المحترفون والكرة المصرية.. موسم المعاناة والنهاية الحزينة
استمع إلى الملخص
- النادي الأهلي يعاني من مشكلات مع محترفيه، حيث فشلت تجربة يحيى عطية الله بسبب الإصابات، وغاب علي معلول عن نصف الموسم للإصابة، وافتقد رضا سليم بسبب إصابة قوية.
- أندية مصرية أخرى تواجه مشكلات مع محترفيها، مثل الاتحاد السكندري وسموحة وفاركو والإسماعيلي، الذي واجه أزمة بسبب حظر الفيفا على القيد.
يُعد نادي الزمالك أبرز ضحايا الأندية المصرية مع عالم المحترفين في الموسم الجاري، الذي بدأت ملامحه تظهر بعد أسابيع قليلة من انطلاق الموسم، والبداية كانت فسخ عقد المحترف البنيني سامسون أكينيولا مقابل 600 ألف دولار أميركي، لعدم حاجة المدير الفني البرتغالي جوزيه غوميز إليه، وتصاعدت الأزمات بلاعب آخر هو عمر فرج المحترف الفلسطيني الوافد من الدوري السويدي، الذي لم يقدم أوراق اعتماده، بعدما وصل إلى هناك نظير مليون دولار، ليعار لنادي ديغر فورس السويدي نظير تحمّل الأخير راتب اللاعب.
وتصاعدت أزمات الزمالك أكثر مع المحترفين على خلفية فسخ البولندي كونراد ميشالاك، المعار من نادي أحد السعودي، عقدَه مع الزمالك في فبراير/ شباط الماضي، وقدم شكوى ضد النادي في الاتحاد الدولي "فيفا"، وطالب بمستحقات مالية تصل إلى 700 ألف دولار، بخلاف تعويض مالي آخر من الزمالك، بعدما غاب تماماً عن الصورة، واعتبروه في النادي الأبيض صفقة من الصفقات الفاشلة.
وجاءت آخر ضربات الزمالك مع المحترفين مع التونسي المخضرم حمزة المثلوثي، قلب الدفاع المميز، الذي تعرّض لإصابة في الرباط الصليبي في توقيت عصيب، واضطر الزمالك معه لاستقدام ثنائي مدافع دفعة واحدة لتعويضه: المغربي صلاح الدين مصدق والمصري أحمد حسام، في الميركاتو الشتوي الماضي من نهضة الزمامرة والجونة (على الترتيب). ولا تتوقف أزمة الزمالك عند المحترفين الكبار فقط، بل لديه أزمة مع المحترفين تحت السن، بعدما اختفى لاعبه السنغالي سيدي ندياي عدة أسابيع، وهو صفقة جديدة استُقدمت في ميركاتو 2024 الصيفي، بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية، وعدم مشاركته في مباريات الفريق الأول أيضاً، رغم محاولات النادي إقناعه بقبول اللعب مع فريق الشباب على أمل تسويقه فيما بعد للإعارة.
كما تعاقد الزمالك مع محترف آخر كلّفه 250 ألف دولار، وهو الغيني جيفرسون كوستا المدافع، بناءً على طلب المدرب السابق غوميز، وهو أيضاً مقيد تحت السن، وكان يتدرب مع الفريق الأول، ولكن مع رحيل غوميز عن الزمالك، اختفى تماماً بدوره - أي جيفرسون كوستا - وخرج من حسابات المدرب التالي السويسري كريستيان غروس، ثم البرتغالي جوزيه بيسيرو، المدير الفني الحالي، اللذين قادا الأبيض بعد رحيل مدربه غوميز إلى الفتح السعودي. ويعيش نادي الأهلي أزمة كبيرة بسبب فشل تجربة المغربي يحيى عطية الله، الظهير الأيسر الوافد من سوتشي الروسي نظير 500 ألف دولار للإعارة موسماً واحداً مع خيار الشراء النهائي.
