرنسية في وقت سابق، أن العلاقة بين زابارني وسافونوف "بقيت ضمن حدود المهنية والاحترام، دون تجاوزات أو توترات علنية"، كما أن إدارة باريس سان جيرمان تتعامل مع الملف بحذر بالغ، خاصة في الجانب الإعلامي، حيث تتحاشى نشر صور قد تعكس نوعاً من الألفة بين اللاعبين، حتى لا تفتح الباب أمام قراءات سياسية أو انتقادات قد تضر بالنادي وصورته أمام الرأي العام الأوروبي.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

أما المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان، الإسباني لويس إنريكي، فقد اختار مقاربة مختلفة، محاولاً إبعاد غرفة الملابس عن أي إسقاطات سياسية، وأكد منذ بداية الموسم أن كرة القدم يجب أن تبقى مساحة جامعة، لا ساحة صراع، وقال في هذا الصدد: "الرياضة، وخاصة كرة القدم، هي أداة لبناء الوحدة لا الانقسام، هي مساحة تجمع الناس بعيداً عن المصالح السياسية والاقتصادية".

ولا تعتبر الحالة جديدة على كرة القدم الأوروبية، إذ شهد عام 2022 واقعة مشابهة في أتالانتا الإيطالي، حين ظهر الأوكراني رسلان مالينوفيسكي وهو يتحدث ويحتفل مع زميله الروسي أليكسي ميرانتشوك، ما أثار عاصفة من الانتقادات في بلاده، واضطر اللاعب حينها للاعتذار علناً، قبل أن يجد نفسه في جدل آخر بعدما صافح الروسي ألكسندر غولوفين، لاعب موناكو، خلال مباراة مع أولمبيك مرسيليا في الدوري الفرنسي.

وتكررت المعضلة نفسها في رياضات أخرى، حيث وُضعت لاعبة التنس الأوكرانية ييليزافيتا كوتليار تحت ضغط كبير، بعدما صافحت منافستها الروسية في بطولة أستراليا للشباب 2024، بينما رفضت مواطنتها مارتا كوستيوك مصافحة آنا بلينكوفا في مارس/آذار الماضي، ولم تكن المبارزة أولغا خارلان استثناءً، إذ استُبعدت من بطولة العالم 2023 بعد رفضها مصافحة الروسية آنا سميرنوفا. ويجدر بالذكر أنه منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، استُبعدت الأندية والمنتخبات الروسية من جميع المسابقات التي يشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".

المساهمون