العودة إلى الجذور.. المدرب العربي اليوم وغداً!

العودة إلى الجذور.. المدرب العربي اليوم وغداً!

16 ابريل 2022
ثقة الاتحاد التونسي كبيرة بالمدرب الوطني جلال القادري (فرانس برس)
+ الخط -

العنوان يُحيل إلى عدة تصورات ولكن بدون خيال شاسع. موضوعي يخصّ العلاقة بين المدرب الوطني وموقعه في الكرة العربية.

تجربة الأجانب أضافت لكرتنا العربية تجارب، خبرات ونتائج، وشربت الكرة من مختلف الكؤوس وتشبعت بمختلف المدارس، في الخليج مثلاً كانت المراهنة في سبعينيات القرن الماضي على الأسماء العربية من مصر وتونس والسودان.

ثم في سنوات الـ80 كان التوجه إلى المدرسة البرازيلية وأساساً عمالقة التدريب، فجاء تيلي سانتانا وماريو زاغالو وكارلوس ألبيرتو بيريرا، ومع أعوام الـ90 بدأت المدرسة الأوروبية حضورها القوي، من أوروبا الشرقية (صربيا وكرواتيا ورومانيا بالأساس) ثم بدأت موضة فرنسا والبرتغال وهولندا، وفي كل وقت وزمن كانت التجربة مع الخواجة تسود في الخليج والشام.

كانت الأسماء العربية التي نجحت معروفة؛ خليل الزياني، عمو بابا، أما في شمال أفريقيا فعدة اعتبارات حكمت للمدرب المحلي رغم موضة أعوام الـ60 والاعتماد على أوروبا الشرقية، الأسباب كانت حينها فنية، ففي فترة الـ60 كانت منتخبات شرق أوروبا قوية للذكر لا للحصر.

فاز الاتحاد السوفييتي بأول أمم أوروبا بعد نهائي ضد يوغسلافيا، وفي 62 وصلت تشيكوسلوفاكيا إلى المباراة النهائية في كأس العالم، وكانت المجر الأقوى على الصعيد الأولمبي، ثم اختلفت التجارب في عرب أفريقيا مع الفرنسيين، خاصة بسبب العامل التاريخي في تونس والجزائر والمغرب، مقابل الإنكليز في مصر. 

ورغم وفرة الأسماء الأجنبية فإنّ بصمة ابن البلد كانت موجودة. كان عبد المجيد الشتالي أول مدرب عربي في كأس العالم، وحقق البنزرتي وصافة مونديال الأندية مع الرجاء، ووصل عدنان حمد مع العراق إلى مربع ذهب الأولمبياد في أثينا 2004.

وعلى صعيد كأس أفريقيا حقق البطولة مراد فهمي ومحمود الجوهري وحسن شحاتة، وفي الجزائر تألق عبد الحميد كرمالي وجمال بلماضي، ومع الأسود تألق بادو الزاكي و....

في كلّ مرة يفشل المنتخب ترجع فكرة المدرب الأجنبي والعكس صحيح؛ تعيين إيهاب جلال على رأس منتخب مصر، ثقة الجامعة التونسية في جلال القادري للمواصلة، تطمينات بلماضي بمواصلة تدريب منتخب الجزائر، وللمدرب العربي حضور في آخر فترة.

وهناك اتجاه عام في آخر فترة للحرص على إعطاء فرصة للأسماء العربية، إذ أثبتت التجارب أنّ الناخب الوطني بإمكانه النجاح لو توفرت له الإمكانات، وخاصة الحماية من الضغوط. اكتسب مدربونا الثقة وتعلّموا "برشا"، وأصبحوا أرقاماً صعبة.

لو تحققتم في الفرق المتأهلة إلى دور الـ8 في بطولة أفريقيا للأندية، فقد شهدت حضوراً لافتاً. كلّ عام والمدرب العربي متألق وكأس العالم قد يؤكد هذا الحضور، المدرب العربي في نوادينا فيه ضرورة اقتصادية، إذ إنه أوفر من الأجانب. عنده عقلية ابن البلد ويعرف يتعامل معه... خالف.. المخلوفي.. الكرمالي.. سعدان.. الشتالي.. عامر حيزم.. الزواوي.. البنزرتي.. الزياني.. الخراشي.. الطاوسي.. الزاكي.. عمو بابا.. عدنان حمد وغيرهم من الأسماء التي نحتت في الصخر، وتركت المدرب العربي باسمه ونجاحاته!

المساهمون