وكان الأهلي يعوّل على المحترف يحيى عطية الله كثيراً في حلّ أزمة الجبهة اليسرى، ويخطط لشرائه وضمّه نهائياً، ولكن اللاعب لاحقته الإصابات تارة بكسر في الوجه، وتارة بإصابة عضلية، ليغيب عن الملاعب مدة تخطت 4 أشهر، وبات رحيله عن الفريق الأحمر شبه مؤكد في ختام الموسم الجاري مع عدم تفعيل عقده في ناديه.
وعاش الأهلي ورطة أخرى مع لاعب كبير في الجبهة اليسرى، هو علي معلول المحترف التونسي في صفوفه منذ عام 2016، الذي غاب عن نصف الموسم الأول للإصابة، ثم جرى قيده في القائمة في الميركاتو الشتوي، وتجديد عقده مقابل مليون دولار سنوياً، ولكن عانى معلول من تجاهل المدير الفني السويسري مارسيل كولر، ورفضه الرهان عليه في تشكيلته الأساسية، ودخوله في أزمة مع لجنة التخطيط، بسبب قيده رغم طلب المدرب قبلها التعاقد مع جناح محترف، بدلاً من النجم التونسي، بداعي أن الأخير تقدم في العمر، وتراجع مستواه للإصابة.
وافتقد الأهلي منذ مطلع العام الجاري خدمات محترف ثالث، وهو رضا سليم الوافد إلى الأهلي منذ عام 2023 من نادي الجيش الملكي مقابل مليونين و200 ألف دولار، وتعرض لإصابة قوية، ليُستبعَد من القائمة في منتصف الموسم لغيابه عن الملاعب المصرية مدة لن تقل عن ستة أشهر مع تحمّل الأهلي، كما تنص اللوائح، قيمة عقده، ليتكرر سيناريو الموسم الماضي، عندما تعرض اللاعب نفسه لإصابة قوية تسببت في غيابه عن المباريات عدّة أشهر.
ويمثّل المحترفون في الكرة المصرية معضلة بالنسبة إلى الأندية، ما بين فشل جماعي أو فسخ العقود مبكرًا، يتصدرهم نادي الاتحاد السكندري، الذي تعاقد قبل بداية الموسم مع لاعب برتغالي يدعى فيليب ناسيمينتو، ولكنه غاب تماماً عن المباريات عدة أشهر بداعي الإصابة، كما تسببت تغييرات المدربين في اختفائه.
وفي الإسكندرية أيضاً، شهد نادي سموحة فسخ عقد النيجيري جونيور أجايي بعد عام كامل من المفاوضات التي دارت بين الطرفين اللاعب والنادي في ظل ضخامة راتبه السنوي، ورحل اللاعب بعد أن نال أكثر من 500 ألف دولار واستمرار وضعه بديلاً في المباريات. كما شهد نادي فاركو السكندري رحيل لاعبه السوداني سيف تيري، بطل أشهر عقوبة في تاريخ فاركو، وهي إيقاف القيد بسبب مستحقات نادي المريخ السوداني بعد مدة طويلة لم يقدم فيها اللاعب المنتظر منه بصفته هدافاً سودانياً كان فاركو يعتمد عليه هجومياً.
وانضمّ إلى القائمة في الكرة المصرية أيضاً نادي الإسماعيلي، الذي واجه أزمة فريدة من نوعها في الميركاتو الشتوي الماضي، عندما ظنّ أن فيفا وافق على رفع الحظر عن إيقاف القيد لديه ليتعاقد مع الثنائي السنغالي عبد العزيز سيسيه وسليمان كوليبالي، وكذلك العاجي يايا سوغودغو، لدعم صفوفه، ثم اكتشف أن إيقاف القيد الشتوي مستمر، ولم يُلغى، ليصبح نادي الدراويش مطالباً بكلّ مستحقات المحترفين الأفارقة الثلاثة في صفوفه.