الهريش: مستقبلي في خطر ولهذا السبب انضممت إلى قسنطينة الجزائري

النجم الليبي الهريش: مستقبلي في خطر ولهذا السبب انضممت إلى قسنطينة الجزائري

24 سبتمبر 2020
النجم الليبي الواعد الهريش (محمد الجوهري/Getty)
+ الخط -

حالة من التوتر يعيشها نجم كرة القدم الليبية زكريا الهريش بسبب الخلاف الحاصل بينه وبين إدارة ناديه الحالي الأهلي طرابلس الذي رفض منحه أوراق انسحابه من أجل إكمال مشوار الاحتراف، بعد أن خاض تجارب وصفت بالناجحة في ملاعب مونتينيغرو ومن ثم المغرب وأخيرا في الجزائر، ليصبح مؤخرا محط أنظار عدد من الأندية الأوروبية والعربية، لكن العرض الأهم تلقاه من نادي  بانديرما سبور التركي، الذي ينشط في الدرجة الأولى، فضلا عن محاولات نادي شباب قسنطينة الجزائري المستمرة للإبقاء على اللاعب والحصول على عقده لمواسم قادمة بعد أن وقع على سبيل الإعارة من النادي الليبي لمدة ستة أشهر.

هذه العروض قوبلت جميعها بالرفض من إدارة الأهلي طرابلس التي فضلت عودة اللاعب إلى ليبيا من أجل المشاركة الأفريقية وتحديدا في كأس الكونفيدرالية، رغم استمرار توقف الدوري إلى حين عقد الجمعية العمومية، التي قد يتعذر عقدها بسبب الأزمة الليبية، وظروف جائحة كورونا التي تفشت بشكل كبير في أغلب المدن والمناطق الليبية.

الموقف الذي اتخذته إدارة الأهلي طرابلس جعلت من الجماهير الليبية تعبر عن تضامنها مع اللاعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن فضل الهريش البقاء في الجزائر ولم يبد أية رغبة في العودة إلى ليبيا، بسبب ضبابية المشهد حول مصير عودة الدوري الليبي، لتقترب صحيفة وموقع "العربي الجديد" من اللاعب زكريا الهريش للحديث عن أزمته ومعرفة تفاصيلها ومدى إمكانية الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين في هذا الحوار:

- بداية ما هي الأسباب التي جعلتك تتخذ هذه الخطوة مع النادي الذي يربطك به عقد حتى نهاية العام القادم؟

أشكركم على إتاحة الفرصة لإيضاح موقفي للجماهير الليبية، خصوصا في ظل اللغط الكبير الحاصل عبر وسائل الإعلام المحلية، وفي حقيقة الأمر أنا اليوم مصدوم للغاية وأنا أشاهد مستقبلي وهو يسير صوب نفق مظلم وطريق مسدود، خصوصا أن طموحاتي كانت كبيرة لرفع راية بلادي خارجيا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها ليبيا، لأقرر الرحيل قبل سنتين للاحتراف، وفي كل مرة يكون ذلك على سبيل الإعارة نظرا لالتزامي مع إدارة نادي الأهلي طرابلس التي احترمت قراري في وقت كانت فيه ليبيا أفضل حالا من اليوم. ورغم أنني لم أساوم النادي الأهلي، ولم أنظر للجانب المادي عندما قررت الاحتراف إلا أن الهدف هو تحقيق مكاسب فنية، وهذا ما حدث، فبمجرد نجاحي في سوتييسكا المونتنيغري أصبحت لاعباً دولياً، وانتقلت الموسم الماضي في تجربة قصيرة مع فريق اتحاد طنجة المغربي لمدة نصف موسم حتى يناير/كانون الثاني 2020 وقررت فسخ التعاقد بالتراضي رغم مطالبات الجماهير باستمراري، إلا أنني فضلت الانضمام في فترة الانتقالات الشتوية إلى صفوف شباب قسنطينة الجزائري، لكن الموسم لم يكتمل بسبب جائحة فيروس كورونا لتنتهي مدة الإعارة، وفي وقت كنت أبحث عن مستقبل أفضل لمواصلة مشوار الاحتراف، تفاجأت برفض إدارة الأهلي طرابلس لهذة الفكرة رغم عدم وجود دوري.

