استمع إلى الملخص
- يواجه الكالتشيو أزمات عنف متزايدة، مثل صدامات ديربي روما ووفاة مشجع أتالانتا، مما دفع السلطات للتفكير في تغيير مواعيد المباريات لتجنب العنف المتكرر بين الجماهير.
- تتفاقم مشكلة العنصرية في الكالتشيو، مع تسجيل العديد من الانتهاكات، مما يضع الاتحاد الإيطالي في موقف صعب، بالإضافة إلى انتقادات رئيس الاتحاد الأوروبي لحالة الملاعب الإيطالية وتأخرها عن المعايير الدولية.
تعاقد الدوري الإيطالي لكرة القدم مع الأزمات الخطيرة، بعدما بات الكالتشيو عرضةً لانتقادات حادة بسبب المشاكل التي تتكرر كلّ أسبوع تقريباً، وسط أداء ضعيف للأندية الإيطالية في المسابقات الأوروبية.
فمنذ تتويج إنتر ميلانو بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 2010 على حساب بايرن ميونخ الألماني، لم ينجح أي فريق من الكالتشيو في التتويج بالمسابقة الأوروبية الأهم، وطوال هذه السنوات حصدت الأندية الإيطالية لقباً وحيداً في دوري المؤتمر الأوروبي، حيث كانت مشاركاتها تنتهي سريعاً وتعجز عن الوصول إلى المربع الذهبي في العديد من المناسبات، ما يؤكد تراجع قوتها وعجزها عن الصمود أمام قوة الأندية الكلاسيكية.
ويُواجه الكالتشيو باستمرار أزمة العنف المتزايد، بعدما شهدت مباراة ديربي روما بين ناديي روما ولاتسيو مؤخراً صدامات قوية، دفعت السلطات إلى التفكير في عدم برمجة المباريات المقبلة بين الفريقين في المساء، لصعوبة احتواء الخلافات عندما تُقام المواجهات في وقتٍ متأخر نسبياً. كما شهد الأسبوع الماضي وفاة مشجع لفريق أتالانتا خلال صدامات في ميلانو مع جماهير إنتر، رغم أن أتالانتا كان يتحضر لمواجهة مونزا، ولكن العداوة التاريخية بين جماهير الفريقين كانت سبباً في اندلاع صدامات، وهذه الأحداث تتكرر باستمرار في السنوات الأخيرة، إذ تغلق الطرقات بسبب المشاحنات بين الجماهير.
كما أن الكالتشيو أصبح بيئة نشطة للعنصرية والانتهاكات المستمرة، عبر منصات التواصل أو من قبل الجماهير أو بين اللاعبين، وجرى تسجيل عددٍ كبير من الحالات التي تسيء إلى اللعبة، ما وضع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في موقف صعب أمام عجزه المتواصل عن إيجاد حلول تُنهي هذه الأزمة التي باتت تزعج الكثيرين، بحكم أن عدد الانتهاكات المُعلن عنها في إيطاليا يفوق مختلف الدوريات الأخرى بزيادة متواصلة، مثل تصرفات جماهير أودينيزي في حق حارس ميلان، الفرنسي مايك مانيان، وغيرها من الفرق الأخرى.
كما أن تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين، بشأن حالة الملاعب في إيطاليا، تؤكد تأخر الكالتشيو عن بقية الدوريات الأوروبية القوية الأخرى، ذلك أن تشيفرين هاجم إيطاليا بقوة، معتبراً أن ملاعبها بعيدة عن المعايير الدولية، وقد سحب "يويفا" منذ أسابيع تنظيم نهائي دوري الأبطال في عام 2027 من مدينة ميلانو. وتُعتبر أندية الكالتشيو من أكثر الفرق في أوروبا التي تشترك بعض أنديتها في ملعب واحد، كما أن هذا الملعب لا يكون مجهزاً بشكل جيد مثل بقية ملاعب إسبانيا وألمانيا وإنكلترا. وكل هذه المعطيات تؤكد أن الكالتشيو يُراكم الأزمات، بوضعية صعبة ومعقدة مالياً ورياضياً وتنظيمياً.