"العنكبوت الأنيقة"... كلوي نغازي تنسج خيوط المجد للجزائر في كأس أفريقيا للسيدات
استمع إلى الملخص
- بدأت نغازي مسيرتها في فرنسا وتدرجت في أكاديميات مرموقة قبل أن تمثل الجزائر دولياً منذ 2020، وتلعب حالياً لنادي أولمبيك مارسيليا، حيث تُعتبر جزءاً أساسياً من دفاع "محاربات الصحراء".
- رغم العقم الهجومي للجزائر، إلا أن دفاع نغازي وزميلاتها منح الفريق فرصة لكتابة تاريخ جديد، حيث يطمح المنتخب لمواصلة المفاجآت في البطولة.
أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن التشكيلة المثالية لدور المجموعات في كأس أمم أفريقيا للسيدات 2024 والجارية وقائعها في المغرب حتى 25 يوليو/ تموز الجاري، واختار فيها الحارسة الجزائرية كلوي نغازي (29 عاماً) أفضلَ حارسة مرمى بعد عروضها البطولية التي قادت "الخُضر" إلى إنجاز تاريخي بالتأهل لأول مرة لربع نهائي البطولة. وعن ذلك، كتب "كاف" في موقعه الرسمي: "ثلاث مباريات بشباك نظيفة، تصديات حاسمة وهدوء كبير، كلها عوامل ساعدت الجزائر على بلوغ الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخها".
وقدّمت كلوي نغازي أداءً لافتاً خلال الدور الأول، حيث خاضت ثلاث مباريات كاملة من دون أن تستقبل شباكها أي هدف، مسجلة ثلاثة "كلين شيت" على التوالي، لتصبح أول حارسة جزائرية تحقق هذا الإنجاز في منافسة قارية رسمية. ويبقى أكثر ما خطف الأضواء حول قدراتها هو تمركزها المثالي وهدوؤها تحت الضغط، وقدرتها على التمرير بالقدم جعلتها عنصراً حاسماً في منظومة المدرب فريد بن ستيني (58 عاماً)، الذي يُركز في فلسفته التكتيكية على بناء الهجمات من الخلف بثقة في آخر خط من دفاع "محاربات الصحراء".
ووُلدت كلوي نغازي يوم السادس يونيو/ حزيران 1996 بمدينة مودون الفرنسية، وبدأت مسيرتها في سن الثامنة مع ناديها المحلي، قبل أن تتدرج في أكاديميات مختلفة أبرزها باريس سان جيرمان، لتنتقل بعدها إلى تجربة جامعية بأميركا دامت أربع سنوات مع فريق جامعة سنترال فلوريدا. وعادت إلى أوروبا من بوابة أورليان، ثم فلوري، فالوهافر، قبل أن تلتحق خلال شتاء 2025 بنادي أولمبيك مارسيليا، الذي تُدافع حالياً عن ألوانه في القسم الثاني الفرنسي. واختارت نغازي تمثيل الجزائر دولياً سنة 2020، وخاضت أول مباراة دولية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 أمام السودان، وقد بلغ عدد مشاركاتها الدولية حتى الآن 12 مباراة. وتُعد هذه النسخة من كأس أفريقيا أول بطولة كبرى تخوضها بصفتها حارسةً أساسيةً.
خلال مشوار الجزائر في المجموعة الثانية من "كان 2024"، حصدت لاعبات "الخُضر" خمس نقاط من تعادلين أمام تونس ونيجيريا وفوز على بوتسوانا، محتلات المركز الثاني خلف "النسور الخضراء"، ليتأهلن لمواجهة غانا في ربع النهائي المسابقة يوم السبت المقبل. وقد شكّلت نغازي جزءاً من العمود الفقري الدفاعي الذي بنى عليه المدرب بن ستيني فريقه، إلى جانب اللاعبات صوفيا غيلاتّي (33 عاماً)، روسليان خزامي (23 عاماً)، مورغان بلخيتر (23 عاماً) ومارين دافور (30 عاماً)، وهنّ جميعاً لعبن كل الدقائق الممكنة في المباريات الثلاث.
وفي الوقت الذي عانت فيه الجزائر من عقم هجومي لم تسجل خلاله سوى هدف وحيد، فإن استبسال نغازي وزميلاتها في الدفاع منح الفريق فرصة لكتابة فصل تاريخي جديد في مسيرة الكرة الجزائرية للسيدات، التي لم تتجاوز سابقاً عتبة الدور الأول. ويبقى طموح كلوي نغازي ومنتخَبها كبيراً، خاصة أن الحارسة الجزائرية وُصفت من قبل الإعلام الفرنسي بـ"العنكبوت الأنيقة"، وبأنها "تنسج خيوط المجد للكرة الجزائرية بمستوى عالمي". فهل تقود منتخبها إلى مفاجأة أخرى أمام غانا، وربما إلى أبعد من ذلك؟