- لماذا ترفض العودة للأهلي خصوصاً أن عقدك مازال ساريا؟

أنا لست ضد العودة إلى النادي الأهلي، هذا خطأ يحاول البعض ترويجه لدى الجماهير الأهلاوية التي أكن لها كل التقدير والاحترام، وأؤكد لها أنني لن ألعب في ليبيا إلا في النادي الذي أعشقه وهو الأهلي طرابلس، ولكن الاختلاف الحاصل اليوم هو هل من المنطقي أن أعود إلى بلاد لا تملك دوريا، أليس من أجل مصلحة الكرة الليبية وجود أكبر عدد من اللاعبيين الليبيين في الخارج، ليعود ذلك بالنفع على المنتخب، قد أكون ملتزما بعقد مع الأهلي رغم عدم حصولي على نسخة منه، ولكن أنا أقدر إدارة النادي وطلبت منها التنازل عن أي حقوق لضمان استمراري في الخارج، لكن رئيس النادي ساسي أبو عون، رفض ذلك رغم أنه كان إحدى الشخصيات التي حرصت على نجاحي واحترافي بالخارج، واليوم اختلفت المعاملة، وشعرت بأن هناك نوعاً من الظلم أتعرض له..

- لماذا لم تمنح الأهلي أي ضمانات على الأقل لحفظ حقوق النادي؟

بالعكس تماما، كنت مبادرا وقلت لرئيس النادي أتعهد بأنني لن ألعب في ليبيا سوى مع الأهلي طرابلس، ولكن بعد ختام مشوار الاحتراف لأنني على ثقة بنجاحي خارجيا والوصول إلى مراحل أفضل من الدوريات العربية، ولحفظ حقوق النادي المادية قدمت مبادرة مفادها أن أدفع  للأهلي طرابلس ما تبقى من قيمة العقد والبالغة نحو  100 ألف دولار، على أن يتم تسديدها على دفعات لمدة ثلاث سنوات، لأن ذلك سيكون من حسابي الخاص وهو ما رفضه رئيس النادي رغم أنه يعلم أنني لست من اللاعبين الذين يملكون ثروة كبيرة، كل هذا جعلني أتأخر في الرد على العروض التي تلقيتها سواء من تركيا وتونس والجزائر، ما دفع بعض الأندية لإيقاف المفاوضات، وهذا ما يجعلني اليوم أمام واقع مرير إما العودة إلى ليبيا في بلاد لا يوجد فيها أي معالم لكرة القدم، أو سأبقى متوقفا لمدة عام بدون اللعب إلى حين انتهاء عقدي.

أنتظر بفارغ الصبر مواجهة النجمين صلاح وأوباميانغ

- هل من حل آخر اليوم؟

في الحقيقة، كنت أتمنى أن يستمر الود بيني وبين إدارة نادي الأهلي، ولكن وجدت نوعاً من التجاهل رغم تعاطف الجماهير الأهلاوية معي وكذلك الوسط الرياضي في ليبيا، لهذا السبب سأنتظر بعض الوقت لأفسح المجال لإدارة النادي الذي أعشقه لوضع حل يضمن حقوقها، وإلا سيكون اللجوء إلى "فيفا" الحل الأخير، خصوصا أن محامي الخاص تعهد بأن تسير الأمور لمصلحتي ولكنني أضع حسابا كبيرا لجماهير الأهلي طرابلس ولا رغبة لي للخروج من الباب الضيق.

 

- في حال الوصول إلى حل هل ما زالت العروض قائمة؟

في ما يخص عرض نادي بانديرما سبور التركي، الذي ينشط في دوري الدرجة الأولى، فقد وصلت معهم إلى طريق مسدود واعتذرت منهم، أما نادي شباب قسنطينة الجزائري فقد قدم لي عرضا للاستمرار وجل التفاصيل على طاولة إدارة الأهلي، فقط ما أعانيه اليوم في ظل ظروف جائحة كورونا هو سوء الحظ، لأن أغلب الأندية تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وهذا ما جعل كل العروض التي وصلتني تشترط أن أكون لاعبا حرا، ولكن ذلك لم يحدث وآمل أن تشهد الساعات والأيام القادمة انفراجًا.

