استمع إلى الملخص
- تهدف البطولة إلى تسليط الضوء على الملاعب السورية والمطالبة برفع الحظر الدولي المفروض عليها، بعد تحويلها إلى ثكنات عسكرية خلال الحرب، مع جهود لإعادة تأهيل المنشآت الرياضية.
- عبّر المشجعون عن أملهم في أن تكون البطولة خطوة نحو عودة النشاط الرياضي ورفع الحظر، مما يعيد الحياة إلى الرياضة السورية المتأثرة بالحرب.
أقيمت، أمس الجمعة، على ملعب الفيحاء في دمشق، جنوبي غرب سورية، المباراة النهائية من بطولة "سورية المستقبل" التي جمعت بين قطبي الكرة السورية، الاتحاد والكرامة، وسط حضور جماهيري كبير واهتمام واسع من الأوساط الرياضية السورية، وانتهت بفوز نادي الكرامة بركلات الترجيح بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، بعد مباراة حماسية شهدت عودة الروح إلى المدرجات والملاعب السورية.
وتهدف بطولة "سورية المستقبل" إلى تسليط الضوء على الملاعب السورية والمطالبة برفع الحظر المفروض عليها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك بعد أن كانت قد حُولت من قبل نظام بشار الأسد المخلوع إلى ثكنات عسكرية، استخدمت لقصف المدنيين، بحسب القائمين على الحدث.
وقال فراس تيت، مسؤول الألعاب الجماعية في وزارة الرياضة والشباب السورية، في حديثه لـ"العربي الجديد": "بطولة سورية المستقبل تمثل رسالة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل رفع الحظر المفروض على الملاعب السورية. بطبيعة الحال، هذا الأمر ليس سهلاً، فنحن نسعى لرفع الحظر في ظل واقع رياضي صعب، إذ إن المنشآت الرياضية تعاني من وضع مزرٍ، لأنها حُولت إلى ثكنات عسكرية في المحافظات السورية، نتيجة إهمال النظام الذي استخدم هذه المنشآت لقصف الشعب السوري. ونحن، بإذن الله، نعمل حالياً على إعادة تأهيل المنشآت الرياضية ضمن مشروع رياضي متكامل، ومن المتوقع أن يبدأ هذا المشروع قريباً من أجل إعادة تأهيل الملاعب والمنشآت الرياضية في البلاد".
أما جمال أبو عبدو، وهو أحد المشجعين الذين حضروا اللقاء، فقال: "هذه المباراة تحمل رسالة سامية، فالنتيجة لا تهمنا بقدر ما نأمل أن يُرفع الحظر عن ملاعبنا. نتمنى أن نكون قد قدمنا صورة مشرّفة لنادي الكرامة، سواء من ناحية أداء اللاعبين أو من خلال جماهير النادي. كذلك نأمل أن نكون قد أعطينا انطباعاً إيجابياً عن الفريق. أما عن مشاعري، فنحن جميعاً اشتقنا لهذا النوع من المباريات، ولا سيما المغتربون العائدون إلى البلاد، فقد لمسنا شعورهم واحتياجهم لمثل هذه الفعاليات. نأمل أن يكون الموسم المقبل للدوري السوري قوياً، وإن شاء الله نفرح اليوم بفوز الكرامة ونهدي هذا الفوز إلى أهالي حمص".
ومن جانبه، أوضح المشجع بشار جمعة، قائلاً: "الحمد لله، كانت مباراة جميلة. لم أشاهد في حياتي مباراة بهذا المستوى في الدوري، أو حتى في مباراة ودية. كان هناك دائماً شيء ناقص. أما اليوم، فقد جئت مع زوجتي وابني من حمص لحضور اللقاء. لقد مضى وقت طويل منذ أن شاهدت مباراة من الملعب، إذ كنت أتابعها على شاشة التلفاز فقط. أنا مشجع للكرامة أباً عن جد، وهذا هو فريقنا. وأتمنى أن تبقى هذه الأجواء الجميلة مستمرة في بلدنا". ويأمل المنظمون والجماهير أن تكون هذه البطولة خطوة أولى نحو عودة النشاط الرياضي إلى كامل الملاعب السورية، ورفع الحظر الدولي عنها، بما يعيد الحياة إلى الرياضة السورية التي تأثرت لسنوات طويلة بسبب الحرب.