العياري لـ"العربي الجديد": منتخب تونس بلا روح وهذا سبب بقاء هؤلاء على دكة الاحتياط

15 يناير 2025
العياري من أفضل المدربين في تاريخ تونس (العربي الجديد/فيسبوك/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرض منتخب تونس لكرة اليد لهزيمة أمام إيطاليا بنتيجة 32-25، مما أثار استياء المدير الفني السابق السيد العياري، الذي أرجع الخسارة إلى تراجع مستوى كرة اليد التونسية بسبب ضعف الاهتمام بقطاع الشباب ونقص خبرة المسؤولين.
- أشار العياري إلى أن أداء اللاعبين كان ضعيفاً نتيجة تراكمات فشل طويلة، مؤكداً أن الاتحاد التونسي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية لعدم بحثه في الأسباب الحقيقية لتراجع اللعبة.
- عبر العياري عن قلقه بشأن التأهل للدور الثاني، خاصة مع مواجهة الدنمارك والجزائر، مشيراً إلى غياب اللاعب محمد أمين درمول وتأثيره على الأداء الهجومي.

صدم منتخب تونس لكرة اليد، صاحب التاريخ الكبير، جماهيره، عندما تعرّض لهزيمة قاسية في اليوم الأول من بطولة العالم المقامة في الدنمارك والنرويج وكرواتيا، وذلك ليلة الثلاثاء أمام إيطاليا، التي تُشارك للمرة الثانية في المسابقة، وذلك بنتيجة 32 مقابل 25. وعبّر المدير الفني السابق لمنتخب تونس لكرة اليد، صاحب لقبي أمم أفريقيا مرتين، السيد العياري (72 عاماً)، عن حزنه الكبير للبداية السيئة جداً لمنتخب بلاده، وذلك في لقاء حصري مع "العربي الجديد"، عقب اللقاء تحدث خلاله كذلك عن أسباب الخسارة وأداء اللاعبين وأخطاء الجهاز الفني، بالإضافة إلى حظوظ الفريق في المباراة الثانية الخميس، أمام العملاق الدنماركي.

- هل كنت تتوقع أن تظهر تونس بهذا الوجه الضعيف أمام منتخب لا يملك تقاليد كبيرة في اللعبة؟

ما حدث هو نتيجة التراجع الكبير الذي تعرفه كرة اليد التونسية في الفترة الأخيرة، أعتقد أن السبب الرئيسي لهذا الانهيار ضعف العمل على مستوى قطاع الشباب والناشئين، أؤكد أن هذا الأمر أصعب من تدريب الفريق الأول، لكن للأسف في تونس لم نعد نهتم باللاعبين الصغار، وهذا يعود إلى نقص خبرة المسؤولين الذين يديرون الاتحاد، وكذلك هناك تقصير من الأندية، وبالتالي كل هذه الظروف أدت إلى النتيجة التي شاهدناها اليوم.

- هل تعتبر أن منتخب إيطاليا كان قوياً أم أن تونس هي التي ظهرت بمستوى ضعيف؟

قبل أن أتحدث عن المنتخب الإيطالي، يجب أن ننظر إلى مستوى اللاعبين التونسيين، فقد كان ضعيفاً للغاية، رغم أن هؤلاء أفضل العناصر في أنديتهم، لم ننجح على كل المستويات، سواء في الدفاع أو الهجوم أو حراسة المرمى، كنا خارج الموضوع تماماً وغابت الروح عن كل اللاعبين، لكن الوضع لا يقتصر على مباراة اليوم فقط، هذه نتيجة حتمية لتراكمات حدثت لسنوات طويلة، واليوم قمنا بأخطاء بدائية جداً في الملعب، بينما أظهرت إيطاليا كرة يد عصرية ومميزة، صحيح أنها تشارك للمرة الثانية في المونديال، لكن أن تتأهل عن قارة أوروبا فهذا ليس سهلاً، وهو ما يدل على أنها وضعت استراتيجية واضحة لتطوير اللعبة.

