حقق المنتخب التونسي انتصاراً صعباً وثميناً في الآن نفسه، الثلاثاء، على حساب مضيفه منتخب مالاوي، بنتيجة 1ـ0، من ركلة جزاء للنجم يوسف المساكني في الدقائق الأخيرة، ليُحقق الفوز الثاني توالياً في التصفيات لمونديال 2026 ويحصد العلامة الكاملة.
ولم يكن الانتصار سهلاً، بما أن منتخب مالاوي كان مستعداً منذ البداية من أجل تأكيد انتصاره الأول، ولكن المنتخب التونسي بفضل مستواه الجيد في الشوط الثاني، حقق انتصاراً ثميناً، وهو فوز ضمن للمدرب جلال القادري تحقيق ثلاثة مكاسب.
تصدّر المجموعة سريعاً
الحصول على 6 نقاط من أول مبارتين، كان هدف "نسور قرطاج" الأساسي من بداية التصفيات، وهو ما تحقق فعلاً رغم الصعوبات الكبيرة التي وجدها، ولكن في مثل هذه الوضعيات، فإن الأهم حصد أكبر عدد من النقاط، وخصوصاً بعيداً عن تونس، ذلك أن نتائج المنتخب التونسي بعيداً عن جماهيره لم تكن موفقة في المباريات الماضية، وأضاع الكثير من النقاط.
وهذه البداية الناجحة تجعل المنتخب التونسي ينهي النصف الأول من التصفيات بأفضل طريقة ممكنة، بما أنه كان في حاجة إلى الانتصار في مالاوي الذي يعتبر منافساً صلباً على ميدانه، وليس من السهل الانتصار عليه، خصوصاً وسط الغيابات التي لحقت بتشكيلة تونس، بل إن منتخب مالاوي لم يخسر إلا مرة واحدة في 4 مواجهات سابقة مع تونس في كل المسابقات، وكاد أن يقصيه من نهائيات كأس أفريقيا 2012 بعدما فرض عليه التعادل 2ـ2 في تونس ثم 0ـ0 في لقاء العودة.
ملامح التشكيلة
المواجهة أمام مالاوي كانت الأخيرة قبل حسم القائمة التي ستشارك في نهائيات كأس أفريقيا بداية المقبل، ولهذا فإن المدرب جلال القادري أمكنه معرفة قدرات العناصر الجديدة الكثيرة التي وجه لها الدعوة، وكذلك العناصر التي سجلت عودتها إلى المنتخب التونسي بعد استبعادها في الأشهر الماضية، ولهذا فإن المواجهة كانت مهمة للغاية.
فقد غاب عن منتخب تونس اللاعب حمزة رفيعة الذي كان من بين أفضل اللاعبين في المباراة السابقة. كذلك غاب حنبعل المجبري عن المعسكر الحالي، إضافة إلى إلياس العاشوري ومحمد علي بن رمضان، ولهذا فإن القادري اعتمد على أسماء جديدة بحثاً عن حلول إضافية في مختلف الخطوط. وبالفعل، فقد كسب بعض اللاعبين نقاطاً إضافية، وقدموا أنفسهم جيداً، مثل ياسين الخنيسي، في وقت فشل فيه الفرجاني ساسي.
وعمد جلال القادري إلى فرض ترتيب جديد لحراس المرمى، بعد أن لعب بشير بن سعيد أساسياً مكان أيمن دحمان، ولم يقبل أهدافاً في المباراتين، وبالتالي أمّن استمراره حارساً أول للنسور في المباريات القادمة وفي نهائيات أمم أفريقيا.
عودة الهدوء قبل "الكان"
الحصول على ثلاث نقاط في المالاوي، وكذلك العرض الجيد في الشوط الثاني، جعلا الجماهير تكون راضية عن الحصاد بشكل عام، رغم الانتقادات التي وجهت إلى بعض اللاعبين، وهو أمر يتكرر في كل المباريات تقريباً وكل المدربين يتعرضون لمثل هذه المواقف، ولكن من المؤكد أن القادري نجح في إعادة الهدوء إلى المنتخب التونسي وتفادي غضب الجماهير.
وسيكون بمقدور منتخب تونس وضع الخطط العريضة لبرنامج التحضيرات الخاص بنهائيات أمم أفريقيا في أفضل الظروف، بعد أن عوض "النسور" الهزيمتين أمام اليابان وكوريا الجنوبية في الشهر الماضي، وما نتج منهما من انتقادات قوية للمدرب القادري واختياراته.