الكوكي:السطايفية استثناء في الجزائر وأنصح بلماضي الرائع بهذه الأسماء

الكوكي لـ"العربي الجديد: "السطايفية" استثناء في الجزائر... وأنصح بلماضي الرائع بهذه الأسماء

09 فبراير 2021
المدرب التونسي نبيل الكوكي تحدث عن فريقه وبلماضي (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -

يقود المدرب التونسي نبيل الكوكي فريقه نادي وفاق سطيف الجزائري إلى مستويات رائعة، مكنته من اعتلاء صدارة الدوري الجزائري الممتاز لكرة القدم، والمراهنة جديا على اللقب في الموسم الجاري الذي دخله الفريق بقوة.

وحل الكوكي ضيفا على "العربي الجديد"، في حوار حصري تحدث خلاله عن أرقامه القياسية مع وفاق سطيف، وأسرار نجاحه، وعن مستوى الكرة الجزائرية، إضافة إلى مواضيع أخرى، أبرزها واقع منتخب تونس وإمكانية تدريبه "نسور قرطاج" مستقبلا.

 

- يصنفك التونسيون أنك أحد أبرز المدربين خارج الوطن حالياً، ماذا يعني لك هذا الوصف؟

- الحمد لله، هذه الإشادة تهبني حافزا معنويا كبيرا للتقدم أكثر في مسيرتي والوصول إلى القمة، صدقا أعمل حاليا في أحد أقوى الدوريات العربية، فالجزائر تملك فرقا قوية ولها وزنها في أفريقيا، أبذل كل ما في وسعي لتشريف صورة المدرب التونسي في الخارج، كما يساهم نجاحي مع سطيف في إشهار اسم نبيل الكوكي في عالم التدريب.

 

- عند توقيعك للوفاق، كانت وضعية الفريق صعبة جدا، ألم تشعر بالخوف من الأمر في البداية؟

- فعلا، عند انضمامي إلى الفريق العام الماضي، كانت وضعيته الإدارية صعبة وكان النادي يتخبط في المشاكل، ما تسبب في انتقال 8 لاعبين مؤثرين إلى فرق أخرى، لقد تسلمت وفاق سطيف وفي رصيده 7 نقاط فقط حصدها في 9 مباريات، لكني لم أتردد في قبول المهمة، وبدأنا تدريجيا في تحسين وجه الفريق، وها نحن الآن نحصد ثمار ذلك العمل الجبار الذي شاركت فيه جميع الأطراف داخل النادي.

 

- ماذا يعني لك تدريب نادي وفاق سطيف؟

- لا بد أن أؤكد أن اسم وفاق سطيف ومكانته في الكرة الجزائرية والأفريقية شجعاني على التوقيع للنادي من دون تفكير طويل، لقد صرحت في البداية أن موقع الوفاق آنذاك لا يليق بتاريخه الكبير، وعلينا جميعا أن نتحد لأجل النادي حتى يعود إلى مكانه الطبيعي، حاليا أنا مرتاح كثيرا في سطيف، فهو استثنائي والإدارة والجماهير راضون تماما عن النتائج، وهذا يعطيني القوة والحماس.

 

- كسبت في وقت وجيز قلوب الجماهير، ما السر في ذلك؟

- لقد حددنا استراتيجية واضحة لتطوير أداء الفريق، أولا اعتمدنا على بعض الركائز الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومنذ اللقاء الثاني لي مع الوفاق أدركت أن مستقبل النادي يقوم على مواهبه الصاعدة، لذلك عولنا كثيرا على اللاعبين الشبان الذين غيروا وجه الفريق، لم نجر تعزيزات كبيرة واقتصرنا فقط على ضم ميصالة مرباح والفرنسي الجزائري حليم مدور، في المقابل نجد أن أندية أخرى في الدوري تعاقدت مع 9 أو10 لاعبين دفعة واحدة.

 

- هل يكفي تألق الموهبة الصاعدة محمد أمين عمورة وبقية اللاعبين الشبان لعودة سطيف لحصد الألقاب؟

- عمورة موهبة صاعدة في الكرة الجزائرية، إنه لاعب رائع ويقدم مستويات جيدة منذ الموسم الماضي، قبل أن يبرز هذا العام بشكل كبير، لقد أخذ الثقة في نفسه وصار داعما أساسيا لانتصارات النادي، وأتوقع أن يكون لهذا اللاعب شأن كبير في الكرة الجزائرية مستقبلا، وخلافا لعمورة، نملك خزانا كبيرا من اللاعبين الشبان، رغم ذلك لا بد من تعزيز الفريق بلاعبين جدد حتى نقدر على المنافسة جديا على الألقاب.

