الوفاء.. قصة صراع أخيرة بين ميسي ورونالدو

الوفاء.. قصة صراع أخيرة بين ميسي ورونالدو

26 يوليو 2022
النجمان خلال لقاء برشلونة ويوفنتوس بدوري الأبطال (نيكولو كامبو/Getty)
+ الخط -

لطالما شغل الصراع بين النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، في السنوات الأخيرة، جميع الجماهير الرياضية، التي خاضت نقاشات مطولة حول اللاعب الأفضل من بين النجمين.

وارتكزت هذه المقارنات بين اللاعبين أساساً على الأهداف والمهارة الفردية، وكذلك الضربات الرأسية، بالإضافة إلى التسديد من بعيد، وأشياء أخرى، لكن القيم الإنسانية تهم المعجبين أيضاً في مختلف أنحاء المعمورة، لتتصدر صفة الوفاء المشهد، كحلقة جديدة للتنافس بين "البرغوث" و"الدون"، خصوصاً مع الوضعية الجديدة التي يعيشها البرتغالي في ناديه مانشستر يونايتد، بعد أن رفضه أكثر من فريق يشارك في دوري الأبطال، رغم موافقته على تخفيض راتبه بنسبة وصلت لـ30 بالمئة.

رونالدو.. المصالح الشخصية أولاً؟

يرغب "صاروخ ماديرا"، في مغادرة فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي، خلال فترة الانتقالات الحالية، الذي ساهم في حصوله على أول كراته الذهبية، بسبب عدم نجاحه في التأهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي تعتبر المسابقة الأهم لرونالدو، والتي يبحث دائماً عن تحسين أرقامه فيها، وبالتالي فإنه لم يبالِ، لا بفضل "الشياطين الحمر" عليه عندما كان لاعبا ناشئا حين قدمه للعالم، ولا بالتصريحات العديدة للمدير الفني الجديد، إريك تين هاغ، حول رغبته في بقاء كريستيانو مع الفريق، خصوصاً أن النادي لا يملك لاعباً آخر في مركزه كقلب هجوم في الوقت الحالي، رغم المؤشرات الإيجابية التي أظهرها العائد من إشبيلية الإسباني، أنتوني مارسيال.

أنانية مفرطة

سجل قائد منتخب البرتغال، أهم إنجازاته الرياضية مع نادي ريال مدريد الإسباني، لكنه لم يتوانَ لحظة في اتخاذ قرار المغادرة، رغم رغبة الفريق الملكي في بقائه، وذلك بعد أن رفضت إدارة فلورنتينو بيريز، زيادة راتبه السنوي، في الوقت الذي كان يحصل على أعلى راتب في الفريق، ليترك جميع الإنجازات التي حققها خلف ظهره، في خطوة قد يكون ندم كثيراً على اتخاذها، إثر فشله في أغلب محطاته التالية.

حلقة جديدة مع يوفنتوس

أعاد اللاعب الفائز بخمس كرات ذهبية في يوفنتوس، ما قام به مع ريال مدريد، واتخذ سريعاً قرار المغادرة، بعد تراجع نتائج "السيدة العجوز" محلياً، وعدم الموافقة على الزيادة في راتبه، ليغادر الفريق قبل أيام قليلة من غلق فترة الانتقالات، ويترك الفريق في ورطة حقيقية، بسبب غياب البديل المميز في مركز قلب الهجوم، ويؤكد مرة أخرى أنه لا يهمه إلا نفسه وأرقامه، أكثر من مصلحة الفرق التي يلعب لها، وهو ما يتجلى حتى في طريقة لعبه، وتعامله مع زملائه.

ميسي عنوان الوفاء

غادر ميسي معقله نادي برشلونة الإسباني، الذي قضى معه أغلب فترات مسيرته الكروية، في اللحظات الأخيرة، وفي حركة تدل على وفائه، رغم قرار الفريق تخفيض راتبه بنسبة وصلت لـ50 بالمئة، مع إمكانية الحصول على أكثر من الراتب الذي وافق عليه وهو 20 مليون يورو سنوياً، في أي فريق آخر، كما أن البعض حاول توريطه برواية، أنه رفض التنازل عن 30 بالمئة إضافية، لكن ليو في المؤتمر الصحافي، الذي ودع فيه الفريق باكياً، نفى جملة وتفصيلاً، أن يكون الفريق قد طلب منه ذلك، مشيراً أنه قام بكل ما طلب منه للبقاء في برشلونة، لكن التوازنات المالية للنادي الكتالوني، حكمت عليه بالمغادرة.

قصة متواصلة في باريس

رغم أن الموسم الأول لم يكن في مستوى تطلعات ليونيل ميسي، في تجربته الأولى خارج برشلونة، مع نادي باريس سان جيرمان، مع ما عاشه من صافرات استهجان من قبل جماهير الباريسي، خصوصاً إثر مغادرة مسابقة دوري أبطال أوروبا، ورغم أن فريقه السابق فتح أمامه أبواب العودة من جديد، إلا أن ميسي أصر على الوفاء بالتزاماته التعاقدية مع الباريسي، عكس ما يفعله الدون حالياً مع اليونايتد الذي يصر على مغادرة الشياطين الحمر رغم أن عقده لا يزال متواصلاً مع الفريق والذي عاد إليه للتدريبات، وفي ذلك فصل آخر من فصول قصص الوفاء لليونيل، مع الفريق الذي آمنت به إدارته ولا تزال.

المعادلة الصعبة

لطالما طلب من البرغوث الأرجنتيني قبل وصوله إلى باريس، مغادرة نادي برشلونة الإسباني، من أجل تأكيد تميزه حتى خارج أسوار معقل الكامب نو، وإثبات أنه قادر على خطف الأنظار مع أي فريق آخر، مثل ما فعل رونالدو الذي تألق في بداياته مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، في تجربته الأولى، كما أنه زاد بريقه في تجربته الثانية مع ريال مدريد الإسباني، إذ أثبت البرتغالي أنه يعشق كثيرا التحديات، وفي إصراره على مغادرة مسرح الأحلام في الفترة الحالية، إلا بحثاً عن تحد آخر له، وبين عشق الدون للتحديات ووفاء البرغوث للألوان، فصل آخر من فصول المقارنات التي لن تنتهي بين أعظم لاعبين في السنوات الأخيرة، بعالم الساحرة المستديرة.

المساهمون