- رسالة تود إيصالها لإدارة الأهلي طرابلس وكذلك الجماهير؟

رسالتي فقط أتمنى من إدارة النادي ساسي أبو عون تقدير ظروفي خصوصا وأنني مازلت في بداية مشواري والنظر إلى طموحاتي على الأقل في هذه الفترة التي لا يوجد فيها دوري ولا نشاط، وأتعهد بأن أظل وفيا لقلعة الأهلي طرابلس، وخير سفير للكرة الليبية، وأرجو ألا أصل إلى طريق مسدود قد ينهي جميع أحلامي، أما الجماهير الليبية والأهلاوية، فأنا فخور لوقوفها إلى جانبي، وأنتظر المزيد من الدعم في قضيتي لكي تتخذ ادارة الأهلي الرأي الحكيم، فهذه المؤسسة لم تكن يوما قاسية على أبنائها وانا جزء من هذا الكيان.

- نتحدث عن المنتخب الليبي، ما هي طموحاتك رفقة زملائك؟

في الحقيقة ورغم ما أمر به خلال هذه المرحلة، إلا أن هناك رغبة كبيرة في التأهل رفقة زملائي إلى نهائيات بطولة أمم أفريقيا بالكاميرون 2021 وكذلك الحلم الأكبر الوصول لكأس العالم 2022 في دولة قطر.

كنت أتمنى أن يستمر الود بيني وبين إدارة نادي الأهلي، ولكن وجدت نوعاً من التجاهل رغم تعاطف الجماهير الأهلاوية معي وكذلك الوسط الرياضي في ليبيا

أما على الصعيد الشخصي فأسعى إلى أن أكون لاعبا مؤثرا في صفوف الفرسان رغم أن تجاربي كانت في السابق مع منتخب المحليين قبل أن تتم دعوتي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي لقائمة المنتخب الأول عن طريق المدرب التونسي فوزي البنزرتي وشاركت خلال مباراتي تنزانيا وتونس بالتصفيات لـ"كان 2021".

- قلت إنها رغبة وأحلام ولكن نحن اليوم أمام واقع صعب يعيشه منتخب الفرسان ألا ترى صعوبة في المهمة؟

أعتقد أن الوصول إلى بطولة أمم أفريقيا ليس أمراً مستحيلاً، ومنتخبنا قادر على انتزاع بطاقة العبور لأن مباريات غينيا ذهابا وإيابا ستكون مفتاح التأهل في حال تم استغلالها بالشكل الأمثل، لكن صعوبة المهمة تكمن في التأهل إلى كأس العالم، خصوصا أن منتخب ليبيا جاء في مجموعة صعبة تضم منتخبات مصر وأنغولا والغابون، ومع ذلك فأنا أنتظر بفارغ الصبر مواجهة اللاعب المصري محمد صلاح نجم ليفربول، ونجم منتخب الغابون أوباميانغ، ومعطيات المباراة والميدان لا تعترف بقوة الخصم وكل شيء وارد في عالم كرة القدم، وعلينا أن لا نرفع شعار الإحباط أو اليأس، لأن التأهل إلى المونديال حلم يراود كل اللاعبين وكذلك الشعب الليبي.

- ما هي العوائق التي تواجه المنتخب الليبي برأيك؟

العوائق التي تواجه فرسان المتوسط" تتمثل في اللعب خارج الديار، بسبب الحظر المفروض على الملاعب الليبية منذ أكثر من 5 سنوات، ومع ذلك فقد تأقلم اللاعبون مع الأمر الواقع وبات الأمر طبيعيا على الرعم من أن اللعب في ليبيا يظل أمرا مهما للغاية لنا كلاعبين.

المساهمون