 

- ما هي المراكز التي تحتاج تعزيزات في وفاق سطيف؟

- أولا لا بد من المحافظة على المجموعة الحالية للاعبين الذين كانوا في حجم تطلعاتنا، فبفضلهم حققنا 27 نقطة خلال 12 مباراة، لذلك فنحن لا نواجه ضعفا في أي مركز وإنما نطالب بعناصر جديدة بسبب الإصابات المتكررة التي لحقت باللاعبين جراء النسق القوي للمباريات، سأتحدث مع الإدارة لتحديد حاجيات الفريق في فترة التنقلات القادمة، وسنرى ما يمكن فعله.

 

- حدثنا عن رقمك القياسي مع فريقك؟

- فعلا حققنا رقما قياسيا مع وفاق سطيف، يتمثل في بقائنا مدة عام وشهرين من دون أي هزيمة في منافسات الدوري الجزائري، لقد قضينا مسيرة رائعة امتدت لـ25 مباراة لم نحقق فيها سوى الانتصارات وبعض التعادلات، قبل أن نخسر منذ أيام ضد مولودية الجزائر بهدف لصفر، لكننا حافظنا على المركز الأول في الترتيب العام، والأكيد أن هذه الأرقام القياسية ستعطينا حماسا كبيرا لبقية المباريات في الموسم.

 

- تتويج السطايفية بدوري أبطال أفريقيا 2014 جعل الجماهير تحلم بإعادة هذا الإنجاز، ألم يسلط ذلك ضغطاً عليك؟

- من حق الجماهير أن تحلم بدوري الأبطال، إنه حلم الجميع، لأن وفاق سطيف فريق كبير وقدره المراهنة دائما على الألقاب، طبيعي أن أعمل تحت الضغط وهذا ما يميز الفرق الكبرى، لكن على "السطايفية " أن يدركوا أن معدل أعمار اللاعبين صغير جدا، لذلك علينا أن نقف جميعا إلى جانبهم، سنسعى هذا العام للوصول إلى الدور النهائي لمسابقة الكونفدرالية، وأن نراهن جديا على لقب الدوري الجزائري، حينها يمكن أن نتحدث عن دوري الأبطال مستقبلا.

 

- أتعتبر أن اللعب خلف الأبواب المغلقة من دون جماهير خفض من منسوب الضغط على اللاعبين الشبان؟

- هذا غير صحيح، على العكس، جماهير وفاق سطيف تمثل مصدر قوتنا فهم رائعون، ومن دونهم نشعر بنقص معنوي كبير، لقد ضربوا مثالا في الوفاء سواء عندما نلعب في سطيف أو خارجها، والجميع شاهد كيف حضر أنصارنا بالآلاف في ملعب وهران لمساندتنا الموسم الماضي، صدقا اشتقنا لهم كثيرا ونتمنى أن يعودوا إلى مقاعدهم في أقرب وقت، كل شيء رائع في سطيف، فالميدان قريب من المدرجات ما صنع أجواء شبيهة بالملاعب الإنكليزية.

 

- برأيك ما الفرق بين الدوري التونسي والدوري الجزائري؟

- لا توجد فروقات عديدة، ربما الدوري الجزائري يتسم بالاندفاع والحماس، نظرا لأنه يضم 20 فريقا يخوض كل منها 38 مباراة في الموسم، كما يملك اللاعب الجزائري فنيات رائعة، أما الدوري التونسي فيتفوق بالجانب التكتيكي، إضافة لتصديره عديد اللاعبين إلى الدوريات الأوروبية والأجنبية، أما النقاط المشتركة فهي عديدة، وأبرزها التشابه الكبير في عقلية اللاعبين وأسلوب تفكيرهم.

 

- ما حكمك على أداء المنتخب الجزائري مع المدرب جمال بلماضي؟

- أعتقد أن قرار الاتحاد الجزائري التعاقد مع ابن البلد جمال بلماضي كان صائبا ومثاليا، بعد أن نجح المدرب الرائع في السيطرة على النجوم الذين ينشطون في الفرق الأوروبية الكبيرة، وصنع مناخا جيدا من التفاهم فيما بينهم بفضل معرفته عقلية اللاعب الجزائري، فتمكن من فرض الانضباط في صفوف المجموعة وأحكم التواصل معهم بسهولة، وأتوقع أن بلماضي سيقود "الخضر" إلى نجاحات جديدة مستقبلا.