- هل تحمّل المدير الفني محمد علي الصغير مسؤولية ما حصل؟

طبعاً المدرب لديه جزء من المسؤولية، لكنه ليس الوحيد الذي يتحمل هذه الخيبة، أعتقد أن السبب لا يتعلق فقط بالجهاز الفني، المشكل أعمق بكثير من ذلك، لقد تداول على قيادة المنتخب عديد المدربين خلال السنوات الأخيرة، محليين أو أجانب، لكن الخيبات كانت متتالية والنتيجة واحدة، وهي الفشل في أغلب المسابقات القارية والدولية التي شاركنا فيها، بينما هناك من يتعمد إخفاء الأسباب الحقيقية لذلك، ويبحث فقط عن تحميل المسؤولية للمدربين وتبديلهم دائماً.

- أتقصد الاتحاد التونسي لكرة اليد؟

طبعاً، كان على الاتحاد التونسي أن يبحث في الأسباب الحقيقية لتراجع مستوى اللعبة في البلاد. شخصياً لم أجد فرصة للمساهمة برأيي، ومساعدتهم على إصلاح الوضع السيّئ، وهو ما أجبرني على رفض كل دعوات وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، لأنني اذا أدليت بتصريحات فإنني سأكون جريئاً، ولن أتحدث إلا عن الواقع الذي يتضمن الأشياء السلبية فقط، حينها سيعتبرونني معارضاً للاتحاد، لأن المسؤولين يريدون السيطرة والانفراد بالرأي، لذلك أقصوا المدربين تماماً عن دائرة اتخاذ القرار. أحياناً نشعر وكأننا أجانب وغرباء في بلادنا، وهو ما يفسر غياب الدور الفعلي للجنة الفنية في الاتحاد، الذي يقتصر للأسف على الأمور البسيطة، دون البحث عن إعادة هيكلة اللعبة.

- على المستوى الفني، ما أخطاء الجهاز الفني في مباراة إيطاليا؟

صراحة أنا استغرب بقاء بعض اللاعبين على الدكة، مثل أشرف المرغلي، وكذلك حازم باشا، إنه أفضل لاعب في مركز الظهير حسب رأيي، لكن المدرب اعتمد كثيراً على يوسف معرّف الذي أضاع عديد الأهداف، وارتكب أخطاءً أضرت بالفريق، بالإضافة الى عدم تمكين أسامة حسني وطارق جلوز من وقت طويل للعب، كذلك فإن المدرب اضطر إلى اللعب في بعض الأحيان بسبعة لاعبين، رغم ضعف خط الهجوم، لذلك تعرضنا لهجمات معاكسة، والمرمى كان شاغراً، وهو ما كلفنا قبول عديد الأهداف، بالإضافة إلى اعتماد الدفاع المسطّح الذي ترك المساحات لمنتخب إيطاليا، وهو ما جعلهم يتحكمون في نسق المباراة، لأننا عجزنا تماماً عن إيجاد الحلول وخصوصاً من الجناحين، لقد فشلنا في تسجيل أي هدف من هذا المركز.

- من اللاعب الذي تأسفت على غيابه عن قائمة منتخب تونس؟

دون شك إنه صانع الألعاب، المحترف في الدوري الألماني، محمد أمين درمول، لقد كان قادراً على تبديل وجه المنتخب ضد إيطاليا، لكن للأسف الإصابة حرمته المشاركة، ليترك فراغاً رهيباً على أرض الملعب، درمول هو اللاعب الوحيد القادر على البناء الهجومي وتقديم الكرات للاعبي الجناح الأيسر والأيمن، لذلك اضطر المدرب إلى التعويل على عبد الحق بن صالح، رغم إعلانه في وقت سابق رغبته في دمج الشباب، لكن غياب الحلول جعله يراهن على عبد الحق، في ظل غياب بلال العبدلي، الذي علمت أنه غاب عن المونديال بسبب الإصابة.

- كيف ترى حظوظ منتخب تونس في التأهل إلى الدور الثاني؟

اللقاء الثاني سيكون ضد الدنمارك، لا يجب أن نحلم بالفوز على هذا الفريق العملاق، نظراً لتباين موازين القوى بيننا، لكنني قلق بخصوص مباراتنا الأخيرة والحاسمة ضد الجزائر، المواجهة ستكون صعبة جداً لأن منتخب الجزائر يتميز بدفاعه القوي، وكذلك بروح الحماسة لدى لاعبيه، فريقهم بصدد التطور والعودة القوية إلى مستواهم السابق، بينما نحن نسجل تراجعاً رهيباً ومخيفاً، زد على ذلك فهي مباراة ديربي ولا تخضع تماماً لحكم مسبق.

المساهمون