المدير الرياضي في كرة القدم: ما أدواره وكيف يساعد الأندية؟

المدير الرياضي في كرة القدم: ما أدواره وكيف يساعد الأندية؟

27 مايو 2022
تكسيكي بيغيريستين المدير الرياضي لفريق مانشستر سيتي (Getty)
+ الخط -

تغيرت كرة القدم كثيراً خلال السنوات الأخيرة وباتت الأندية تصرف أموالاً طائلة في السوق من أجل بناء تشكيلات قوية تمكنها من المنافسة وحصد الألقاب المحلية والأوروبية، وفي وقت تُعتبر عملية إدارة الفريق من أصعب المهمات، إن كان لجهة تحديد هوية اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق أو إعداد خطط إدارية ومالية لبناء الفريق، برزت الحاجة للاعتماد على مدير رياضي في سُلّم وظائف الأندية.

واليوم بات المدير الرياضي أهم جزء في إدارات الأندية والذي يُعتبر أحياناً أهم من اللاعبين وحتى الرئيس، وذلك لأن دوره مهم جداً في تطوير الأندية وتحديد ما يحتاج إليه الفريق للمنافسة على الألقاب، ووفقاً لأهميته ماذا يفعل المدير الرياضي وما هي وظيفته؟ وما هي أهم مسؤولياته وهل تحتاج إليه الأندية فعلاً؟

من هو المدير الرياضي؟

لا يوجد توصيف دقيق لمُسمى المدير الرياضي في كرة القدم، فيُمكن اعتباره بمثابة كبير المديرين التنفيذيين أو مدير لمهام رياضية محددة، وعليه تختلف مسؤوليات العمل وفقاً لعدة عوامل، مثل البدل الذي يعمل فيه، وقوة الدوري أو الدرجة التي يلعب فيها الفريق الذي يعمل فيه، بالإضافة إلى نوعية النادي، ففي إيطاليا وألمانيا برز دور المدير الرياضي لسنوات ودوره واضح، بينما في إنكلترا مثلاً ما زال دوره محدوداً وليس هناك توجه للأندية من أجل التعاقد مع رجل يعمل في هذا المنصب الإداري.

وعلى صعيد كرة القدم يُعرف المدير الرياضي بأسماء تقنية مُحددة مُتعارف عليها اليوم، مثل المدير التقني للفريق، مدير كرة القدم، مدير العلاقات الكروية. والدور نفسه ما زال غير واضح كثيراً بسبب ضبابية المهام المختلفة، ولهذا السبب يجب على أي نادٍ تعريف مهمة المدير الرياضي قبل التعاقد معه، وذلك بهدف تحديد مسؤولياته داخل النادي.

وفي هذا الإطار، ووفقاً لموقع "فوتبول جوبز وورلد"، هناك بعض المسؤوليات الأساسية للمدير الرياضي وهي على الشكل التالي: مساندة الفريق الأول والمدرب في القرارات الرياضية، الحفاظ على علاقة جيدة مع مالك النادي وكل اللاعبين والموظفين لأنه أهم صلة وصل بين الجميع داخل الفريق، توظيف رؤساء لكل الأقسام لتقديم تقارير خاصة له لمعرفة الوضعية الكروية، خلق وتطبيق فلسفة خاصة للنادي لجميع الفئات العمرية، وهو ما يظهر من خلال طريقة اللعب على أرض الملعب، إنشاء وتطوير شبكة كشافين للمواهب والتي تُساعد على التعاقد مع أفضل المواهب واللاعبين وفقاً لمتطلبات الفريق، مسؤولية مباشرة على بيع وشراء اللاعبين في سوق الانتقالات، حرصه حصول لاعبي الأكاديمية ولاعبي الفريق الأول على كل المتطلبات من أجل تطوير مستوياتهم الفنية.