 

- من هي المواهب الصاعدة التي ترشحها للعب مع المنتخب الجزائري مستقبلا ؟

- صحيح أن أغلب لاعبي المنتخب الجزائري ولدوا في أوروبا وخصوصا في فرنسا، لكن الدوري المحلي قادر على تعزيز "الخضر" بلاعبين جيدين مثل إسحاق بوصوف الذي انتقل إلى بلجيكا، وعمورة ويوسف دالي، هؤلاء ينقصهم فقط صقل مواهبهم والإحاطة بهم لتطوير مهاراتهم، ولا ننسى أن إسلام سليماني خرج من الدوري الجزائري وهو أحد أهم العناصر المحترفة في أوروبا حاليا.

 

- ما الذي ينقص منتخب تونس ليصل إلى مستوى شقيقه الجزائري؟

- شخصيا أفتخر بمنتخب تونس رغم كل الانتقادات التي يواجهها في الفترة الأخيرة، صحيح أننا لا نملك نوعية جيدة من اللاعبين المحترفين خارج تونس باستثناء نجم كولن الألماني إلياس السخيري، الذي أعتبره أفضل لاعب ينشط خارج الوطن، لكن نتائجنا مرضية وبإمكاننا تحسينها لو نجحنا في تسريح اللاعبين إلى فرق كبيرة في سن مبكرة.

 

- هل تعتقد أن التونسي حمزة رفيعة سينجح في تجربته مع يوفنتوس؟

- أجل أنا متفائل جدا بهذا اللاعب، فوجوده في يوفنتوس في حد ذاته يعد اعترافا بمستواه الجيد، ليس من العبث أن يقحم الفريق الإيطالي حمزة رفيعة جنبا إلى جنب مع رونالدو، إنه لاعب رائع وينتظره مستقبل كبير، لا ننسى أنه لم يتجاوز بعد سن الـ21 وهو قادر على التطور والتحسن، وهنا أثمن السياسة الجديدة للاتحاد التونسي لكرة القدم التي تقوم على البحث عن اللاعبين المغتربين.

 

- كنت من بين المرشحين لتدريب منتخب تونس، هل تنتظر فرصتك؟

- طبعا كل مدرب في العالم يحلم بقيادة منتخب بلاده، تلقيت عرضا في السابق للانضمام إلى الجهاز الفني لـ"نسور قرطاج"، لكنى أطمح أن أكون المدرب الأول وأتمنى أن تأتي الفرصة مستقبلا، أملك كل الشروط التي يحتاجها المنتخب الوطني، لقد خضت 50 مباراة على المستوى الأفريقي مع الأندية التي دربتها، خصوصا مع نادي الهلال السوداني والصفاقسي والنادي الأفريقي، ولي الخبرة الكافية لتدريب المنتخب التونسي.

 

- وما تقييمك للجهاز الفني الحالي بقيادة منذر الكبير؟

- أولا لا بد من أن نشد على يد رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء الذي أعطى الثقة للجهاز الفني المحلي، وأنا منبهر بالعمل الجبار الذي يبذله منذر الكبير ومساعده عادل السليمي، والأكيد أن نجاحهما سيفتح أبواب المنتخب لبقية المدربين التونسيين مستقبلا.

 

- ما رأيك في قانون اعتماد اللاعب الجزائري محلياً في الدوري التونسي؟

- تصب هذه التجربة في مصلحة لاعبي اتحاد شمال أفريقيا بشكل عام وليس الجزائريين فقط، فهم يتحمسون للعب في الدوري التونسي لعديد الأسباب، أهمها الحافز المادي، فأنديتنا تنفق أموالا طائلة في التعاقدات، كما أن عديد الجزائريين استفادوا من اللعب في دوري أبطال أفريقيا مع الأندية التونسية، وأصبحوا محل متابعة من جمال بلماضي، لكن هذا القانون أضر باللاعب المحلي وأضعف حظوظه في الانضمام إلى المنتخب، وهنا أقترح تخفيض عدد الأجانب في الدوري التونسي إلى 3 أو 4 على أقصى تقدير، حتى يحصل اللاعب المحلي على وقت أطول في اللعب.

 

- برأيك من هو الأفضل، محمد صلاح أم رياض محرز؟

- صراحة لا يمكن تفضيل أحد منهما على الآخر، كلاهما بصدد كتابة التاريخ في أقوى الفرق في إنكلترا والعالم، صلاح يلعب بانتظام مع ليفربول، ما مكنه من النجومية وتحقيق عديد الألقاب مع الفريق وعلى المستوى الشخصي كذلك، أما محرز فلم يأخذ وقتا كبيرا للعب مع مانشستر سيتي، لكنه قدم مستويات رائعة مع الجزائر وقاد منتخب بلاده إلى التتويج بكأس أفريقيا، وهنا يتفوق محرز على صلاح، لكنني أضعهما في المرتبة ذاتها.

المساهمون