انطلاق "رولان غاروس": بداية منتظرة لهاليب ونادال

انطلاق "رولان غاروس": بداية منتظرة لهاليب ونادال

27 سبتمبر 2020
هاليب تسعى لتحقيق لقب جديد (Getty)
+ الخط -

تخوض الرومانية سيمونا هاليب بطولة "رولان غاروس" للتنس، وهي الأعلى تصنيفاً لدى السيدات في ظل انسحاب الأسترالية آشلي بارتي الأولى عالمياً بسبب تداعيات فيروس كورونا، واليابانية المصابة ناومي أوساكا. ولا يمكن استبعاد الأميركية سيرينا وليامز من التوقعات أيضاً، في ظل محاولة المخضرمة إحراز لقبها الـ24 في البطولات الكبرى ومعادلة الرقم القياسي.

وصحيح أن رولان غاروس هي الأقل تتويجا لسيرينا في البطولات الكبرى، إلا أنها رفعت اللقب في باريس أعوام 2002 و2013 و2015. وتُعدّ الاسبانية غاربينيي موغوروسا التي تفوقت على سيرينا في نهائي 2016 منافسة أخرى على اللقب، فيما عادت البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا، الأولى عالميا سابقاً، إلى مستوياتها وبلغت نهائي فلاشينغ ميدوز حيث خسرت أمام أوساكا.

وبعد تحقيقها مفاجأة الموسم الماضي ببلوغ المباراة النهائية، تسعى التشيكية ماركيتا فوندروشوفا لتسلق الأدوار مجدداً، وذلك بعد استعادة مستواها في الأسبوعين الماضيين وبلوغها نصف نهائي دورة روما الإيطالية، حين خسرت أمام مواطنتها كارولينا بليشكوفا المصنفة ثانية في "رولان غاروس".

وانسحبت بليشكوفا بعد ذلك من نهائي روما أمام هاليب بعد تعرضها لإصابة بفخذها اليسرى، وذلك بعد خسارتها المجموعة الأولى، فرفعت الرومانية رصيدها إلى 14 فوزا تواليا محرزة لقبها الثاني بعد العودة من حجر كورونا. وترى بليشكوفا أن هاليب هي المرشحة الأوفر حظا في باريس، في بطولة كانت مقررة في فصل الربيع، وتم تأجيلها بسبب تفشي فيروس كورونا وقالت: "أعتقد أنها ستكون المرشحة الأبرز لدى السيدات، بسبب الطريقة التي تلعب فيها راهنا، لعبت أيضاً في براغ (أحرزت اللقب) على التراب".

وتابعت بليشكوفا "أشعر بأنها واثقة. بالطبع ستكون خطيرة، أعرف أن الطقس لن يكون رائعا في باريس، لذلك ستكون الاحتمالات صعبة بخوض مباراة شرسة ضدها". وقالت هاليب قبل المواجهة "أن تخوض رولان غاروس في شهر أيلول فهذا غريب نوعاً ما. لكن من الجيد أن نحظى بفرصة اللعب في هذه البطولة. يجب أن نشكر الجميع للقتال من أجل إتاحة هذه الفرصة".

بداية مشوار نادال

يقف ملك الملاعب الترابية الإسباني رافاييل نادال على بُعد لقب كبير واحد من معادلة رقم الأسطورة السويسري روجيه فيدرر في بطولات "الغراند سلام"، لكن بعد 15 سنة من تتويجه الأول في رولان غاروس يبدو الـ"ماتادور" معرضاً أكثر من أي وقت مضى لفقدان لقبه.

ويبلغ رصيد نادال الرائع في رولان غاروس 93 فوزاً وخسارتين فقط منذ عام 2005، عندما أصبح بعمر المراهقة أول لاعب يحرز اللقب في محاولته الأولى منذ السويدي ماتس فيلاندر عام 1982. لكن ابن الـ34 سنة رفع رصيده إلى 19 لقباً في البطولات الكبرى بينها 12 في رولان غاروس (رقم قياسي)، وتتزامن مشاركته الراهنة مع غياب فيدرر الذي يتعافى من جراحة بركبته، ما يقرّبه أكثر من التتويج للعام الرابع توالياً في باريس.

لكن عوامل مختلفة أدت الى ارتفاع حظوظ منافسيه، خصوصا الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول عالميا والنمساوي دومينيك تييم المتألق بشكل كبير، والمتوّج في فلاشينغ ميدوز الأميركية على أرض صلبة. واعتبر النجم السابق الألماني بوريس بيكر الذي عمل لفترة مدربا لديوكوفيتش، أن البطولة المقامة عادة في فصل الربيع والمؤجلة بسبب تفشي فيروس كورونا ستكون أصعب على نادال هذه المرة.

وقد تؤدي ظروف الطقس إلى ملاءمة نجوم الأرض الصلبة وتقليص خطر الكرات اللولبية من نادال، ما قد يصب في مصلحة اللاعبين الآهرين مثل تييم الذي حل وصيفاً لنادال في رولان غاروس آخر سنتين. ويخوض نادال منافسات بطولة "رولان غاروس" دون إحرازه أي لقب ترابي للمرة الأولى، إذ خسر بمجموعتين أمام الأرجنتيني دييغو شفارتسمان في ربع نهائي دورة روما الإيطالية، في مشاركة كانت الأولى له في غضون ستة أشهر.

وفي هذا الإطار قال نادال الذي فضّل الغياب عن بطولة فلاشينغ ميدوز للتحضير لرولان غاروس "لا وقت للأعذار. لم أشارك في الدورات لفترة طويلة. خضت مباراتين جيدتين. هذه سنة مميزة ولا يمكن توقع أحداثها. قمت بعملي هنا، بعضه كان جيدا والبعض الآخر سيئا. على الأقل خضت ثلاث مباريات".

وبرغم الثغرات الواضحة في مسيرة نادال قبل البطولة، يرى ديوكوفيتش أن الاسباني سيكون مرشحاً قوياً لرفع اللقب مجدداً، وقال ديوكوفيتش الباحث عن إضافة لقب ثان في باريس بعد تتويجه الوحيد في 2016 "الرقم القياسي الذي يملكه هناك، تاريخ نتائجه، لا يمكنك مقارنة أي لاعب به". وأضاف الصربي في حدثه "لكن كما تعرفون، أظهر دييغو أن نادال قابل للخسارة على التراب. ظروف مباراتهما، من الواضح أن الطين كان ثقيلا والكرة لم ترتد بقوة عن الأرضية، رطوبة، مباريات ليلية، سنجد ذلك في باريس أيضا. أنا متأكد أن هذه الأمور لا تناسبه لأنه يحب الارتداد القوي للكرات".

وأضاف ديوكوفيتش القريب بدوره من فيدرر (17 لقبا كبيراً) "يحب الظروف الحارة والسريعة، حيث بمقدوره ضرب الكرات اللولبية. برغم ترشيحه، أعتقد أن بعض اللاعبين قادرون على التغلب عليه هناك". وبحال إكماله المسار حتى النهاية، سيصل رصيد انتصارات نادال في رولان غاروس إلى مئة فوز، وهو إنجاز لم يحققه في بطولات كبرى سوى فيدرر والأميركيات سيرينا وليامس ومارتينا نافرتيلوفا وكريس إيفرت.

(فرانس برس)

المساهمون