وفي الأندية الصغيرة مثلاً بعض المديرين الرياضيين يتولّون بعض المهام الإدارية التي تتعلق بالقرارت الرياضية أولاً، بينما في بعض الأندية الكبيرة يختلف الأمر، إذ إن مهمة المدير الرياضي هي التعامل مع سوق الانتقالات (بيع وشراء)، ووفقاً لهذه المعطيات لا يجب الحُكم على أداء مدير رياضي يعمل في الدوري الإنكليزي مثلاً مقابل مدير رياضي مع فريق في الدوري النمساوي، وذلك لأن الواجبات والمسؤوليات تختلف كثيراً.

أهمية تعيين مدير رياضي في النادي؟

مع ارتفاع قوة سوق الانتقالات وارتفاع قوة الأندية المالية في السنوات الأخيرة، باتت عملية إدارة الفريق على صعيد بيع وشراء اللاعبين وأي عملية تتعلق بالقرارات الرياضية من أصعب الوظائف، وعليه تحتاج إلى رجل مناسب في المكان المناسب لإدارة كل التفاصيل الصعبة. وفي السنوات الأخيرة اتجهت أندية البريميرليغ لتعيين مدير رياضي، وذلك من أجل تحقيق نجاحات كبيرة في الميركاتو، وجذب أفضل المواهب التي تلعب في جميع دوريات العالم.

وتأتي أهمية التعاقد مع مدير رياضي في ظل التضخم الكبير الذي تشهده كرة القدم على الصعيد الاقتصادي من أجل تحسين وضعية الأندية مالياً، وذلك من خلال الإدارة الصحيحة. ففي وقت ترتفع فيه أسعار اللاعبين في السوق بنسب مرتفعة جداً، تبقى قائمة اللاعبين المُميزين كما هي ولا تتغير كثيراً، مع بروز بعض المواهب من موسم إلى آخر وليس بشكل دائم.

ومن هنا تأتي أهمية وجود مدير رياضي في الفريق من أجل الحد من المخاطر المالية التي من الممكن أن يتعرض لها أي فريق، وإدارة الشؤون الرياضية بالطريقة الصحيحة، ولهذا السبب بدأت أندية البريميرليغ مؤخراً في التعاقد مع مديرين رياضيين بهدف تطوير العمل الإداري الرياضي.

ونجاح المدير الرياضي لا يعتمد على النجاح الرياضي فقط، بل أيضاً النجاح الاقتصادي أيضاً، وذلك لأن تحقيق الأرباح المالية والحفاظ على ميزانية سليمة من خلال تنظيم كل الوظائف التي يعمل عليها سيسمح للنادي بالتعاقد مع أفضل اللاعبين والمنافسة على أفضل الألقاب، ويُجنب تعرض النادي للأزمات المالية بسبب سوء إدارة المسؤوليات المُحددة له.

فمثلاً معدل بقاء مدرب في الدوري الإنكليزي هو 14 شهراً، وهذا الأمر يعني دخول جهاز فني جديد مع كل موسم وتغييرات كبيرة على صعيد تشكيلة النادي وانتداب عناصر جديدة، وهنا ربما تبرز مشكلة تضخم في العداد البشري، وبالتالي مشكلات مالية كبيرة، وهنا يأتي دور المدير الرياضي في إنشاء فلسفة رياضية إدارية مُحددة يسير على نهجها، بالإضافة لخطة رياضية واستراتيجيات ترفع من قيمة النادي في السوق وفي المنافسات على أرض الملعب.

في المقابل يوجد في كرة القدم حالياً عدد من المديرين الرياضيين المُميزين وأفضل 5 بحسب موقع ترانسفر ماركت هم على الشكل التالي: رالف رانغنيك الذي سيعمل مديراً رياضياً مع مانشستر يونايتد في الموسم المقبل، تيكسكي بيغرستيان واحد من الأنجح حالياً مع مانشستر سيتي الإنكليزي، جيوسيبي ماروتا مدير فريق يوفنتوس الإيطالي، مونشي المدير الرياضي لفريق إشبيلية، وهو الأكثر شهرة، وهناك مايكل زورق، المدير الرياضي لفريق بوروسيا دورتموند الألماني.

المساهمون